مشتريات حذرة ترفع مؤشر الأسهم السعودية 1.4% بتداولات ضعيفة:
ارتفع مؤشر سوق الأسهم السعودية 1.4% في تعاملات اليوم الثلاثاء 13-5-2008، مستردة بذلك الصعود جميع الخسائر التي تكبدتها في جلسة أمس، وذلك بفضل عمليات شراء طالت معظم الشركات خاصة أسهم البنوك، إلا أنها اتسمت بالحذر الواضح ويدلل عليه الضعف المتواصل لقيمة التداولات التي سجلت اليوم أقل من 7 مليارات ريال (الدولار = 3.75 ريالات).
الأمر الذي أرجع مدير مركز "ارك" للاستشارت خالد الحارثي سببه إلى افتقار السوق السعودية للمحفزات التي تشجع المتداولين على الإقبال عليها، وضخ المزيد من السيولة، خاصة بعد انتهاء فترة إعلان الأرباح الفصلية.
جفاف السيولة
وأضاف الحارثي في حديثه للزميلة مايا حجيج ضمن برنامج "جرس الإغلاق" من قناة العربية "أحجام وقيم التعاملات تمر بمرحلة ضعف منذ فترة، ذلك يرجع في الأساس إلى غياب العوامل المحفزة عن السوق، هذا الوضع طبيعي في هذه الفترة وبعد انتهاء موسم نتائج الأعمال".
وتابع "أن تداولات في المرحلة الحالية تتسم بالترقب من جانب المتداولين لأية أخبار تشجعهم على التفاعل مع السوق؛ لذلك نرى جفاف السيولة"، مؤكدا على طغيان الطابع الاستثماري المضاربي والفردي على حركة السوق حاليا.
وزاد المؤشر العام بنسبة 1.4% من قيمته تعادل نحو 134.49 نقطة، ليغلق عند مستوى 9749.53 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 166.7 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 148.8 ألف صفقة تقريبا، بلغت قيمتها حوالي 6.878 مليارات ريال.
من جانبه قال مدير إدارة الأصول في شركة عودة كابيتال عمار بخيت "عادة ما تتعرض سوق الأسهم السعودية للتراجع عند الإعلان عن اكتتابات جديدة، وحدث هذا بالفعل في الربع الأول من العام الجاري 2008، مع الاكتتابات الضخمة التي شهدتها السوق مثل زين والإنماء".
وأضاف "الاكتتابات التي تم الإعلان عنها أمس سيكون لها تأثير سلبي على أداء السوق في المدى القصير، إلا أنها ستكون إيجابية للغاية في الأجل الطويل ذلك؛ لأنها تضيف مزيدا من العمق للسوق".
وأوضح بخيت أن تراجع السوق بالتزامن مع إعلان اكتتابات أولية يعود إلى إعطاء المتداولين الأفراد -الذين هم غالبية كبيرة في السوق الأولوية- المشاركة في هذه الطروحات، للاستفادة من المكاسب الجيدة التي تسجلها هذه الأسهم مع بدء تداولها بالسوق.
وأكد على أن المتداولين في السوق السعودية أفرطوا كثيرا في التشاؤم خلال الربع الأول من العام الجاري بشأن انخفاض أسعار البتروكيماويات، وكذلك تداعيات أزمة الرهن العقاري، مشيرا إلى أن الواقع الفعلي أثبت عدم صحة هذا التشاؤم.
وحول النشاط الملحوظ والاهتمام الواضح بأسهم قطاع البناء والتشييد قال بخيت "شركات البناء والتشييد حققت معدلات نمو قوية خلال الربع الأول من العام الجاري، تراوحت بين 25 إلى 50% مقابل الفترة نفسها من العام الماضي، والتوقعات تشير إلى استمرار هذا النمو خلال السنوات المقبلة بدعم من الطفرة العقارية التي تشهدها المملكة، والتي من المتوقع أن تستمر لفترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات"
تأثير نفسي
ووافقت هيئة السوق المالية السعودية أمس الإثنين على طرح 545 مليون سهم من 3 شركات صناعية للاكتتاب العام؛ حيث تضم هذه الاكتتابات طرح 50% من شركة كيمائيات الميثانول "كيمانول" خلال يوليو المقبل، و30% من أسهم مجموعة أسترا الصناعية خلال الفترة من 26-7-2008 وحتى يوم 4-8-2008، إضافة إلى 50% من أسهم شركة التعدين العربية السعودية "معادن" بسعر 20 ريالا للسهم الواحد خلال شهر يونيو المقبل.
وفي السياق توقع محللان ماليان أن تقع السوق تحت تأثير نفسي كبير، نتيجة لإعلان طرح أسهم 3 شركات للاكتتاب العام خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، إضافة تراجع سابك إلى 140 ريالا، وتعد أرقام العشرات منعطفات نفسية، حسب قول عضو جمعية المحاسبين السعودية عبد الله البراك، في حين يرى المحلل المالي متعب الحربي أن عدم ابتعاد السيولة عن الشركات الصناعية الصغيرة يدعو للتفاؤل بشأن أسعار تلك الأسهم.
وأشار البراك في حديثه مع صحيفة "الاقتصادية" السعودية إلى أن "سوء" أداء السوق في الجلسة يعود إلى الارتدادات السلبية التي تصدرتها مصارف ليست قيادية في القطاع المصرفي، مستبعدا أن تكون السوق إيجابية خلال الفترة الجارية، بالنظر إلى أن المحافظ الاستثمارية لا تكون متعجلة في الربع الثاني.
وتوقع أن يسود ضعف في أداء الأسهم القيادية، ومن ثم ينتظر أن تتجه كميات كبيرة من السيولة إلى أسهم شركات المضاربة، مضيفا أن تواجد "سابك" عند مكرر ربحي 14 مرة سيسهم في الضغط على المكررات الربحية للشركات الأخرى في السوق خلال الفترة الجارية مع اقتراب عطلات الصيف.
ومن جانبه قال متعب الحربي "الآن تتجدد الفرص في السوق بتراجع بعض الشركات إلى مناطق جيدة للشراء، للمضارب والمستثمر على حد سواء".
وتوقع ارتداد إيجابي للسوق ومضاربة جيدة مع تغيير في عدد من المراكز، مرجحا أن تبقى السوق "مضاربة" حتى مرور قرابة أسبوعين من بدء تداول أسهم مصرف الإنماء، مؤكدا أن اختراق المؤشر حاجز متوسط 100 يوم سيكون "رائعا للسوق"، على حد وصفه.
إدراج سهم "بوبا" السبت المقبل
على جانب أهم أخبار السوق، قررت هيئة السوق المالية إدراج وبدء تداول سهم شركة بوبا العربية للتأمين التعاوني اعتبارا من يوم السبت المقبل، ضمن قطاع التأمين، وستكون نسبة التذبذب للسهم مفتوحة لليوم الأول فقط.
حصلت شركة الأحساء للتنمية على ترخيص من وزارة التجارة والصناعة لإقامة مصنع للجبس، تبلغ تكلفته الاستثمارية في حدود 151 مليون ريال، والإيرادات السنوية المتوقعة حوالي 88 مليون ريال، وصافي الربح السنوي المتوقع في حدود 48 مليون ريال.
مواقع النشر (المفضلة)