داعية سعودي يستثمر «جلسات السمر» لهداية الشباب....
--------------------------------------------------------------------------------
أصبح الداعية «أبو زقم» يمثل ظاهرة لافتة على الساحة السعودية من خلال قدرته على هداية الكثير من الشباب‚ وبالأخص من وقع منهم في براثن الإدمان والانحراف‚ واحترف التسكع بالسيارات في الشوارع‚
وضمن فعاليات المخيم الصيفي الشبابي السادس بمحافظة جدة غرب السعودية الذي افتتح يوم 18 يونيو 2005‚ انطلق برنامج «إصلاح» الموجه لفئة الشباب الذي يديره الداعية سلطان الدغيلبي (المشهور بأبو زقم‚ وهي الكنية التي كان يعرف بها قبل توبته) من خلال «جلسات سمر» متوالية كل يوم تقريبا‚ وتمتاز بالأسلوب البسيط في الطرح‚ وبالشفافية والجرأة في الحوار بينه وبين الشباب‚
وتمكن الشيخ الدغيلبي أثناء هذه الجلسات التي حضر إحداها مراسل إسلام أون لاين‚نت خلال محاضراته من التأثير على عدد غير قليل من الشباب‚ وإقناعهم بالعدول أمام الملأ عن طريق الانحراف في مشاهد مؤثرة‚ويقول أبو زقم لإسلام أون لاين‚نت: «رغم أن بعض الشباب خالط الأمور الضارة وعاقر المعاصي‚ فإنه يحمل في داخله بذرة الخير والفطرة السوية‚ ودورنا أن نسعى لتنمية هذه البذرة»‚
وبعد انتهاء الفترة الأولى من جلسة سمر مع أبو زقم توجه مراسل إسلام أون لاين‚نت لأحد الشباب الذي بدا من مظهره أنه غير معتاد على حضور المخيمات الدعوية والمحاضرات‚ إلا أنه أبدى إعجابه بأبو زقم قائلا: «أسلوبه بسيط وسهل‚ ويحادثنا وكأنه يعيش بيننا ويعرف همومنا‚ وأنا من الآن تراجعت عن التفحيط (القيام بحركات بهلوانية) بالسيارة‚ لأنه يؤدي إلى كوارث عديدة وحوادث مأساوية‚ ويذهب بأرواح كثير من الناس‚ وأبو زقم أقنعني بهذا خلال الجلسة»‚وما إن انتهى الشاب من حديثه حتى صعد على مقر المسرح‚ حيث كان أبو زقم بدأ يخاطب الجمهور في الفترة الثانية من جلسة السمر‚
واستأذنه في مداخلة قصيرة بدأها قائلا: «أنا اليوم أتوب إلى الله من التفحيط ومن السجائر»‚
مشاهد للتوبة
وتتوالى مشاهد التوبة بينما يلقي أبو زقم محاضرته التي يحث فيها الشباب على الإقلاع عن جميع ما يضرهم من مخدرات وغيرها‚ حيث يخترق شاب آخر -عمره لا يتجاوز الثانية والعشرين - صفوف الحاضرين فجأة‚ ويصعد على المنصة ويقول: «أكثر من 10 سنوات وأنا أدخن وأشرب -يقصد المسكرات- ومن هذه الساحة والله يشهد على ذلك فإني أعلنها توبة نهائية من هذا الدخان‚ وأكسر علب الدخان أمامكم»‚ وهو ما قام به بالفعل بعد أن أخرجها من جيبه‚
ويتبعه بعد قليل شاب آخر يخرج مهرولا أثناء المحاضرة إلى سيارته‚ ويأتي بكيس ممتلئ بأشرطة الأغاني‚ ويستبدل بها أشرطة إسلامية‚وهكذا طوال المحاضرة تتوالى المشاهد‚ فتارة شباب يأتون بصور لعشيقاتهم وأرقامهن ويمزقونها‚
ثم تجد بعضهم يقول: «نحن في هذه الساعات الأخيرة من الليل نرجو من الله أن يتقبلنا من الطائعين التوابين»‚
ثم يصعد آخرون أدمنوا الحبوب والحشيش وأنواعا أخرى من المخدرات ليعلنوا توبتهم بين يدي أبو زقم‚
ويقام المخيم الشبابي الصيفي السنوي السادس في جدة بالتعاون بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالمملكة‚
ظاهرة الدعاة
وفي معرض تفسيره لدور أبو زقم الإرشادي الناجح مع الشباب‚ يقول لإسلام أون لاين‚نت «خلف السليمان» الإعلامي المهتم بقضايا الأسرة‚ رئيس تحرير مجلة «فراس» للأطفال: «الشباب في هذه الفترة بالذات بحاجة إلى استقرار اجتماعي‚ وقد وجدوا في كاريزمية (جاذبية) أبو زقم ما يجذبهم إلى طريق الهداية»‚
وقال السليمان: «أبو زقم نجح نجاحا كبيرا في سد حالة الفراغ الاجتماعي وغياب القدوة الموجودة عموما في المجتمعات العربية‚ وشكل في نفس الوقت نقطة استقرار اجتماعي لشبابنا»‚
مواقع النشر (المفضلة)