الموضوع: أمانات بين أيديكم : فهل وفيتم .......؟

أمانات بين أيديكم

فهل وفيتم .......؟


لنرى معا خلق من أخلاق المسلمين غاب عن كثير منا معناه الحقيقى وظن البعض أن معناه مقصور على أمانة الودائع و الأشياء المادية فقط ولكن تعالوا معناً لنعلم معنى الامانة الحقيقى و كيف أنها متصلة بكل حياتنا ا لأمانة هى :أداء الحقوق و اعطاء كل ذى حق حقه وهى المسئوليةوالتكليف بأمرما أو بترك أمر ما أو الحفاظ على شئ معين
ولنرى معاً كيف حدثتنا الايات القرآنية عن الأمانة يقول الله تعالى " أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " (النساء 58)

وأداء الأمانة هنا على سبيل الوجوب والالزام لذا حذرنا الله سبحانه وتعالى من خيانة الامانة فى قوله " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون " ( الانفال 27)
وإذا تأملنا فى هذه الايه نجد أن الله سبحانه وتعالى ربط الايمان بالامانة نجد

" يا أيها الذين آمنوا " شرط أداء الامانة الايمان ونجد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر رضى الله غنهما يؤكد ذلك " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له " رواة الطبرانى

وفى سورة المؤمنون " والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون "

وفى سورة البقرة " فليؤد الذى اؤتمن أمانته وليتق الله ربه "

ولنتأمل معاً صور الامانة وأرجو أن نسأل أنفسنا ونقف معها وقفة هل أديت الامانة؟ وأن كانت الاجابة "نعم فلنحمد الله ونزيد من الطاعات شكر لله على إعانته لنا على الطاعة وإ ن كان لا فلماذا الانتظار ......؟



ماذا تنتظرين ؟ ..... أتنتظرى حتى تسألى يوم القيامة عنها ؟

· الامانة مع الله : يقول الله تعالى : " إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوماً جهولاً "(الاحزاب 72 )
ماأمرك الله به وما نهاك عنه فهو أمانة الامانة التى أبى كل من السموات والارض والجبال أن يتحملن مسئوليتها وفضلوا أن يظلوا مأمورين مسخرين وقبلها الانسان فإذا أحسن دخل الجنة وإذا اساء دخل النار ولكن ما هى صور الامانة مع الله ؟

صلاة الفجر أمانة

حجابك أمانة

صيامك أمانة

فهل أديت الامانة ......؟

أم أنك تحسبين أننا خلقنا سدى بدون هدف وبدون تحمل مسئولية وبدون مٌسائلة عن أفعالنا قال تعالى
" وقفوهم إنهم مسئولون " (سورة الصافات) إذيقول الله تعالى :

" أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " (المؤمنون 115)

قال تعالى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " (الشورى 13)

فأقامة الدين أمانة تحتاج منا إلى الالتزام بشرع الله فى كل امور الحياة

فنتزوج بالاسلام ونأكل ونشرب كما علمناالله ونربى أولادنا بالاسلام ونصلى ونصوم كما أراد الله منا ولنا فإذا أقمنا الدين وأطعنا الله ورسوله نكون قد أدينا الامانة

ولننتقل إلى صورة أخرى من صور الامانة :

· الامانة مع الناس :

أولا: امانة الودائع : لنرى معا ً خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى التعامل مع الناس فبرغم من عداء المشركين له ومحاربتهم له فقد كانوا يضعون أموالهم عنده ليحفظها لهم وعندما أراد النبى صلى الله عليه وسلم الهجرة أستخلف علياً رضى الله عنه مكانه على الرغم من علمه أنهم يريدون قتله فأين نحن من هذا الخلق الذى بسببه أنتشر الاسلام فى البلاد بأخلاق

التجار الامناء المسلمين فى التعامل أم أننا تهاونا فى هذا الخلق حتى أصبحت الامم تتداعى علينا من كل اتجاه كما تتداعى الأكله على قصعتها وليست الودائع أشياء عينيه فقط ولكن الاسرار وديعة هى الاخرى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا حدث الرجل أخاه حديث ثم ألتفت فهي أمانة "
تأملوا معي " ألتفت " ولم يقل أحلفك بالله وشدد عليه ألايٌخرج السر دليل على احترام الدين لخصوصية المسلم ومن ذالك أيضا احترام خصوصيات العلاقة الزوجية

عن ابى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى أمرأته وتفضى

إليه ثم ينشر سرها " رواة مسلم
ونجد نتيجة لذلك حدوث كثير من المشاكل الزوجيةالاصل فيها أنهم هتكوا ستراً مع الله فلم يؤلف الله قلوبهم وكثيرا منا يتهاون فى رد الامانات ايان ما كانت نوعها ويتهاونون فى كشف الاسرار ولكن تأتى الايات لتنبههم وتحذرهم " قال تعالى : " وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم " سورة النور 15

· الاولاد أمانة : علينا أن نحسن تربيتهم ونتقى الله فى معاملتهم وألا نجد الام تفرح ببنتها الغير محجبة أو التى تضع المكياج

حافظوا على بناتكم وأولادكم ولا تشجعوهم على المعصية


وعلينا أن نرضا بقضاء الله وقدره فى هذة الامانة وعدم السخط عندما يستردها مالكها منا

وان نعلمهم أمور ديتهم وحثهم على طاعة الله ورسوله ونعلمهم كيف يحسنون إلى جيرانهم إذ يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :" إن من حق الولد على الوالد أن يحسن أسمه , وأن يحسن أدبه " رواة البزار ولنقيم معهم حوار يجعلنا نكسب ثقتهم فلا يلجأون لأخرين ولنتق الله فيهم

· الزوجة أمانة عند زوجها : عليه أن يتقى الله فيها ويحسن إليها من إنفاق وحسن معاشرة وعدم إهانتها لا جسدياً ولا معنوياً ويعلم أن سعادته من سعادتها

عن ابن عباس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى " رواة ابن ماجة
وعليها أيضا أن تتقى الله فى زوجها وتؤدى حقه وتحرص على ألا يغضب منها وتطيعه فى غير معصية الله وإن كان يفعل شيئاً يغضبها فلتصبر ولتحتسب حتى يجعل الله لها مخرجاً

أعلم أن هناك زوجات يضقن بأزواجهن وأزواج تضيق بزوجاتهم ولكن لا تغضبوا الله ولا يخن أحد الاطراف الطرف الاخربنظرة أو محادثة تليفون هو فى غنى عنها وليحاول مرة أخرى مع الطرف الثانى ويلجأ إلى الله وسيجعل له مخرجا بكثرة صلاة ودعاء أن يؤلف بين قلوبكم وبهذا يبارك الله لنا فى زواجنا

· العمل أمانة :يقول الله تعالى :" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " سورة التوبة

الاعمال ليست فقط عبادات ولكن أى عمل يتولى أمره المسلم يعرض على الله عز وجل ويحاسب عليه فهل أديتم الامانة أم ....؟

منا من تعمل طبيبة أو مدرسة أو مديرة أو أى عمل من الأعمال عليها أن تعلم أن عملها أمانة بين أيديها عليها أن تتقنه وتتقى الله فيه ولكننا نجد الان أمثلة فى مجتمعنامن يستغل تليفون العمل ومنهم من يستغل جهل الناس وتخدعهم ومنهم من يستغل عمله ويتكسب من ورائه ونجد من يؤخر مصالح الناس أرايتم كيف نتعامل بالأمانة فى حياتنا ولنتأمل معاً جانب أخر للامانة

· النفس أمانة : قالى تعالى " ألم نجعل له عينين(8) ولساناً وشفتين(9)" ( سورة البلد ) , " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلاً" ( سورة الاسراء )
عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه , عن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من اين أكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه فيما أنتفع به " رواه البزاز
لنتأمل معاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والأيات القرانية تجد أن :

عمرك أمانة ففيما أستخدمته ؟...

شبابك أمانة ففيما أفنيته ؟ حتى علمك الذى تعلمته أمانة ففيما أنتفعت به وهل نفعت به غيرك أحسن إلى نفسك فى الدنيا قبل أن تسأل عنها يوم القيامة

حتى جوارح الانسان مسئول عنها يوم القيامة

· اللسان : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيراً أو ليصمت " صحيح
علينا أن نتحرى الصدق فى حديثنا مع الاخرين وعدم الخوض فى أعراض الناس

وأن نحفظ ألسنتنا من الوقوع فى الغيبة والنميمة , عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كف عليك هذا وأشار إلى لسانه قلت :

يا نبى الله وأنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال ثكلتك أمك وهل يكب الناس فى النار على وجوههم أو قال على منخارهم – إلا حصائد ألسنتكم " رواه الترمذى واحمد فلتصمت ألسنتنا إلا عن ما يرضى ربنا وينشر الخير بين الناس

· البصر أمانة : قال تعالى : " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن" سورة النور (30)

فالبصر أمانة ونعمة مفتقدها كثير من الناس وليس ملكنا ننظربه الى الحرام وان نحافظ عليه بكثرة النظر إلى كتاب الله والتأمل والتدبر فى الكون وأعلمى أختى الحبيبة أنه " يعلمٌ خائنة الاعين وما تخفى الصدور " ولنا فى الأنبياء والصحابة والصالحين قدوة حسنة ( أمانة سيدنا موسى عليه السلام )فى الايات الكريمة قرآن يتلى إلى يوم القيامة " قالت أحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين " سورة القصص (26) علمت أمانته من أنه حافظ عليها طوال الطريق ولم ينظر إليها نظرة محرمة ولم يتحدث معها بحديث ما أنزل الله به من سلطانفأين شباب اليوم من هذا الخلق وما نراه الان فى النوادى والجامعات من ممارسات أصبحت من الطبيعى تواجدهافى مجتمعاتنا

وتأملوا معى هذه الاية قال تعالى : " قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إلهٌ غير الله يأتيكم به " والسمع أيضا أمانة فلا نسمع إلا ما يرضى ربنا ونبتعد عن كل ما حرم الله كلمات وأغنيات ما أنزل الله بها من سلطان أو حتى غيبة أو نميمة وعلينا أن نرد عن أعراض الناس وأن نطلق ألسنتنا بذكر الله والامر بالمعروف والنهى عن المنكر لنطهر ألسنتنا أمام ربنا

وان نكثر من التدبر فى أيات القرآن الكريم وفى ذلك حفظ أمانة البصر وأن تعملى جسدك فى خدمة المحتاجين من الارامل والمساكين وفى ذلك حفظ لأمانة الصحة

· المسجد الأقصى أمانة :

كثيرا منا من يتناسا هذه القضية ويكون مبرره أنها قضية الشعب الفلسطينى وحده ولكن مايحدث الان داخل الحرم من أنتهكات لم تعد قضية شعب بعينه إنها قضية المسلمين فى كل مكان هذا المسجد من الامانات التى سنٌسأل عنها أمام الله يوم القيامة ماذا فعلنا من أجله أم أننا تحولنا من مسلمون إلى مستسلمون عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال " لاتشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول والمسجد الاقصى " , وهو قبلة الانبياء كلهم صلى بهم نبينا الكريم فى رحلة الاسراء وقال عنه نبينا الكريم " الصلاة فى المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة فى مسجدى بألف صلاة والصلاة فى بيت المقدس بخمسمائة صلاة " تخيل لو أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بيننا الان ماذا سيكون رد فعله؟ هذا المسجد جزء من مقدساتنا نحن المستسلمون حرمته من حرمة المسلم أين النصرة ؟ أين المقاطعة؟ أين الدعاء؟ أين التبرع بالمال ؟

" وقفوهم إنهم مسئولون"


ماذا لو ألتزمنا هذا الخلق فى حياتنا لنعيش مع الايات تحدثنا عن الثواب



إذ قال تعالى : " قد أفلح المؤمنون (1 ) ........(7) والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون " سورة المؤمنون

الايات جعلت من صفات المؤمنون المفلحون الذين " يرثون الفردوس هم فيها خالدون " ( الامانة والوفاء بالعهد )

ولكن إذا خان المسلم الامانة عن ابى هريرة رضى الله عنه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان " رواة البخارى
تخيلى أن من علامات النفاق خيانة الامانة وأنت تعلمين جزاء المنافقين هو أشد من جزاء الكفار يوم القيامة لأنهم أظهروا الايمان وفى باطنهم أضمروا الخيانة للمسلمين وللاسلام مسلمين بالاسم فقط لذلك نجد أن : ضياع الامانة من علامات القيامة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا ضيعت الامانة فأنتظر الساعة " قيل وكيف أضاعتها قال " إذا وسد الامر إلى غير أهله فأنتظر الساعة "
والان عرفنا أن الامانة معنى واسع يشمل كل جوانب حياتنا

الوصية العملية : حافظى على ما وضعه الله بين يديك من أمانات ( صلاتك , حجابك , زوجك , أولادك وجوارحك " وأدى حق الله فيها يحفظها لك إلى يوم القيامة

اعجبني فنقلته لكم

جزاك الله خير هل ادينا الامانة كما ينبغي لا والله الا من هدى الله

هل اتبعنا سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا والله الا من هدى الله.

وهل وهل وهل الى آخرررررررررررررررررررررره

بارك الله فيك وفي منقولك ونفع بك الاسلام والمسلمين وجعل ما نقاتي ف يموازين حسناتك.

طبت وطاب طرك الجميل

دمت بصحة وعافية

بارك الله فيك وجزاك الله خير



موضوع جدا مفيد ربي يحفظك