تفسير
سورة:
الإخلاص
أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على ءاله و صحبه و سلم أما بعد،
أخرج البيهقي عن ابن عباسٍ أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا: يا محمد صف لنا ربك الذي تعبده. و كان سؤالهم تعنتاً لا حباً للعلم و استرشاداً به. فنزل قوله تعالى:
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد }
ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم هذه صفة ربي عز و جل.
ومعنى الأحد أي الذي لا يقبل الإنقسام و التعدد و الكثرة و ليس له شريك في الذات أو الصفات أو الأفعال فليس لأحد صفة كصفاته و لا فعل كفعله و ذاته لا يشبه الذوات المخلوقة.
و معنى الله الصمد أي الذي تفتقر إليه جميع المخلوقات مع استغنائه عن كل موجود و الذي يقصد عند الشدة بجميع أنواعها و لا يجتلب بخلقه نفعاً لنفسه و لا يدفع بهم عن نفسه ضراً.
و معنى لم يلد و لم يولد نفي للمادية و الإنحلال و هو أن ينحل منه شىء أو أن يحل هو في شىء. و أما ما ورد في كتاب مولد العروس من أن الله تعالى قبض قبضة من نور وجهه فقال لها كوني محمداً فكانت محمداً، فهذه من الأباطيل المدسوسة و حكم من يعتقد أن محمداً صلى الله عليه و سلم جزءٌ من الله تعالى التكفير قطعاً و ليس هذا الكتاب لإبن الجوزي رحمه الله بل هو مكذوب عليه نسبه إليه المستشرق بروكلمان.
و معنى قوله تعالى و لم يكن له كفواً أحد أي لا شبيه لله بوجهٍ من الوجوه.
و الله سبحانه و تعالى أعلم و أحكم
مواقع النشر (المفضلة)