اقتصاديون يتوقعون فك ارتباط العملات الخليجية بالدولار قريبا:
توقع اقتصاديون أن تتجه دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمها السعودية إلى تغيير سياستها الاقتصادية في الفترة المقبلة من خلال تغيير سعر صرف عملاتها أو التحول إلى ربط عملاتها بسلة عملات تتضمن الدولار، اليورو، الين، الجنيه الاسترليني، إضافة إلى الذهب وبعض العملات الخليجية.
وأكد الاقتصاديون حسب التقرير الذي نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم السبت 31-5-2008، أن الوقت المناسب قد حان لتتخذ دول الخليج قرارا بفك ارتباطها بالدولار المنخفض والتوجه إلى سلة عملات، بهدف الحفاظ على قوة اقتصاداتها من تأثيرات متغيرات الأسواق العالمية.
تحرير الريال
من جانبه قال أستاذ الإدارة والتسويق الدولية في جامعة الملك عبد العزيز د. حبيب الله تركستاني "يجب إقرار تحرير الريال من ارتباطه بالدولار، والانتقال إلى ربطه بسلة عملات متنوعة تتضمن مجموعة من العملات منها الدولار".
ومضى بالقول "ولا بأس أن تجمع السلة العملات الخليجية كالدينار والدرهم والريال، تمهيدا للاكتفاء بالعملة الخليجية الموحدة بعد إطلاقها".
ويشرح التركستاني فوائد التحول إلى سلة عملات قائلا "هذا التوجه سيسهم في حماية العملة من أية تذبذبات تعاني منها العملة المرتبط بها، مع إعطاء العملة قيمة قوية في سعر الصرف".
وأشار إلى ضرورة التدرج في عملية فك الارتباط، مع تحديد رؤية مستقبلية للسياسات الاقتصادية، تأخذ في الحسبان تأثيرات المتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية.
واتفق معه في الرأي أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز د. أسامة فيلالي، مؤكدا أن الوقت المناسب حان لتتحول دول الخليج وفي مقدمها السعودية إلى فك ارتباطها بالدولار، والتوجه إلى سلة عملات.
وتابع فيلالي "الظروف الاقتصادية لا تحتمل البقاء على السياسية الاقتصادية ذاتها، يجب التحرك سريعا إلى تغيير سعر الصرف، وكذلك اللجوء إلى ربط العملات الخليجية بسلة عملات تشتمل على الدولار، اليورو، الين، الذهب، للمحافظة على قوة ومتانة الاقتصادات الخليجية المدعومة بارتفاع أسعار النفط، والتقليل من نسبة المخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها متغيرات السوق".
ضوء أخضر
وتتزامن آراء الاقتصاديين السعوديين، مع الأنباء التي كشفها تقرير صادر أخيرا، عن مصرف "ميريل لينش آند كو" الاستثماري الأمريكي، والتي تؤكد "أن الولايات المتحدة الأمريكية، أعطت فعليا لمنتجي النفط العرب في منطقة الخليج موافقة على إجراء تغييرات في سياسات أسعار الصرف المرتبطة بالدولار في دولهم".
وقال المصرف في تقريره الصادر بعنوان "ضوء أخضر أمريكي لمجلس التعاون الخليجي "من المحتمل أن تتحرك الإمارات وقطر إلى سلة عملات في الشهور القليلة المقبلة؛ حيث ترتفع عملة كل منهما بنسبة 5% قبل نهاية العام، في الوقت الذي لا يرجح أن تسير السعودية إلى هذا النهج قبل حلول أواخر العام المقبل".
ويعلق د. فيلالي بقوله "لا أحد ينكر أن أمريكا تلعب دورا مهما في السياسات المتبعة في الاقتصادي العالمي، ولكني أعتقد أنها لا تتدخل بصورة مباشرة في تحديد السياسات الاقتصادية لدول الخليج، والدليل على ذلك اتجاه الكويت إلى فك ارتباط عملتها بالدولار والتحول إلى سلة عملات، وعلى الرغم من ذلك لم نلحظ أي تحفظ أمريكي على هذه الخطوة".
وأضاف "دائما ما نسمع بمطالبات أمريكية بتغيير السياسات الاقتصادية لدول الخليج، ومنها دعوة الرئيس السابق للاحتياطيات الفيديرالية الأمريكية آلان جرينسبان في منتدى جدة الاقتصادي، والتي طالب من خلالها دول الخليج بفك ارتباط عملاتها المحلية بالدولار لمقاومة التضخم".
وطالب د. التركستاني بضرورة اتجاه دول الخليج إلى النظر إلى مصالحها والعمل على تحقيقها من خلال وضع سياسات اقتصادية مناسبة، مضيفا "على الرغم من أن السعودية تعتمد في سياساتها المتوازنة على البحث عن مصلحتها مع عدم التأثير في مصالح الدول الصديقة، إلا أننا يجب أن نضع في أولوياتنا تحقيق مصالحنا الاقتصادية، ومن ثم المحافظة على مصالح الدول الأخرى، لتحقيق التكامل المطلوب".
مواقع النشر (المفضلة)