[align=center]لم يعد كلامي يعجبك
وردك لي بأن لكل مقام مقال .. جعلني لا أتهيب الحديث معك .. لأنك الأسد ... ا ل ح ن و ن
للأسف أنه نعت لا ينطبق على الأسد الا في غابتك المكفهرة
عهدنا عنك .. وسمعنا عنك .. ولكن ما نراه يخالف ما قيل .. بل ويستهزؤ به.
على العموم .. لعلك تسمع من غيري فتستحسنه .. فاقرأ يا رعاك الله
ما مضى فات
تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضارُه ، والحزن لمآسيه حمق وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة.
إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا يرى النور ، لأنه ببساطة مضى وانتهى.
لا الحزن يعيده ، ولا الهم يصلحه ، ولا الغم يصححه ، ولا الكدر يحييه ، لأنه ببساطة عدم.
لا تعش في كابوس الماضي وتحت مضلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي، أتريد أن ترد النهر الى مصبه!؟ والشمس الى مطلعها ، والطفل الى بيت أمه ، واللبن الى الثدي ، والدمعة الى العين ، إن تفاعلك مع الماضي وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي رهيب .. مخيف مفزع.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة، ذكر الله الأمم ثم قال ( تلك أمة قد خلت ) انتهى الأمر وقضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان، واعادة عجلة التاريخ .. الا في الخير .. وما يثلج الصدر .. وما نخلص به من العبر فحسب.
ان الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا، وكالذي ينشر نشارة الخشب ، وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم .:eek:
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا، نهمل قصورنا الجميلة، ونندب الأطلال البالية، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه.
انتهى .. النقل بتصرف!
قرأت لك ذلك .. وأعلم علم اليقين أن مملكتك تزخر بما هو أبلغ منه .. ولكنه بعيد عن الحكمة.
تقبل قراءتي .. ودع نقدي لي .. فلا أراك بحاجة له .. ولم أأت بشيئ من عندي لتنتقده .. هذا ما أرى .. ولك ما ترى.
محبك
حـــــــواز
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)