ماذا بعد الولادة وكيف تعتنى بنفسك بعد النفاس
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته ماذا بعد الولادة؟ بعض السيدات اللاتى تنجبن لأول مرة، يكون لديهن انطباعاً بأنه بمجرد خروجهن من غرفة الولادة ستعدن 9 أشهر إلى الوراء كما لو كان الحمل لم يحدث!
تقول د. مى حبرك – استشارية النساء والتوليد - رغم أن هذا لن يحدث إلا أنك لا يجب أن تنزعجي. لكي تعودي كما كنت - من الناحية الجسدية والمشاعرية – وتحتضني تلك المرحلة الجديدة من حياتك، يجب أن تأخذي الأمور ببساطة وخطوة بخطوة. تحذر د. مى من وقوع الأمهات الجدد فيما يسمى باكتئاب ما بعد الحمل وهو أمر شائع نتيجة المشاعر الكثيرة التى تصاحب محاولة التأقلم مع الحياة الجديدة بعد الولادة. لملمي نفسك واشحني قوتك واجعلي فترة ما بعد الولادة من أمتع الفترات لك ولطفلك. إليك النصائح التالية لتساعدك على المرور بتلك المرحلة الحرجة . * استريحي
استسلمي لحقيقة أنك يجب أن تسمحي لنفسك بوقت للراحة. فكل من الحمل والولادة يستهلكان الكثير من الجهد والمشاعر، فلا تتوقعي أن التغيرات التى حدثت خلال 9 أشهر ستتبخر فى الهواء بمجرد الولادة. فحاولي أن تنامي بعض الوقت كلما نام طفلك أو حتى ارفعي قدميك واسترخي.
لا تقومي بالمقارنة: لاتقارني نفسك بالأمهات الأخريات فلكل امرأة حالتها المنفردة فلا تثقلي على نفسك بتوقعات غير واقعية قد لا تناسب طبيعتك البدنية والنفسية. كما أنك لا يجب أن تقارني حتى بين حملك هذه المرة وحملك فى أي مرة سابقة. فالمقارنة ستقلل فقط من تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك وستعكر عليك صفو سعادتك بمولودك الجديد.
* مارسى الرياضة
الرياضة ستساعدك على استعادة رشاقتك وسترفع من روحك المعنوية. فمن المهم أن تبدئي برنامجاً رياضياً منتظماً ولكن في الوقت المناسب. خذي أولاً موافقة طبيبك لكي تتأكدي من أنك قد استعدت قوتك مرة أخرى، ويكون ذلك عادةً بعد 4 إلى 6 أسابيع من الولادة (4 أسابيع بالنسبة للولادة الطبيعية و6 أسابيع بالنسبة للولادة القيصرية). كما وأن لياقتك الكلية هامة لكن عندما تمارسين التمرينات الرياضية يجب أن يتم إعطاء اهتمام أكبر لمنطقة البطن وعضلات القاع الحوضي( مما يساعد على عودة الرحم لحجمه الطبيعى) كبداية قومي ببعض التمشية مع طفلك وهو فى عربته. انظري إلى هذه التمشية على أنها رياضة وفى الوقت نفسه هي فرصة لبناء علاقة تقارب بينك وبين طفلك.
يمكنك أن تمشي إلى أي مكان عام بالقرب من بيتك كما يمكنك اصطحاب زوجك أيضا وأطفالك الآخرين. ابدئي بمدة 20 دقيقة ثم زيدي هذه المدة تدريجياً. استمتعي ببعض الوقت بمفردك:
بعد أن تحصلي على بعض الراحة وتشعرين بعدم الرغبة فى النوم أثناء نوم طفلك، استغلي هذا الوقت فى القيام بشئ كنت تستمتعين به قبل الحمل مثل الرسم، القراءة، التطريز، أو حتى حمّام لطيف. أهم شئ هو أن تأخذي الوقت الذى يكفيك للقيام بما تفعلين لكي تسترخي وتعيدي شحن همتك.
* اشركي زوجك
تشير د. مى أنها ترى من واقع خبرتها مع مريضاتها أن الأجيال الجديدة من الأزواج أكثر تعاوناً وتعاطفاً وحناناً عن أزواج الأجيال السابقة. فلا تدخلي هذه المرحلة بمفردك بل اشركي زوجك معك. اطلبي منه على سبيل المثال مساعدتك فى تغيير الحفاضة لطفلكما، إرضاعه بالببرونة، أو حتى مجرد اللعب معه بينما تقومين أنت بعمل شئ آخر. ويمكن أن يستغل الآباء هذه الفرص للتقرب من أطفالهم وتوطيد علاقتهم بهم. .
* شعرك بعد الولادة، غالباً ما سيبدأ شعرك فى السقوط فلا تجعلى ذلك يؤثر سلبياً على حالتك النفسية. اعتنى جيداً بشعرك وغذيه قدر الإمكان لكى يستعيد حيويته. خليط زيت السمسم وزيت الزنجبيل (بكميات متساوية) مغذى جداً لشعرك.
* الطعام
عندما كنت حامل كان عليك اتباع نظام غذائى معين لكى يحصل طفلك على العناصر الغذائية والفيتامينات اللازمة له، والآن أيضاً يجب أن تفعلي نفس الشئ من أجل طفلك إذا كنت ترضعينه رضاعة طبيعية، وكذلك من أجل صحتك أنت.
لا تنسي أن جسمك يستعيد حالته وهو ما يستلزم قدر كبير من القوة. بالإضافة إلى ذلك، احرصى على أن يحتوى غذاؤك اليومى على الكالسيوم. خلال فترة الرضاعة الطبيعية، تأكدى من أن طفلك يحصل على ما يكفيه من الكالسيوم من الأطعمة التى تتناولينها وإلا سيسحب جسمك من عظامك احتياجات الطفل من الكالسيوم.
هذا يقلل بالتالي من كثافة عظامك وقوتها وهو ما قد يعرضك فى المستقبل للإصابة بهشاشة العظام. يساعدك الكالسيوم أيضاً على الحماية من الكسور الشديدة للعظام، كما يقلل احتمال الإصابة بالسكتات، الأزمات القلبية، وبعض أنواع السرطان. يوجد الكالسيوم فى منتجات الألبان بالإضافة على سبيل المثال إلى الجرجير، التين المجفف، اللوز، والبرتقال. تأكدى أيضاً من احتواء غذائك على كميات كبيرة من الحديد، فيتامين "C"، فيتامين "E"، حمض الفوليك، البوتاسيوم، والماء.
لا تنظرى إلى شكلك قبل فترة الحمل وتشتاقين إليها، فحياتك الآن أكثر ثراء فتقبليها وأحبيها.
وحمد الله على السلامة. منقول
مواقع النشر (المفضلة)