ـآ‘لـقـصـة ـآ‘لـحـاديـة وٍـآ‘لـعـشـرٍوٍن ... ـآ‘لـحـرٍص عـلـي ـآ‘لـحـديـث
* أخرج البخاري رحمه الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : يقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث والله الموعد ويقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن
إخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرأ مسكيناً ألزم رسول الله صلي الله عليه وسلم علي ملء بطني فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون وقال النبي صلي الله عليه وسلم يوماً : " لن
يبسط أحد منكم ثوبه حتي أقضي مقالتي هذه " ثم يجمعه إلي صدره فينسي من مقالتي شيئاً أبداً فبسطت نمره ليس علي ثوب غيرها حتي قضي النبي صلي الله عليه وسلم مقالته ثم جمعتها إلي صدري فو الذي
بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلي يومي هذا والله لولا آيتان فى كتاب الله ما حدثتكم شيئاً أبداً " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي " إلي قوله " الرحيم " ...
* قوله " يقولون إن أبا هريرة يكثر " : أي رواية الحديث ..
* قوله " والله الموعد " : بفتح الميم وفيه حذف تقديره وعند الله الموعد لأن الموعد إما مصدر وإما ظرف زمان أو ظرف مكان ذلك لا يخبر به عن الله تعالي ومراده أن الله تعالي يحاسبني إن تعمدت كذباً
ويحاسب من ظن بي ظن السوء ..
* وفي الحديث : فضل أبي هريرة رضي الله عنه حافظ الإسلام وأحفظ الصحابة وأرواهم لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فرضي الله عنه وأرضاه ومن طعن فيه فهو المطعون ..
ـآ‘لـقـصـة ـآ‘لـثـانـيـة وٍـآ‘لـعـشـرٍوٍن ... آيـة الكرٍسـي وٍخـوٍف ـآ‘لـشـيـطـان مـنـهـا
* أخرج الإمام البخاري رحمه الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكلني رسول الله صلي الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت : والله لأرفعنك إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : إني
محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال : فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلي الله عليه وسلم : " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة .؟ " قال : قلت : يارسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله
قال : " أما إنه قد كذبك وسيعود " فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت : لأرفعنك إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : دعني فإني محتاج
وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : " ياأبا هريرة مافعل أسيرك .؟ " قلت : يارسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله قال :" أما إنه قد كذبك
وسيعود " فرصدته الثالثة فجاء فيحثو من الطعام فأخذته فقلت : لأرفعنك إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال " دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت : ماهو .؟
قال : إذا أويت إلي فراشك فاقرأ آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتي تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتي تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم
مافعل أسيرك البارحة .؟ قلت : يارسول الله زعلم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال : ماهي .؟ قلت : قال : لي إذا أويت إلي فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتي تختم الآية الله لا إله الا هو الحي
القيوم وقال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتي تصبح وكانوا أحرص شئ علي الخير فقال النبي صلي الله عليه وسلم : " أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟
قال : لا ..قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ذاك شيطان ..
* قوله " لأرفعنك " : أي لأذهبن بك أشكوك ..
* قوله " فرصدته " : أي رقبته ..
* قوله " من الله حافظ " : أي من عند الله أو من جهة أمر الله أو من بأس الله ونقمته ..
وفي الحديث : فضل آية الكرسي التي هي أفضل آية فى كتاب الله عز وجل وأن قراءتها عند النوم تقي من شر الشيطان الرجيم ، فما أعظم نعم الله عز وجل علينا بكتابه العظيم الذي فيه خير الدنيا والآخرة فله الفضل
والنعمة سبحانه ...
ـآ‘لـقـصـة ـآ‘لـثـالـثـة وٍـآ‘لـعـشـرٍوٍن ... الغـزٍوٍ فـي سـبيـل الله في الـبـحـرٍ
* أخرج البخاري رحمه الله :
عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يدخل علي أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها
رسول الله صلي الله عليه وسلم فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت : ومايضحكك يارسول الله قال :" ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون
ثبج هذا البحر ملوكاً علي الأسرة أو مثل الملوك علي الأسرة شك إسحاق " قالت : يارسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقالت : وما
يضحكك يارسول الله ..قال : " ناس من أمتي عرضوا عليه غزاة في سبيل الله ..." كما قال في الأول ..قالت : يارسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال : أنت من الأولين فركبت البحر في زمان معاوية بن ابي
سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت ...
* قوله " يركبون ثبج هذا البحر " : والثبج : ظهر الشئ ..
وفي الحديث : فضل المجاهدين فى سبيل الله عز وجل في البحر وفضل لأم حرام رضي الله عنها ..
ـآ‘لـقـصـة ـآ‘لـرٍابـعـة وٍـآ‘لـعـشـرٍوٍن ... رٍجـال صـدقـوٍا مـاعـاهـدوٍا الله عـلـيـه
* أخرج البخاري رحمه الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم عشرة رهط سرية عينا وأمر عليهم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب فانطلقوا حتي إذا كانوا بالهدأة وهو بين عسفان ومكة
ذكروا لحي من هذيل يقال لهم : بنو لحيان فنفروا لهم قريباً من مائتي رجل كلهم رام فاقتصوا آثارهم حتي وجدوا مأكلهم تمراً تزودوه من المدينة فقالوا : هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم فلما رآهم عاصم وأصحابه لجئوا إلي
فدفد وأحاط بهم القوم فقالوا لهم : أنزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحداً قال عاصم بن ثابت أمير السرية : أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصماً
في سبعة فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم فقال : الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي في هؤلاء لأسوة
يريد القتلي فجرروه وعالجوه علي أن يصحبهم فأبي فقتلوه أنطلقوا بخبيب وابن دثنة حتي باعوهما بمكة بعد وقعة بدر فاتباع خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف وكان خبيب عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث
أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسي يستحد بها فأعارته فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت : فوجدته مجلسه علي فخذه والموسي بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال : تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل
ذلك والله مارأيت أسيراً قط خيراً من خبيب والله لقد وجدته يوماً يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيباً لما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال:
لهم خبيب ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ثم قال : لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عدداً
ما أبالي حين أقتل مسلماً ... علي أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ... يبارك علي أوصال شلو ممزع
فقتله ابن الحارث فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبراً فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه خبرهم وما أصيبوا وبعث ناس من كفار قريش إلي عاصم حين
حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشئ منه يعرف وكان قد قتل رجلاً من عظمائهم يوم بدر فبعث علي عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسولهم فلم يقدروا علي أن يقطع من لحمه شيئاً ..
* قوله " يقال لهم بنو لحيا " : ولحيان هو أبن هذيل نفسه وهذيل هو ابن مدركة بن إلياس بن مضر ..
* قوله " لجئوا إلي فدفد " : وهي الرابية المشرفة ..
* قوله " مثل الظلة من الدبر " : الظلة هي السحابة .. والدبر : الزنابير وقيل ذكور النحل ولا واحد له من لفظه ..
ـآ‘لـقـصـة ـآ‘لـخـامـسـة وٍـآ‘لـعـشـرٍوٍن ... ـآ‘لـقـرٍاء ـآ‘لـشـهـداء
* أخرج البخاري رحمه الله :
عن أنس رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم أقواماً من بني سليم إلي بني عامر في سبعين فلما قدموا قال لهم خالي : أتقدمكم فإن أمنوني حتي أبلغهم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وإلا
كنتم مني قريباً فتقدم فأمنوه فبينما يحدثهم عن النبي صلي الله عليه وسلم إذ أومئوا إلي رجل منهم طعنه فأنفذه فقال : الله أكبر فزت ورب الكعبة ثم مالوا علي بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلاً أعرج صعد الجبل ..قال:
همام فأراه آخر معه فأخبر جبريل عليه السلام النبي صلي الله عليه وسلم أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم فكنا نقرأ أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم نسخ بعد بعد فدعا عليهم أربعين
صباحاُ علي رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ..
وفي الحديث : فضل الشهادة فى سبيل الله عز وجل ، وأن الشهيد حي عند الله عز وجل يرزق كما اخبر تعالي في كتابه وأنهم لما رأوا كرامة الله عز وجل لهم أحبو لإخوانهم من المؤمنين أن ينالوا مثل مانالوا
من الكرامة والشهادة والفضل العظيم من الله الكريم ...
ـآ‘لـقـصـة ـآ‘لـسـادسـة وٍـآ‘لـعـشـرٍوٍن ...رٍجــال صـدقــوٍا
* أخرج البخاري رحمه الله :
عن أنس رضي الله عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال : يارسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال
اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال : ياسعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد قال : سعد فما استطعت
يارسول الله ما صنع قال أنس : فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون ما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال أنس : كنا نري أو نظن أن هذه الآية نزلت
فيه وفي أشباهه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله إلي آخر الآية وقال : إن أخته وهي تسمي الربيع كسرت ثنية امرأة فأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بالقصاص فقال أنس : يارسول الله والذي بعثك بالحق
لا تكسر ثنيتها فرضوا بالأرش وتركوا القصاص فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " إن من عباد الله من لو أقسم علي الله لأبره " ..
* قوله " أول قتال " : أي لأن بدراً أول غزوة خرج فيها النبي صلي الله عليه وسلم بنفسه مقاتلاً ..
* قوله " لئن الله أشهدني " : أي أحضرني ..
* قوله " ثم تقدم " : أي نحو المشركين ..
* وقوله " الجنة " : أي أريد الجنة أو نحوه ..
* قوله " واها " : قاله : إما تعجباً وإما تشوقاً إليها فكأنه لما ارتاح لها واشتاق إليها صارت له قوة من استنشقها حقيقة ..
وفي الحديث : أن العبد إذا كان صادقاً في طلب الجنة فإنه لا يمنعه منها مانع وإن اجتمعت عليه السيوف واخترقت جسده الرماح وهؤلاء الصادقون يصدقهم الله عز وجل ويرضي عنهم .جعلنا الله منهم ومعهم ..
ـآ‘لـقـصـة ـآ‘لـسـابـعـة وٍـآ‘لـعـشـرٍوٍن ...خـيـرٍ لـكـمـا مـن خـادم
* أخرج البخاري رحمه الله :
عن علي بن أبي طالب أن فاطمة عليها السلام اشتكت ما تلقي من الرحي مما تطحن فبلغها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أتي بسبي فأتته تسأله خادماً فلم توافقه فذكرت لعائشة فجاء النبي صلي الله عليه وسلم فذكرت
ذلك عائشة له فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا فذهباً لنقوم فقال : " علي مكانكما " حتي وجدت برد قدميه علي صدري فقال : " ألا أدلكما علي خير مما سألتماه إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين
وسبحا ثلاثاً وثلاثين فإن ذلك خير لكما مما سألتماه " ...
* قوله : " فأتت النبي صلي الله عليه وسلم تسأله خادماً " أي جارية تخدمها .
وفي الحديث : أن ذكر الله عز وحل يورث العبد قوة تغنيه عن كثير من الطعام والشراب وعن الخدم والمعاونين وذلك فضل الله عز وجل يناله العبد المؤمن بكلمات قليله من ذكره سبحانه بالتسبيح والتكبير والتحميد فسبحانه
وتعالي وبحمده من رب كريم ...
ـآ‘لـقـصـة ـآ‘لـثـامـنـة وٍـآ‘لـعـشـرٍوٍن ... لا نـزٍكي علي الله ـأحـداً
* أخرج البخاري رحمه الله :
عن خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء امرأة من الأنصار بايعت رسول الله صلي الله عليه وسلم أخبرته أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة قالت : فطار لنا عثمان بن مظعون وأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه فلما
توفي غسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت : رحمه الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " وما يدريك أن الله أكرمه " فقلت : بأبي أنت يارسول
الله فمن يكرمه الله فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أما هو فوالله لقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير والله ماأدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي " .. فقالت : والله لا أزكي بعده أحداً أبداً حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري بهذا وقال : ما أدري ما يفعل به قالت : وأحزنني فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري فأخبرت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : ذلك عمله ..
* قولها " فطار لنا " : أي وقع في سهمنا ..
* وقولها " أبا السائب " : تعني عثمان المذكور ..
* وقوله هنا : " فوجع " : أي مرض ..
وفي الحديث أن العبد لا يزكي أحداً علي الله عز وجل ولا يجزم له بالجنة مهما بدا من صلاحه وفضله فإن الأمر كله بيده سبحانه وعلم الأمور علي حقيقتها إليه عز وجل ..
ـآ‘لـقـصـة ـآ‘لـتـاسـعـة وٍـآ‘لـعـشـرٍوٍن ... ـآ‘لـرٍحـمـة بـالـحـيـوٍان
* أخرج البخاري رحمه الله :
عن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثري من العطش فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش
مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقي الكلب فشكر الله له فغفر له " قالوا : يارسول الله وإن لنا فى البهائم لأجراً فقال " في كل ذات كبد رطبة أجر " ...
* قوله " يلهث " : اللهث بفتح الهاء هو ارتقاع النفس من الإعياء ..
* قوله " يأكل الثري " : أي يكدم بفمه الأرض الندية ..
* قوله " بلغ هذا مثل " : بالفتح أي بلغ مبلغاً مثل الذي بلغ بي ..
* قوله " في كل كبد رطبة أجر " : أي كل كبد حية والمراد رطوبة الحياة ..
وفي هذا الحديث : عظم الله عز وجل وعظيم فضله علي عبده وأن الجزاء من جنس العمل فلما رحم العبد الحيوان الضعيف العطشان رحمه الله عز وجل وغفر له ذنبه وأدخله جناته مع ما كان فيه من العصيان والبعد عن طاعة
الله رب العالمين ...
ـآ‘لـقـصـة ـآ‘لـثـلاثون ... من أعـاجـيـٍب رٍبـنـا
* أخرج البخاري رحمه الله :
عن عائشة أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم قالت : فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور قالت : فوضعته أو وقع منها فمرت به حدياة وهو ملقي فحسبته لحما فخطفته قالت : فالتمسوه فلم يجدوه
قالت : فاتهموني به ..قالت : فطفقوا يفتشون حتي فتشوا قبلها قالت : والله إني لقائمة معهم إذ مرت الحدياة فألقته قالت : فوقع بينهم قالت : فقلت هذا الذي اتهمتموني به زعمتم وأنا منه بريئة وهو ذا هو قالت : فجاءت إلي رسول الله
صلي الله عليه وسلم فأسلمت قالت عائشة : فكان لها خباء فى المسجد أو حفش قالت : فكانت تأتيني فتحدث عندي قالت : فلا تجلس عندي مجلساً إلا قالت :
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا ... ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني ..
قالت عائشة : فقلت لها ما شأنك لا تقعدين معي مقعداً إلا قلت هذا .؟ قالت : فحدثتني بهذا الحديث ..
* قوله " أن وليدة " : أي أمة ..
* قوله " حدياة " : تصغير حدأة بالهمز بوزن عنبة وهي الطائر المعروف المأذون في قتله فى الحل والحرم ..
* قوله " تعاجيب " : أي أعاجيب واحدها أعجوبة ..
وفي الحديث : أن الله عز وجل ينجي عبده وينصر المظلوم ولو كان عبداً أسود أو أمة سوداء لا قيمة لها فى نظر الناس ..
وفي الحديث كذلك : جواز نوم المرأة وبالأولي الرجل في المسجد خلافاً لما عليه ظن كثير من الناس ..
مواقع النشر (المفضلة)