الأسرة والأبناء هم المحيط الآمن الذي نحتمي به هجير الحياة ؛ فيكف يتول هذا المحيط إلى شيء صلب جامد ؟ كيف نشعر بالغربة في بيوتنا؟[/color]كيف تتوقف ألسنتنا عن الحديث ، عن الحوار عن التعبير عما يفرحها ويحزنها ؟! لماذا لا نفتقد الحوار مع أبنائنا الذين نتمنى لهم أن يكونوا
امتداداً لمستقبلنا ؟ ولماذا لانوفق في إيجاد وسيلة تفاهم تذوب معها مشكلاتنا مع أبناءنا ؟
*ومن بين المنطلقات الهامة ، التي لابد أن نعتنقها قبل أن ناقش قضية الحوار مع أبناءنا : إحساسنا بأن التربية الحوارية مع الأبناء ليست مسألة
سهلة ؛ إنما هي بناء جميل ضخم ، كل يوم يقيم في لبنة .*
كما ينبغي أن ندرك بكل أحاسيسنا وشعورنا وعقولنا أننا بكل ماأوتينا من خبرات وملكات .. أننا اليوم .. واليوم فحسب ، وانفتاح العقل ؟ ولن يتاح
ذلك إلا من خلال الحوار والنقاش الهادئ .
كما أننا لابد أن ندرك أن الحوار مع الأبناء ينمي سلوكياتهم في التعامل مع الآخرين ، وإحترام آرائهم ، وتقدير مشاعرهم .
وعلينا أن شبع حاجاتهم النفسية ، ونبعد بهم عن روح التعصب للآراء والمقترحات من خلال الحوار .[/B]
كيف نشجع أبنائنا على الحوار معنا؟
حتى تشجع أبناءك على الحوار معك ، وتقيم مناخاً داعماً يسهم اقترابهم منك ، عليك أن تتخطي إحساسك بصعوبة الحوار مع أبنائك ، كما ينبغي عليك أن تثق في تصرفات أبنائك وفي جدول حوارك معهم ؛ حتى تنجح في مهمتك .
كم عليك أن تتعرف على طريقة تفكير أبنائك ، وأن تخصص وقتاً للحوار معهم إذا كان وقتك لايكفي ،ولا تنهي حوار معهم حتى ينتهوا هم أولاً ولا تيئس إذا لم توفق في الحوار معهم ، فهذه مهمتك ، ولن يقوم بها غيرك .
ثق في تصرفات أبنائك وفي جدوى حوارك معهم حتى تنجح في مهمتك : يعد إحساس الأبناء بثقة آبائهم في تصرفاتهم من أكبر من أكبر المحفزات للحوار الأبناء مع آبائهم ؛ إذا إن الإحساس بهذه الثقة يعود إلى الصراحة وتلافي الخوف ، ويدفع إلى الحديث المتواصل مع الآباء والأمهات ،والأعراب عن طموحاتهم وأماناتهم ،حتى إن كانت تتعارض مع بعض رغبات الآباء والأمهات.
ويستطيع الأب الذكي وكذلك الأم من خلال هذا الحوار أن يقفا على بعض المشكلات،ويتعاملا معها بهدوء .
قد يتحمل الآباء والأمهات آلام منح هذه الثقة ، ولكنهم في الوقت نفسه سيقفون على مشكلات الأبناء أولاً بأول ،ومن ثم يستطيعون التعامل معهما بشكل جيد .
كما أن هذه الثقة تجعل أبناءنا يتعاملون بصورة طبيعية غير حذره ، ولا يضطرون إلى الكذب أو الخوف، ويتحولون إلى وجهين لذات الشخصية ؛ شكل خارج المنزل ، وشكل آخر داخله !فثق في أبنائك ، والتصق بهم ودعهم يقتربون منك ، ويحكوا لك، وتقبل أخطائهم بصدر رحب ، وكن كأصدقائهم ودودا صبوراً؛ حتى يقبلوا عليك ،ولا يخافوا أو يملوا توجيهاتك .
تجاوز الإحساس بصعوبة الحوار مع أبنائك:
فتح الحوار مع الأبناء مهارةً وإدراكاً عالياً ، ينبغي أن يجدها كل أب وأم، غير أن هذه المهارات ليست مسائل معقدة ليست في إمكاننا نحن الآباء والأمهات ولكنها تستلزم منا الثقة في أبنائنا ؛ إيماناً بأن الحوار معهم جزء لايتجزء من استكمال شخصيتهم وتنميتهم بالصورة النفسية والاجتماعية والعاطفية والصحيحة . وبعد هذا الإيمان الذي ينتقل إلى أبنائنا ويحسونه في أنفسهم ، مرحلة الحوارات اللازمة للحوار معهم ، من كيفية بدء الحديث وختامه ، وكيفية بنائه منطقياً وعقلياً ، والإنصات الشديد لآرائهم ، والنظر للمشكلة والموضوع محل الحوار من وجهة نظرهم والتخلي عن إصدار الأحكام المسبقة ، والتوجيه والنصح بشكل غير مباشر . وينبغي أن تتعمق هذه الأواصر منذ الصغر، فينشأ الابن قريب من أبيه ، ليس هناك فواصل بينه وبين أبيه ، فلا يتعود الحديث مع أمه أو أصدقائه فقط ، يتطلب منهم ويتعامل معهم ، ويقيم بينه وبين أبيه جداراً نفسياً [/size]
مواقع النشر (المفضلة)