أخطاء شائعة مع العذر الشهري
أول شيء لكي نصوم رمضان صحيح لا بد من النية فهي الركن الأول من أركان الصيام والنية وقتها قبل الفجر قال النبي {منْ لم يُجْمِعِ الصِّيامَ قبلَ الفجرِ فلا صِيامَ له}( 1) هذا بخلاف صيام النوافل فمثلاً سأصوم يوماً لله - يجوز أن أنوي صباحاً فقد أصبحت ولم أفطر فأقول أصوم هذا اليوم لله يصح ذلك لكن بالنسبة لرمضان لا يصح ذلك فرمضان يلزم أن تكون النية قبل الفجر فيصح أن تكون النية من المغرب فبعد المغرب أقول نويت الصيام غداً لله تعالى مع أنني سآكل وأشرب فنية الصيام تصح من آذان الفجر إلى غروب الشمس فيصح أن أنوى بعد المغرب ولا مشكلة في أنني سآكل بعده ولكن المهم أن أمتنع عن موجبات الإفطار من طلوع الفجر والإمام مالك لأنه يعلم أننا ننسى قال: يجوز أن الواحد أو الواحدة ينوي للشهر كله نية واحدة ففي أول ليلة من ليال رمضان أقول نويت صيام شهر رمضان لله تعالى مرة واحدة ويلزم أن نعلم أولادنا هذه النية ونجلس مع بعضنا ونقول هيا يا أولاد ننوي وذلك لكي يتعلموا النية – هل يلزم أن أقولها باللسان؟ أبداً لكن افرض أنني لم أتلفظ بالنية لكن تسحرت – لماذا أتسحر؟ من أجل الصوم فيصبح السحور نفسه نية فالركن الأول الضروري من أركان الصيام هو النية ومع النية نستحضر لماذا نصوم؟ وما نصوم من أجله وكل النوايا التي ذكرناها لأن ربنا يعطي الأجر على قدر النية {إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى} ( 2) وكلما نكثر من النوايا كلما يزيد الأجر والثواب عند الله ما الذي نحافظ عليه بعد ذلك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؟ ترك الأكل والشرب والجنس قال العلماء إن الإنسان يمتنع عن الطعام والشراب والجنس من طلوع الفجر حتى غروب الشمس وإن كانت الواحدة عندها طفل لا يقدر على مضغ الأكل تمضغ له الأكل وتعطيه لكن لا تبلع منه شيء فإن ذلك لا يفطر ولو كانت تطبخ قالوا لا بأس أن تتذوق الطعام بلسانها لكي تعرف ما يحتاجه الطعام من الملح ولكن لا تبلع منه شيء فإن ذلك لا يفطِّر أيضاً ونفرض أنها شربت أو أكلت وهي ناسية فلا شيء عليها وتتم اليوم فقد قال في ذلك النبي {مَنْ أَكَلَ نَاسِياً وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ}( 3)إذا كانت ناسية أما إذا تذكرت واللقمة في فمها فلا تبلعها لكن إذا كانت تصوم نفلاً أو تطوعاً وأكلت أو شربت وهي ناسية فتفطر هذا اليوم وتعيده مرة أخرى وذلك لأن الأكل والشرب ناسية في رمضان لا يفطر لأنه خصوصية لشهر رمضان لأن أيام رمضان لا تعوض وقال {مَنْ أَفْطَرَ يَوْمَاً مِنْ رَمَضَانَ فِي غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ لَهُ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلهِ وَإِنْ صَامَهُ}( 4)لو صام العام كله فلا يعوض هذا اليوم.
الكحل والماكياج
إذا كانت واحدة عينها مريضة ولا تشفى إلا بالكحل ولن تخرج من المنزل ولن يراها رجل أجنبي فلا شيء عليها فإن الكحل إذا كان بسبب العلاج ولن يراها أحد إلا محارمها لا يفطر فإذا كان الكحل للزينة فينقص من أجر الصائمة على الفور لأنها بذلك تريد أن تجمل نفسها وتزين عينيها عند الذهاب للعمل أو عند خروجها وكذلك أي زينة توضع على الوجه وهي خارجة وسيراها الآخرون تنقص من أجر الصائمة أما إذا كانت الزينة في المنزل لزوجها ولم يرها إلا محارمها وهم الذين يحرم عليهم أن يتزوجونها فليس عليها شيء فيها ولا تنقص من أجر الصيام.
أخطاء شائعة مع العذر الشهري
موضوع الدورة الشهرية يجب أن نلاحظ ونعي ما يحيط بها جيداً فلو أن امرأة نزل عليها الدم ولو قبل المغرب بخمس دقائق يجب عليها أن تفطر ثم تعيد اليوم بعض السيدات تقول في نفسها لماذا أفطر؟سأظل صائمة وسوف أعيد اليوم بعد ذلك فهي آثمة وخالفت شرع الله فطالما نزلت عليها الدورة يجب عليها الفطر ولكن ليس أمام الأطفال الصغار وفي مكان آمن وعند فطرها تأكل الضرورات فقط فمثلاً هي تحب شرب الشاي فلا تداوم طوال النهار على شرب الشاي احتراما لحرمة الشهر مثال آخر هي مثلاً في الأيام العادية تتسلى باللب فلا يجب عليها في نهار رمضان ذلك وإلا يكون إثم وذنب إذاً عليها أن تأكل فقط الضرورات التي لا غنى للجسم عنها مثلاً سيدة ارتفع الدم عنها في وقت الظهر ومع أنها أفطرت في الصباح يجب عليها أن تكمل بقية اليوم صائمة فبمجرد أن يرتفع عنها الدم تغتسل وتكمل بقية اليوم صيام إن كان الظهر أو العصر أو قبل المغرب بساعة علماً بأنها ستعيد هذا اليوم وكذلك الأيام التي أفطرتها في رمضان يلزم إعادتها قبل رمضان القادم والسيدة عائشة زوجة النبي كانت تعيد ما عليها من أيام في شعبان المهم قبل رمضان وإذا تهاونت في الإعادة بغير عذر وجاء عليها رمضان التالي فعليها غرامة تأخير تخرج عن كل يوم فدية (مثل زكاة الفطر) وطبعا مازال عليها إعادة هذه الأيام ولكن لماذا هذه الغرامة؟ لأنها تكاسلت وتراخت حتى جاء عليها رمضان لكن إذا كان عندها عذر وظلت مريضة طول العام؟ أو إذا كان عندها عذر شرعي ؟ فليس عليها الفدية ولكن عليها أن تعيد هذه الأيام وهناك نقطة أخرى مهمة فالسيدة التي تحافظ على دينها تعلم الموعد الذي تأتيها فيه الدورة الشهرية أباح الله للمرأة نظراً لظروفها أنها في الأيام العادية من الممكن أن تصلي الظهر قبل العصر ولو بثلث ساعة لكن في الأيام التي تترقب فيها نزول الدورة يجب عليها أن تصلي الفرض عند الآذان لماذا؟ مثلاً أذّن الظهر ولم أصليه وبعد الظهر بساعة نزل الدم بذلك يكون أصبح عليها ديناً لله صلاة ظهر وهناك ملحظ يجب التنبيه عليه فإذا طهرت السيدة أو الفتاة مثلاً قبل المغرب بساعة يكون عليها الظهر والعصر، وهذه مواقف لا يلتفت إليها أحد وإذا طهرت قبل الفجر بنصف ساعة فعليها المغرب والعشاء فإذا طهرت بالنهار فعليها صلاة النهار وإذا طهرت بالليل فعليها صلاة الليل، كما علمنا أما بالنسبة للنفاس فإذا كانت التي ستلد في رمضان أو قبل رمضان بيومين أو ثلاثة فالنفاس ليس له وقت محدد فأقله لحظة وأكثره أربعون يوماً وقد ورد أن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله لم يكن لها نفاس أو كان نفاسها لحظات فقد ولدت سيدنا الحسن و طهرت وصلت وولدت سيدنا الحسين وطهرت وصلت وولدت السيدة زينب وطهرت وصلت ولذلك يسمونها البتول والبتول التي ليس لها نفاس ولا دورة شهرية طهارة من الله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} وبعض السيدات في الوقت الحاضر ليس لها دورة ومع ذلك فبعضهن تحمل وتلد وهي نسبة بسيطة ولكنها موجودة في الكون وكما تعلمون فإن الولد نفاسه أقل من نفاس البنت فعقب ارتفاع الدم وترتفع المياه الصفراء فتتطهر فوراً وتصوم فإذا كان بعد أسبوع بعد أسبوعين بعد ثلاثة أسابيع إن لم يكن فيكون أربعين يوم إذاً من الذي يحدد فترة النفاس؟المرأة نفسها إذا انقطع عنها الدم وارتفعت المياه الصفراء تطهر وتصوم وتصلي لكن في فترة النفاس يحرم عليها الصوم والصلاة لأنها في راحة من عند الله [1] رواه الترمذيُّ، وأبو داود، والنسائي، والدارمي عن حفصةَ رضي اللَّهُ عنها. [2] (صحيح البخارى). خطب عمرَ بنَ الخَطّابِ رضي اللّهُ عنه على المِنْبَرِ قال: سَمعْتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:وذكر الحديث وبقيته { فَمَنْ كانتْ هِجْرَتُه إِلى دُنْيَا يُصِيبُها أَوْ إِلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُه إِلى ما هاجَرَ إِلَيه}[ 3](صحيح البخار) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. [4] (صحيح ابن خزيمة ورواه أحمد والترمذي وغيرهم) عن أَبي هُرَيْرَةَ رضَي اللَّهُ عنهُ.
منقول من كتاب [المؤمنات القانتات] []
مواقع النشر (المفضلة)