ست خطوات لتربية ابنك
اعلمي عزيزتي الأم أن التربية مسؤولية وأمانة تحاسبين عنها ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته )، فإليك ست خطوات لتعينك على تربية ابنك:
الخطوة الأولى : تعلمي يتعلم منك.
والسؤال عمن نتعلم؟
1- تعلمي عن الله – عز وجل – أسماءه وصفاته، لأن المحبة وليدة العلم فمن كان بالله أعرف كان له أقرب ،ولتنظري فإن أعظم آيات كتاب الله لم تكن كذلك إلا لاشتمالها على صفات الله ، ولما امتدح الله أهل الإيمان امتدحهم بالإيمان بالغيب ، وصفات الله من هذا الغيب الذي لا يُعلم إلا من مصادره ، ولن يصل هذا العلم للطفل إلا إذا تعلمته أمه.
2- تعلمي عن النبي- صلى الله عليه وسلم- كلامه ، وسلوكه ، ووصاياه، ولتعلمي أن ترتب الأجر على العمل لا يكون إلا بمتابعة المصطفى – صلى الله عليه وسلم- وما أزمة القدوة إلا حصاد لأزمة العلم عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- وما يبخل أبناءنا بالصلاة عليه إلا حصاد ذلك ، فإن أبناءنا اليوم يعلمون عن قدواتهم التافهة كل شاردة و واردة ، ونحن المعظمون للرسول - صلى الله عليه وسلم- لا نعلم عن قدوتنا لا كبار الأمور ولا تفاصيلها !!!
3- تعلمي عن دين الإسلام الأوامر والنواهي ، والحدود والشرائع ، ولتعلمي أن الإسلام ما أتي إلا من قبل الجهلة الذين لا يعلمون من الدين إلا اسمه ، ومن القرآن إلا رسمه ، يدَّعون الإسلام ولا يظهر فعل الاستسلام ، لذلك عزيزيتي الأم تعلمي عن دين الإسلام ما يلزمك حتى يتعلم ذلك منك ابنك وطيقي هذا العلم في حياتك ليتلقاه ابنك ، ولا تجعليه مجرد محفوظات وكلمات تردد ، بل اجعليه منهج حياة وعقيدة ثابتة تسيرين بها أينما كنت ، تحللين المواقف وتحكمين . وكل ذلك تعلميه من الكتاب والسنة.
الخطوة الثانية : اعملي بيقين يقتدي بك:
حتى يثق الطفل في كلامك ويقتدي بك يجب أن يشعر أنك متيقنة فيما تعلمتِ وعملتِ ، ولتعلمي أن اليقين وصف أهل الإيمان المتقين كما وصفهم الله ( وبالآخرة هم يوقنون) فهل علمت أن خلق الخلق ما كان إلا للعبادة ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وهل فهمتِ معنى العبادة لتعملي؟ ، فعليك عزيزتي الأم أن تتعلمي وتتقيني معنى العبادة، ليتم الأمر لك فالعبادة من التعبد ، وهي التذلل ، فلا تقومي بالأوامر لمجرد إلقاءها عن كاهلك ولا يسمع منك طفلك عبارات كهذه: ( الحمد لله أن رمضان هذه السنة سيكون في الشتاء!) الحمدلله قد صليت وارتحت !) ، والمقصد أنها ارتاحت منها وليس بها!! بل قومي بالعبادات وأنت متعلقة برضى الله ، معظمة له ، متذللة لله وستجدي أن يومك وليلتك عبادة ، فإذا خرجتِ ذكرتِ الله وإذا دخلت ذكرتِ وإذا ركبتِ ذكرتِ، وتأملت في الذكر فوجدتِ اسمًا لله وصفة، فأثر ذلك في ربطك للأحداث وتفسيرها، بل أثّر اليقين في ردود فعلك ، وسيجد طفلك اثر هذا اليقين في حرصك على القيام بالعمل دون تهاون أو تكاسل أو تخاذل .
الخطوة الثالثة : اصدقي يقبل منك.
الخطوة الرابعة: أحبيه يكن فؤاده لك :
الآن راقبي نفسك – عزيزتي الأم- تدفعين طفلك عندما يلتصق بك، دائمة الشكوى أنه ملازم لكِ ،شديد التعلق بكِ، ثم ماذا؟
تدور الأيام وتشتكي بُعده ، وعدم إقباله عليكِ وتعلقه بغيرك، لماذا؟ ربما يكون هذا الحب موجود لكن كيف يظهر ؟ إما أننا نفقد لغة الاتصال ، أو نستعمل لغة اتصال غير مفهومة أو ربما نستعملها بعد فوات الأوان.
اعلمي يا عزيزتي- أن لغة الاتصال تدور حول محاور أربعة:
1.لغة الجسم والحركات : إن حضنهم وتقبيلهم ، والإمساك بأيديهم عند التنقل أمر يسعدهم ويلبي رغبتهم بالالتصاق والقرب والتعلق.
2.اللغة المرئية (رموز دالة): تقدمين له الأكل بنفسك،تبدلين له ثيابه،يرى منكِ اهتماما بتلبية رغباته، والأمهات في هذا الأمر طرفان ووسط:منهن من تحقق الرغبات دون مناقشة،ومنهن من ترفض دون مناقشة، ومنهن من يقبل ويرفض على أساس قوانين ومعايير واضحة، وهذا ضابط تحقيق الرغبات.
3.اللغة الشفهية( المسموع) : إن استعمال كلمات المحبة لها أقوى الأثر في نفس الأبناء، والطفل يشعر بالكلمات الصادقة.
4.اللغة المكتوبة ( المقروء) : هذه الطريقة تستعمل مع الأطفال الذين يجيدون القراءة والكتابة، استغلي كل الفرص لإظهار محبتك ،فلو كنت تكتبين أسئلة تمارين على ورقة، اكتبي –مثلا- في أعلاها (حفظك الله ورعاك) ( أنت نور العين) مثل هذه الكلمات تفتح باب المحبة لو أحس الأبناء بصدقها.
الخطوة الخامسة : ادعي له يكن قلبك له :
بعد ان تعلمت فتعلم منك، وعملتِ بيقين فوثق واقتدى بك ، وصدقتِ فقبل منكِ، وأحببته فملكتِ فؤاده: ادعي له يلن قلبه لك، فالأبناء رزق ، وصلاح الأبناء رزق، والأرزاق لا تُطلب إلا من الله، ومهما أشار الناس عليكِ بحلول ، ومهما أظهرت النتائج نجاح أسلوب معين، فلا طريق للاستفادة من هذا الحل ، أو من غيره، إلا بالتذلل لله ، وطلب العون منه على تربية الأبناء ،وإظهار صدق التذلل وكامل التعلق بأن لا مُصلح لهؤلاء الأبناء إلا ربهم رب العباد. فأول الحلول الدعاء ، وأوسط الحلول الدعاء وآخر الحلول الدعاء.
الخطوة السادسة: اصبري يبارك الله لك :
إن التربية في تعريفها : هو تحويل الشيء من حال النقص إلى حال التمام ، وهذا التحويل في العادة لا يتسم بالسهولة، ولما يُعلم ذلك ، يُعلم أن الله يبتلي عباده بتربية أبنائهم هل يصبرون أم لا؟ ويُعلم أن المربي بحاجة على زاد الصبر لكي يصل على النتائج، وعلى قاعدة ( قرر ثم كرر) يُعلم أن الطفل ليس آلة يمتثل المر بكلمة واحدة، فالنسيان، والإهمال، والتهاون ، والانشغال، كل هذه الأمور مؤثرة في الاستجابة، لذلك مطلوب: تقرير الحقائق أولا ثم تكرار هذا الطلب والصبر - كما قيل قديما – مفتاح الفرج.
م/ن
مواقع النشر (المفضلة)