الحفلات من الخطبة إلى الزفاف
نظام وتكاليف الأعراس أو الأفراح موضوع أصبح فيه زيادة غير طبيعية لم تكن موجودة قبل ذلك نحن رأينا في الخطبة أن الواحد كان يذهب ومعه أهل بيته الأدنين أي أبوه وأمه وأخواته ويجلسوا مع أهل العروس الأدنين في غرفة السفرة والفاتحة على ما اتفقوا عليه ومشروب بارد أو ساخن وانتهى الموضوع لكن أصبح الموضوع في الزمان الذي نحن فيه الآن "الفاتحة" مثلها مثل "الدخلة" لابد أن تكون في قاعة مناسبات مع إنه لا يوجد شيء يشهده الناس على أي شئ سيشهدوا ؟ فهو ليس عرساً لتدعو له فلان وفلان وتنفق كذا وكذا لماذا كل هذه التكاليف؟ نحن في هذا الزمان ونظراً لضيق الحالة الاقتصادية و تيسيراً للزواج نحن ننصح وبكل تأكيد وعلى نهج جميع السابقين من السلف كما بينا أن الخطبة تكون على أضيق نطاق وإذا كانت شبكة تبقى أيضاً على مستوى عائلي وذلك لكي لا يكون فيها بذخ ولا شيء فوق الطاقة وقد وصلتني أسئلة من ناس كثيرة ومتضررة سألني أحدهم وقال أن عريس ابنته أتى بدبلة ومحبس وهو والد العروس أكل الأكل كلف أربعة آلاف جنيه وبعد ذلك جاء العريس وفسخ الخطوبة ويطلب منه الدبلة والمحبس فماذا أفعل – يقول لي السائل _ في الأكل الذي صرفت عليه كل هذا المبلغ ؟ هذه مشكلة جدت الآن ولا يستطيع أحد أن يلزم الآخر بأي شيء إذاً الفاتحة أو الخطبة تبقى في الصالون مثلاً وتكون على مستوى ونطاق عائلي فقط كما تعلمنا من الصالحين و مثل ما عملنا كلنا وإذا أراد أن يأتي بدبلة يلبسها لا مانع يريد أن يأتي بشبكة يبقى كذلك وانتهى الموضوع ولو نريد أن نوسعها قليلاً فيكون بعض الأقارب والمحيطين وتكون من غير مبالغة في الإنفاق ولا فيها إسراف وأظن إن الخطبة كمناسبة تروح العروس فيها لكوافير وتدفع ثلاثمائة جنيه لماذا؟ من الذي سيراها؟ أمها وأبوها وأخواتها وكذلك والداه وإخوته وأخواته هذا إذا جاءوا كلهم لماذا تذهب العروس إذن وتدفع هذا المبلغ؟ إذا كانت ستذهب إلى كوافير ؟ يبقى يوم الفرح ( الزفاف) ويكون كوافير إسلامي ولا تظهر شيئاً من شعرها ولا صدرها ولا جسدها ولا يصح أن نبدأ حياة أبنائنا وبناتنا الزوجية ولا غيرها بمعاصي ونقول ليلة وخلاص ؟ يجب أن تكون الملابس ساترة لجميع العورات فيكون فستان الخطبة أو ثوب الزفاف على نظام الإسلام لأن هذا ما الذي أمرنا به ديننا ونبينا وهذا الالتزام يسرى أيضا على المدعوات من النساء والبنات اللاتي يأتين لعرض الباعة أو اصطياد العرسان بالنسبة لأماكن الأفراح مثل الأندية أو صالات الأفراح الإسلامية أو بالفنادق فنقول أن الأندية طبعاً هي الآن ضرورة لضيق المنازل فقد كان الناس في ما مضى لا يحضر الأفراح إلا قلة فكان من الممكن إقامتها في أي شارع أو أي منزل لكن الناس مع تنوع الثقافة وحرصهم على أداء الواجب والمشاركة زادت أعدادهم فلم تعد المنازل تستوعب ذلك العدد فأصبحت الأفراح في هذه الأماكن عرفاً والعرف شرع إذا كان ما فيه لا يخالف شرع الله وظهرت الأفراح في الأندية والفنادق وصالات الأفراح وأيضاً دور المناسبات وأصبحت الآن بالنسبة لنا ضرورات كما شرحنا
منقول من كتاب [المؤمنات القانتات]
مواقع النشر (المفضلة)