أولا : شروط التوبة ثلاثة:
الأول : العزم على أن لايعود إلى الذنب .
الثاني : الندم على ما كان من الذنب.
الثالث: رد حقوق الناس كالأموال والأراضي والممتلكات.
لأنه لاتصح التوبة بدون التخلص من حقوق الناس .
لأن حقوق الناس مبنية على المشاحة، وحقوق الله مبنية على المسامحة .
فأنت إذا أذنبت مع الله ملء الأرض وتبت إليه غفر لك .
وإذا أذنبت مع العبد فسوف يطلب حقه ولن يسامحك إلا القليل منهم.
قال الشعبي:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا ربي لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظم .
ثانياً فضل التائبين :
قال ابن تيمية : أعظم المنازل منزلة التائبين
وقد ختم الله حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: إذا جاء نصر الله والفتح 1 ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا)[النصر:1،2].
هل قال له : استبشر بالمنزلة العالية ؟
هل قال له أدخل الجنة ؟
هل قال له قصرك في الجنة كالربابة؟
لا...بل قال (فسبح بحمد ربك واستغفره )[ النصر:3]
إن جهدك كبير ولكن استغفر وتب ، فالتوبة أعلى منزلة عند الله .
قال ابن تيمية : وختم رسول الله الصلاة بالاستغفار.
أي أنه يقول بعدها كما هو معلوم : أستغفر الله، أستغفر الله ، أستغفر الله .
وختم الله الحج بالاستغفار: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ).[البقرة :199].
أما فرح الله بالتائب فيكفي حديث:"لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا إذ هو كذالك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح " رواه مسلم برقم(2747).
فمن ظن أن الله يريد أن يعذب العبد فقد أساء الظن بربه .
بل الله رحيم يفرح بتوبة العبد .
ولذلك يخطئ كثير من الشباب الذين أسرفوا على أنفسهم عندما يظنون أن الله لا يغفر ذنوبهم وجرائمهم السابقة لهو لها في أعينهم .
ونسوا أن الله تاب على القاتل الذي قتل مائة نفس من بني إسرائيل برغم عظم جرمه لبين لهم أن الله الغفور الرحيم .
فواجبهم أن يتركوا تلك الوساوس التي صرفتهم عن الهداية والتوبة ويقدموا مسرعين لئلا يفوتهم قطار السعادة وقطار التوبة الماضي في طريقة دون ملل أو كلل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . منقول من كتاب الكنوز د.عائض القرني .
مواقع النشر (المفضلة)