سوء معاملة الرجل وإهماله لزوجته
من أسباب اللجوء والبحث عن الصديق.. فخ يدمر الحياة الاسرية
________________________________________
هل يمكن أن توجد صداقة حقيقية بين الرجل والمرأة؟
سؤال تختلف حوله الاجابات، وإن كان معظم الناس في مجتمعاتنا العربية يرفضون هذه الفكرة، ويعتبرون ان الصداقة بين الرجل والمرأة لا بد أن تتحول إلى علاقة حب، لأن تقاربهما في المشاعر والأفكار، سيدفعهما إلى التقارب جسديا أيضا، إذ لا يمكن تجاهل قوة الغريزة.
وقد يغض المجتمع النظر أحيانا عن الصداقة التي تنشأ بين شاب وفتاة لأنها قد تؤدي إلى الزواج، لكن ماذا عن المرأة المتزوجة التي تقيم علاقة صداقة مع رجل غير زوجها، حتى ان كانت بريئة؟
كيف ينظر المجتمع إلى هذه العلاقة؟
ـ قد تلجأ بعض النساء إلى مصادقة رجل وإخفاء ذلك عن الزوج من دون قصد في أحيان كثيرة.
فقد يتعرفن في مجال العمل او جار او قريب يجدن فيه اذانا صاغية لمشاكلهن،
وقد يكن من النوع «البريء الذي يندفع في تصديق الآخرين، خصوصا إذا رسم عليهن هذا القريب «الثقل» والشخصية والثقافة والذكاء فيتوسمن فيه الخبرة في الحياة وكيفية التعامل مع الآخرين، فيفتحن له قلوبهن ويكشفن له عن أسرارهن.
وفي كثير من الأحيان تجد المرأة نفسها تتورط في صداقة لا تعرف كيف تحددها. وبعض هؤلاء النساء لا يكون لديهن أي نوايا سيئة، فهن قد يكن متسرعات في حكمهن على الأشخاص الأمر الذي يجعلهن ينقدن بسهولة، ومن دون تقدير العواقب، إلى معرفة آخر لأنهن يرتحن إليه، ولأنهن يرين الناس بعين طبعهن. ثم يستيقظن من غفوتهن هذه عندما يشعرن ان من ظننه صديقا لا ينظر إليهن كذلك، مما يجعلهن يشعرن بخطئهن بسرعة، فيتراجعن قبل أن تتدمر حياتهن.
انتقام من الزوج
هناك فئة من النساء تتعامل مع الزوج بمنطق «الند» وبالمثل، فان اخلص أخلصت وان صادق صادقت، بمعنى أنها تتعامل معه انطلاقا من نوع تعامله معها.
ـ بعض الزوجات حين يشممن رائحة خيانة من الزوج يشعرن بالإحباط والانكسار والإهانة، حتى ان لم يكن لديهن أي دليل على خيانته. ومن باب الانتقام منه يتسرعن في مصادقة رجل آخر من ورائه لقهره وليشعرن أنهن انتصرن لأنفسهن. وبعض النساء يرين في مثل هذا التصرف ردا لكرامتهن وكبريائهن.
وهناك نوع من النساء يصادقن الرجال بحجة أن الزوج يصادق زميلاته في العمل، ومن منطلق «ما في حد أحسن من حد».
أيضا هناك فئة من النساء تتباهى بصداقتها لرجل بل تمتدحه أمام الزوج، خصوصا إذا كان الزوج هو أيضا يتباهى بصداقاته النسائية أو يتحدث أمامها مع زميلاته في العمل أو اصدقائة
. ومثل هؤلاء الرجال لا نخوة لديهم ولا يغارون على زوجاتهم، وهم قلة في المجتمع والحمد لله.
مرغوبة من الآخرين
بعد تجاوز مرحلة الشباب ومرور أعوام على زواجهن يشعر بعض النساء بفتور العلاقة بينهن وبين أزواجهن وبأنهن لم يعدن مرغوبات من شريك حياتهن، خصوصا إذا أهمل الزوج مشاعر زوجته ولم يعد يسمعها كلمات الحب والغزل.
ـ كثير من النساء يصادقن رجالا في أعمالهن أو من أقاربهن او جيرانهن، وليس بالضرورة أن يكون لصداقتهن أي معنى غير بريء، فالمرأة تميل بطبيعتها إلى أخذ مشورة الرجل. والبعض يجدن أنهن بحاجة إلى من يشعرهن بوجودهن، خصوصا إذا كان الزوج منهمكا في العمل أو مشغولا عنهن طوال اليوم، وعندما يعود آخر اليوم لا يعوضهن عن غيابه، ويتجاهل احتياجاتهن. وقد لا يجدن في هذه الحالة سوى زميلهن في العمل ليحدثنه عن تفاصيل حياتهن المملة.
وفي أحيان كثيرة لا تقصد المرأة أي سوء نية من علاقتها بزميلها، فهي تريد فقط من يسمعها ومن يشعر بكيانها.
وهناك بالطبع فئة أخرى تحب، وان كانت متزوجة، أن تشعر دائما بإعجاب الآخرين بها، فتصادق الرجال لتسمع عذب الكلام وجميل الغزل فترضي غرورها، خصوصا إذا كان زوجها من النوع الصامت.
تقبل المجتمع
البعض قد يرجع أسباب تقبل مصادقة الزوجة لرجل غريب على انه أمر عادي، إلى تخلينا عن الكثير من عاداتنا وتقاليدنا وتقليدنا للغرب.
إلا أن رشا ماجد اعتبرت أن لكل مجتمع نظرته الاجتماعية الخاصة لأي أمر من الأمور. ففي الوقت الذي تنظر فيه بعض مجتمعاتنا العربية إلى أن الصداقة امر عادي، نجد في مجتمع آخر كالمجتمعات الخليجية انه أمر مرفوض تماما. فاختلاف نظرة الناس إلى الأمور تحدد أهمية أي قضية في مجتمع ما وطريقة تقييمه لها وقناعة الناس بها.
حجة الاستشارة
أن بعض من يصادقن رجالا في الخفاء تكون حجتهن في ذلك انهن يرغبن في استشارة آخرين في أي أمر من أمور حياتهن، وهذه حجة واهية لأن المرأة اليوم باتت تشير ولا تستشير. وان كان لا بد من الاستشارة فانه من باب أولى أن تستشير زوجها، وان كان سيئا، أو أمها أو أباها. وان اعتبرت آراءهم غير مجدية لها، فهناك أناس متخصصون في الاستشارات النفسية والاجتماعية، يستطيعون تقديم فائدة حقيقية لها.
وترى مي أن الصداقة بين اثنين لا تربطهما علاقة شرعية مرفوضة حتى ان حسنت النوايا، لان هذه الفكرة لا يتقبلها المجتمع.
أما إذا كانت المرأة تعمل وسط رجال وتحادثهم عن عملها أو ما يتطلبه فهذه العلاقة نسميها زمالة وليس صداقة. واعتقد أن الزوج في هذه الحالة يعرف جيدا طبيعة عملها ومع من تعمل وعندها لا إثم ما دامت العلاقة في إطار الزمالة فقط.
اللهو والمتعة
بعض النساء يمتلكن روح المغامرة ويجازفن أحيانا من دون تفكير في العواقب. فقد تبعث إحداهن بأرقام الهاتف عبر الانترنت وتحدث أي رجل عن طريق الصدفة البحتة ثم تقوى هذه العلاقة فيما بعد وتتطور إما إلى علاقة عابرة وتنتهي، أو إلى علاقة وطيدة الله يعلم مداها.
ـ إن من يعبثن بحجة إيجاد من يؤنس وحدتهن أو يواسيهن يتعذرن بغياب الزوج ويعتبرنه سبب قيامهن بمثل هذه المغامرات التي قد تدمر حياتهن.
ولعل بعض المتزوجات يقبلن اليوم على التعرف على صديق من خلال شبكة الانترنت لسهولة التعارف ولأن المرأة تستطيع أن تخفي شخصيتها عن من يحادثها، فلا يستطيع أن يهددها في حالة كونه صاحب أخلاق سيئة أو نوايا مريبة.
أما عن دوافع المرأة في محاولتها التعرف على رجل آخر لمصادقته وهي متزوجة،
ـ من أهم الأسباب سوء معاملة الزوج لزوجته وعدم استماعه إلى مشاكلها وشكواها. وقد يكون أهملها لفترة طويلة فتشعر أنها بحاجة إلى من يسمعها ويبادلها الحديث لتشعر معه بوجودها.
لا مبرر للصديق
أن وجود الصديق في حياة الزوجة أمر غير مألوف وغير طبيعي مشيرة إلى أنها ما لجأت إلى ذلك إلا لعدم ارتياحها في حياتها الزوجية.
ـ الانفصال في هذه الحالة أفضل من الاستمرار مع زوج سيطلقها حتما عندما يكتشف ان هناك رجلا آخر في حياتها. فالزوجة إما أن تكون مخلصة لزوجها أو تتركه، لأنه لا توجد صداقة حقيقية بين الرجل والمرأة المتزوجة، فهذه الصداقة لابد أن تتطور مع الوقت وتصبح علاقة غير شرعية.
وأنا أرى انه لا يوجد أي مبرر، مهما كان الزوج سيئا، لإقامة علاقة صداقة حتى لو عبر الهاتف فقط أو من خلال الانترنت، لان الحديث يجر بعضه، ويتعرف هذا الرجل الغريب بالتالي على كل أسرار بيتها. ثم من يقول انه سيصدقها النصيحة، فربما يزيد بنصائحه التوتر بينهما لمصلحته الخاصة ولتظل الزوجة تشعر بأهميته وضرورة وجوده في حياتها. إن الإسلام منح للمرأة حرية الطلاق متى ما شعرت بان هذا الزوج غير كفؤ أو انه يسيء معاملتها. والطلاق ارحم من الخيانة أو معرفة آخر على زوجها.
أن القناعة بالحياة والإخلاص هما سر نجاح العلاقة الزوجية،
ـ على الزوجين أن يكونا كتابا مفتوحا أمام بعضهما لتستمر الحياة وتسير بطمأنينة وراحة. وبعض الأسر يكون لديها أصدقاء مشتركون، وفي هذه الحالة تصبح الصداقة في العلن ولا يخفيها طرف عن الآخر. ولا يكون هناك أي خوف أو سرية في العلاقة.
بعض الزوجات اللواتي يقررن إقامة صداقة مع رجل غالبا ما يكن يواجهن مشاكل في حياتهن الزوجية، أو يدفعهن إهمال الزوج إلى ذلك.
***الخطأ لا يصحح بخطأ أكبر
ـ ان كان الزوج سيئا فلا يعني ذلك أن تعطي المرأة لنفسها مبررا لتصادق آخر، ولكن عليها أن تبحث عن حلول أخرى لحل المشكلة بينها وبين زوجها، كأن تلجأ إلى أهله أو أهلها.
ـ هناك حلول كثيرة يمكن من خلالها إصلاح العلاقة بين الزوجين من دون لجوء الزوجة إلى ارتكاب خطأ كبير بمعرفتها برجل آخر غير زوجها. حتى ان اعتبرت الزوجة أن هذه الصداقة شريفة وبريئة، إلا أن اطلاع آخر على أسرارها الزوجية هو خيانة بحد ذاته.
إهمال الزوج
وعن أسباب اندفاع الزوجة لمعرفة رجل آخر ومصادقته :-
ـ إهمال الزوج لزوجته غالبا ما يكون وراء تورط الزوجة في علاقة صداقة من وراء الزوج لشعورها الدائم بأنها بحاجة إلى من يسمعها ويشعر بها ويخفف عنها.
ـ ضغوطات الحياة ومشاكلها تجعل المرأة تبحث عن من يسمعها ويفهمها، فان لم تحقق ذلك مع الزوج تبحث عن شخص آخر تشاركه همومها .
وبعض النساء لا يجدن صديقات حقيقيات يلجأن إليهن عندما تضيق بهن الدنيا، لكنهن يجدن في المقابل بسهولة صديقا مخلصا يمكن أن يجدن لديه المشورة.
احذرن أيتها النساء
يؤكد انه لا مبرر مطلقا لوجود علاقة صداقة بين متزوجة ورجل آخر سواء كان متزوجا أم لا.
ـ الزوجة التي لا يعجبها زوجها من الأفضل لها طلب الطلاق والانفصال على أن تستمر في علاقة مرفوضة بكل المقاييس، لان مثل هذه الصداقة تهدم العلاقة الزوجية. إذ إن الثقة بين الزوجين تنعدم حينها ويصبح كل منهما خائنا لشريكه.
وإذا كانت المرأة ترى أن هناك رجالا ينظرون إليها على أنها صديقة فهي مخطئة، لان الرجل وان استطاع أن يخدعها في البداية ويمثل عليها دور الصديق المخلص، فانه في الوقت نفسه يخطط لمآرب اكبر وعلاقة أعمق، لتكتشف بعد ذلك أن صداقته لم تكن أبدا شريفة كما كانت تعتقد
مواقع النشر (المفضلة)