وامــطــرت صـــيــفــــاً
في صحراء الواقع وجفاف المشاعر وذبول الاحساس
نعيش بقلوب قاحلة وعقول تائهة تبحث عن سراب السعادة
في زمان ومكان غارت فيه أبار المعين الساقي لعطش الحنان والوئام
وانقطعت أنهار المحبة والعطاء
صيف طويل أضنانا التعب وأغرقنا العرق من حرقة الألم..
ننظر الي سماء الأخلاق السامية العالية الحميدة.
ننتظر تشكل سحب النخوة والاخوة وصلة الرحم والمودة
هل لنا بقطرات تنهمر علينا تملأ الأبار وتعيد جريان الانهار
تمحو السراب وتنبت شجرة المحبة
أمطرت صيفا: ومحت شقاء زمن عاشه أب ضحي بعمره وساعات سعادته
ليري ابنائه يكبرون وفي المجتمع بمراتبهم يترقون
فيجازي في خريف عمره بالجحود والعقوق والنكران
أمطرت صيفا: فعادت البسمة لمظلوم قهره أبناء دمه ونبذه أهله في مجتمعه
ضاقت الدنيا في عينيه فصارت سجن يكبل العمر بسلاسل من أحزان
أمطرت صيفا: ففتحت الأبواب وسكتت الصرخات لأطفال حرمهم زمانهم من حياة
حلموا بها كما يرونها لمن هم بعمرهم وعادوا من شوارع التشرد والضياع
الي بيوت العطف والرحمة
أمطرت صيفا: فزادت الخيرات وانتهت ليالي الجوع والفقر احس بقسوتها
مسكين عجز أن يواكب الحياة ويوفر لابنائه مايكفل لهم حياة كريمة
ملئوها السعادة والهناء
أمطرت وأمطرت جرت الوديان انهارا وهبت نسائم الصيف فحركت معها مراكب الامل والرجاء
فوصلت الي جزيرة المحبة والأخوة والوئام
بر والديك,, لاتظلم أحداً,, صل رحمك,, لا تنسي فقيراً...
جواز سفرك لدخول هذه الارض
فهل ستسكن جزيرة مكارم الأخلاق
وتترك صحراء الجحود والظلم والقسوة ..!
مواقع النشر (المفضلة)