طلال آل الشيخ
«ما أشبه الليلة بالبارحة»، تذكرت هذا المثل العربي وأنا أقرأ على أعمدة الصحف التشكيلات الجديدة للاتحادات الرياضية. قبل 16 عاماً وتحديداً في العام 1992 أعلن الأمير الراحل فيصل بن فهد النقلة الحديثة في شكل وآليات وأعضاء الاتحادات الرياضية، ذلك اليوم كان الحديث عن التشكيلات هو المسيطر على اهتمامات وسائل الإعلام بفئاتها كافة.
اليوم يتكرر المشهد، وكان لزاماً علينا تذكر الأمير الراحل فيصل بن فهد، تكرار المشهد بنجاح كامل هو تكريم لباني الرياضة السعودية، في كل إنجاز تخطو له الرياضة السعودية نجد بصمةً للفقيد الراحل.
لا أجد غضاضة في القول إن هذا الرأي لستُ متفرداً به، وإنما يشاطرني فيه الرياضيون بشرائحهم كافة.
من المعروف عنا - نحن العرب - أننا لا نكرّم سوى الراحلين، والغريب أننا نحتفي برموزنا عند وفاتهم ونكرّمهم، ومن نعمة الله علينا أن منّ علينا بنعمة النسيان التي لا تقدر بثمن، لذا نتذكر الأموات عند الفاجعة ثم ننساهم إلى غير رجعة، لكن حالنا مع مآثر فيصل بن فهد تكسر القاعدة، فنحن في كل إنجاز نحققه رياضياً يتراءى لنا ويمثل أمامنا فيصل بشخصيته القيادية، وكأنه بين ظهرانينا، كلما مر الزمن تذكرناه بصورة أكبر.
جميعنا تحدثنا عنه، وجميعنا لم نوفه حقه... هو الشخص الوحيد الذي لا يزال كل رياضي ومنتمٍ للوسط الرياضي يستفيد منه... مؤسس رحل قبل وقته.
تخيلوا وجود فيصل بن فهد - مع عدم الاعتراض على مشيئة الله- مع طيبة قلب الأمير سلطان المتابع، ووجود النابغة وصاحب بعد النظر والواجهة الحقيقية والرمز لكل الجيل الرياضي الشاب - شبل الأسد الشجاع - نواف بن فيصل.
ألن يكون الوضع متغيراً والتعاطي مع المشكلات سواء في شأن العوائق التي تخص الأندية أو الملاعب على غير هذا النحو؟
صحيح أن القيادة الرياضية تبذل جهوداً مميزة وجبارة للارتقاء، ولكن شخصية وبعد نظر فيصل وأعماله الرياضية والإنسانية تفوقت على قدرة الكثيرين من البشر، وجعلتنا لا ننسى مواقفه وتعاطيه مع كل الأحداث التي كنا نواجهها.
فيصل بن فهد نسيج وحده، خطط ببعد نظر ورسم وفق منهجية التطوير والبحث عن سبل النجاح، وعمل بمنظور أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً، احتجنا سنوات للوصول إلى المونديال وهو أكبر تظاهرة كروية في العالم، فكان الظهور جلياً عوضنا سنوات الانتظار، عملنا على الظهور في الأولمبياد لسنوات فقطفنا أولى الميداليات السعودية في سيدني 2000 بعد رحيله بعام. مع كل إنجاز نتذكر فيصل وندعو له.
رحمك الله يا فيصل ولا حرمك من الدعاء، ووفق الله نجلك صاحب الرؤية الأمير نواف بن فيصل، الذي يعمل إلى جانب الرئيس العام لخدمة الشباب السعودي من خلال الرياضة، والوصول بها إلى درجات النجاح الذي خطط له الفيصل يرحمه الله.
* نقلاً عن صحيفة "الحياة" اللندنية
مواقع النشر (المفضلة)