صالح الصالح
جاء إعلان موعد إقامة حفلة تكريم خبير الاتحاد الدولي لكرة القدم ماجد عبدالله والذي أحياه عضو شرف النصر المخلص الأمير فيصل بن تركي بن ناصر ليعيدنا من جديد إلى إشكالية المفردة في الوسط الرياضي السعودي، وهذه لن تكون المناسبة الأولى ولا الأخيرة بالطبع في ظل أن كثيراً ممن يمارسون الإعلام أو يقودونه هم ممن ينظرون للصحافة على أنها «شغل بعد الظهر» ولا يوجد به من المتخصصين إلا قلة القلة، وأعتقد أن بعض وسائل الإعلام لا تزال تصر جهلاً أو إدراكاً على التخلي عن بعض أدوارها الحقيقية، والمتمثلة في تثقيف الجمهور وقيادته ومنحه التصور الكامل عن المواقف والتسميات الصحيحة لأية مناسبة كانت، فمثلاً ردد بعضهم والغريب أنهم من حملة الأقلام وممن ينتظر منهم أن يكونوا قادة رأي لمجتمع رياضي يمثل شريحة كبيرة من نسيج المجتمع السعودي عبارة «حفلة اعتزال» لأسطورة الكرة السعودية الخالدة ماجد عبدالله وهي برأيي خاطئة ولا تمثل حقيقة الوضع، في ظل أن حفلة الاعتزال تقام لمن أعلن رسمياً توقفه قريباً عن لعب كرة القدم وسيقام له حفلة ستكون آخر عهده بالمشاركة داخل المستطيل الأخضر، في حين أن حفلة ماجد هي عبارة عن تكريم لمسيرة لاعب توقف عن كرة القدم منذ أكثر من 10 أعوام تقريباً، وبالتالي هي أبعد ما تكون عن حفلة اعتزال حتى وإن كانت فعالياتها وبرنامجها شبيه بها، لذلك أعتقد أن ما يحدث حالياً يمثل حالة من اللبس اللغوي، الذي يمارس في شكل دائم ومستمر في تعزيز صورة قصور وسائل الإعلام في أداء أدوارها ووظائفها الحقيقية، وهذا فقط مثال وحيد استحضرته المناسبة الكبيرة، في حين هناك عدد من المواقف التي تكشف وبجلاء هذه الحقيقة فمثلاً عانى كثير من اللاعبين السعوديين من التعرض لأشعة «الليزر» هذا الموسم في مناسبات كثيرة مما كان يتسبب لهم في إصابات خطيرة جداً، وكشفت هذه المناسبات المتتالية ضعف التعاطي الإعلامي معها حيث تفرغ بعضهم للمطالبة بمعاقبة الجمهور الذي صدر عنه هذه الممارسات، ليس بهدف سن نظام يطبق على الجميع ويمنع تكرار مثل هذه الحادثة، ولكن من أجل أن من تأذى منها لاعب ناديه المفضل أو من وقف خلفها جمهور منافس ناديه، والشواهد كثيرة، كل ما أنتظره هو قيام وسائل الإعلام الرياضية بدورها الحقيقي في مثل حالة «الليزر»، إذ كنت أنتظر رؤية تحقيق متكامل يتحدث عن آثاره الخطيرة ويشمل آراء ذوي الاختصاص من أهل الطب والشريعة - في ظل إضرارها بالمسلمين- والجهات الأمنية وحينها سأصفق بكل إعجاب وأقول: «عندنا إعلام مسؤول».
*نقلاً عن صحيفة "الحياة" اللندية " (النسخة السعودية)
مواقع النشر (المفضلة)