أسعار الطماطم "المجنونة" تقفز300% في ثلاثة أيام بالأسواق السعودية:
قفزت أسعار الطماطم في الأسواق السعودية لأعلى مستوياتها على الإطلاق، بعد أن سجل سعر الصندوق الواحد خلال الأيام الثلاثة الماضية، أكثر من 120 ريالاً، (الدولار يعادل 3.75 ريال) في مقابل 30 ريالاً قبل أيام، بارتفاع تجاوز 300%، قبل أن يتراجع ليستقر أمس (الاثنين)، عند مستوى 80 ريالاً للصندوق، وسط توقعات لأن يتراجع خلال الأسبوعين المقبلين.
وأرجع عدد من البائعين بسوق الجملة بالرياض في تقرير نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم الثلاثاء 8-4-2008، أسباب الارتفاع إلى قلة الإنتاج من المزارع في وادي الدواسر وإلى تلاعب السماسرة والمحرجين في سوق الجملة بالأسعار، إضافة إلى التصدير للدول المجاورة، ما أسهم في عدم توافر الطماطم بكميات كافية تلبي حاجات السوق.
تلاعب السماسرة:
وقال أحد البائعين للخضار والطماطم محمد الدوسري إن سوق الطماطم بالجملة شهدت منذ الجمعة الماضي حتى أمس ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، ما جعل الكثير من المحال تقف عاجزة عن دخول سوق الحراج التي تبيع بكميات كبيرة، بسبب ارتفاع الأسعار التي وصفها بالخيالية، ووصلت إلى 120 ريالاً للصندوق، بسبب عدم توافر كميات كافية تلبي طلبات التجار في مختلف أسواق الخضار في الرياض فقط.
وبيّن أن سوق الجملة في السابق كانت تستقبل أسبوعياً أكثر من 100 شاحنة صغيرة، توزع كل شاحنة أكثر من 360 صندوقاً، ما جعل الأسعار مستقرة، إلا أن ضعف وقلة الإنتاج من مزارع الطماطم في وادي الدواسر الأسبوع الماضي تسبب في عدم توافر كميات كافية، إذ لم تصل إلى السوق إلا حوالى 10 شاحنات محملة بكميات محدودة، ما أسهم في ارتفاع الأسعار بشكل خيالي.
ولفت الدوسري إلى أن الأسعار تراجعت أمس إلى نحو 80 ريالاً لصندوق الطماطم النظيف، بينما هناك صناديق أُخرى ليست ذات جودة عالية، وصل سعرها إلى 50 ريالاً.
وأكد أن السوق عموماً تخضع لتلاعب السماسرة في الأسعار، ما جعل كثيراً من البائعين يقفون حائرين أمام ذلك، في ظل عدم وجود رقابة من البلدية التي يكاد دورها شبه معدوم، خصوصاً أن السماسرة أكثرهم من العمالة الوافدة.
توقعات بتراجع الأسعار:
وتوقع الدوسري أن تتراجع أسعار الطماطم خلال الأسبوعين المقبلين، إذا بدأت مزارع الخرج في الإنتاج، خصوصاً أن المؤشرات تؤكد أن هناك كميات كبيره ستصل السوق خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن أسعار الخضار عموماً تسببت في قلق شبه يومي للبائع وللمشتري، بسبب عدم ثباتها وبسبب ضعف الرقابة على الأسعار.
وقال أحد البائعين للخضار والطماطم بسوق الجملة جنوب الرياض "معتوق" إن أسعار الطماطم "المجنونة" شهدت الجمعة الماضي ارتفاعاً كبيراً لم تشهده السوق منذ منتصف العام الماضي، إذ اتسمت الأسعار بالجنون، وسط ضعف الكميات المعروضة وتلاعب السماسرة واستغلال المصدرين للوضع، لتصدير تلك الكميات إلى الأسواق المجاورة.
وبيّن أن هناك مؤشرات ايجابية تشير إلى تراجع الأسعار خلال الفترة المقبلة، إذ من المتوقع أن تتراجع وتستقر بين 15 ريالاً إلى 30 ريالاً للصندوق، وذلك عقب بدء مزارع الخرج في الإنتاج والمتوقع أن يكون عقب أسبوعين من الآن.
كما توقع أن تشهد أسعار البطاطا ارتفاعات كبيرة، خصوصاً بعد أن ارتفعت من 12 ريالاً للكيس إلى 22 ريالاً، ومن المتوقع أن تتجاوز ذلك خلال الأسابيع المقبلة.
ولفت إلى تذمر كثير من الناس من ارتفاع الأسعار، ما أسهم في عدم بيع بعض المنتجات المعروضة في عدد من المحال، وبالتالي تكبد أصحابها خسائر كبيرة.
إلى ذلك قال أحد السماسرة العاملين في سوق الحراج على مختلف المنتجات من خضار وفاكهة "رفض ذكر اسمه"، أن الارتفاع الذي حدث للطماطم يعود إلى زيادة الطلب بشكل كبير وقلة المعروض الذي لا يكفي سوقاً واحدة من أسواق الخضار في مدينة الرياض، لافتاً إلى أن السوق تخضع للعرض والطلب، وليس هناك تلاعب كما يتوهم كثير من الناس.
مواقع النشر (المفضلة)