هذا رد كنت قد كتبته في احد الصحف المحلية الهمتني إليه مقالة قرأتها لأختنا نسيم الفجر فجزاها الله عني كل خير
رداً على الدكتورة عزيزة المانع
مساواة.. مساواة.. مساواة..
شعار جميل وبراق لطالما دندن الكثير على أوتاره وتغنوا بترانيمه، بيد أننا اذا سلطنا الضوء على أولئك الكتّاب وتلكم الأبواق التي تتشدق بالمساواة لاستطعنا من أول وهلة ان ندرك أي مساواة يريدون!
فما دعاني الى كتابة هذا المقال هو ذهولي من الفهم المتناقض الذي طال حتى طبقة المثقفين (كالدكتورة) الفاضلة عزيزة المانع..
فاذا كانت (الدكتورة) بهكذا مستوى من التفكير فما عدت أجد حرجا على العامة مع يقيني الجازم ان العامة بفطرتهم التي فطرهم الله عليها أكثر نضجا على الأقل في فهم دعوى المساواة.
فنجدها تبتدئ مقالها بعنوان (كراهية المساواة) بنقد عامة المتدينين والدعاة وليتها اضافت كلمة (بعض) في مقالها بدلا من التعميم، وهنا سؤال يتبادر للذهن:
هل هجوم (الدكتورة) الفاضلة كان على ذوات الدعاة أم على الدين نفسه؟!
فلو كانت اضافت كما ذكرت كلمة (بعض) لكان يمكن ان تجد مخرجها من هذا السؤال ثم على فهم من يمكن ان نتحدث عن المساواة؟
وهل نأخذ المساواة كما فهمتها (الدكتورة) الفاضلة أم بفهم أهل العلم والدين الذين لم تتورع (الدكتورة) الفاضلة بالتهجم عليهم؟
ولما كان ديننا الحنيف يحثنا على احسان الظن بالآخرين فلا أزال أظن (بالدكتورة) الفاضلة خيراً وأعلم ان مثلها لا ينكر ان الدين قد ساوى بين الرجل والمرأة وانه نظام يشمل شتى مناحي الحياة قد اقامه الله بالعدل وأمر عباده ان يعملوا به..ومن العجب ان نرى (الدكتورة) الفاضلة تناقض نفسها حينما عادت لفهم أهل العلم واستشهدت بقول ابن حزم في تفسير قوله تعالى {وليس الذكر كالأنثى} واعتقد ان فهمك قد قصر عن مقاصد الآية وشرح ابن حزم لها سيما وانك ذكرت في سياق الشرح (ليس الأخضر كالأحمر) فهو لا يعني «التفضيل» وان كان يعني الاختلاف.
فاليك (يا دكتورة) ما يناقض فهمك من خلال سياقك واستشهادك (ليس الأخضر كالأحمر) حيث علقت «انه لا يعني التفضيل وان كان يعني الاختلاف».
فلو طلبت من (الدكتورة) الفاضلة صاحبة القلب المرهف والمشاعر الفياضة التي تدعو لحقوق المساواة ان ترسم لي لوحة تصور فيها مشهدا مؤلما لطفلة تبكي أمها التي وقعت برصاص المحتل الاسرائيلي فأي (لون) كانت ستختاره لتصور به نزف الدم من جسد الأم وهي تحتضر؟؟
هل كانت ستختار اللون الأخضر!!
أم كانت ستختار اللون الأحمر؟!
واذا اختارت اللون الأحمر أليس ذلك دليلاً على تفضيل هذا اللون عن شقيقه الأخضر في هكذا موضع لانه أكثر ملاءمة في تصوير الدم من اللون الأخضر؟
وهكذا ببساطة أقول لك ان للمرأة طبيعة جبلت عليها هي مدار الاختلاف عن طبيعة شقيقها الرجل.
فإن طلبك المساواة للمرأة هو حق مشروع في ديننا وليس بدعاً من عندك ولكن نصيحتي لكل دعاة المساواة وطالبي حقوق المرأة على وجه الخصوص ان يطلبوا حقوق المرأة باعتبار طبيعتها التي خلقها الله عليها فمتى كانت دعوى المساواة خارج دائرة طبيعتها وجدناها تقف في غير مكانها اللائق بها أما مجندة ترمق الموت في أي لحظة واما بغي يتربص بها الذئاب.
وأحسب الآن (يا دكتورتي) الفاضلة أن الأمر أصبح أكثر وضوحاً سيما وانني من قبيل فهمك واستشهادك رددت عليك.
مواقع النشر (المفضلة)