[frame="9 80"]
كيف نعالج الملل في الحياة الزوجية ؟
من المعروف لنا جميعا أن أجمل الأيام في الحياة الزوجية هي المرحلة الأولي منه حيث تكون مشاعر كل من
الزوجين في عنفوانها تجاه شريك حياته، فلا تكاد الزوجة تشعر بوجود شيء غيرها في حياة زوجها، وتكاد تبصر
الصدق واشتعال العاطفة في كل كلماته وتحركاته بل ونظراته .. وينطبق ذات الشيء على الزوج.
ولو دامت هذه المشاعر الجميلة بين الزوجين لتحول عش الزوجية إلى جنة فيحاء ولأصبح كل منهما لا يرى
السعادة والطمأنينة إلا في صحبة شريك حياته ... إلا أن الملاحظ في السواد الأعظم من الأسر أن هذه الحالة
لا تستمر طويلا رغم ما تضفيه على البيوت وعلى القلوب والصدور والأنفس من سعادة وراحة... فغالبا ما نجد
أن الحياة الزوجية تتحول من علاقة بين حبيبيين تتغلف بالرحمة والمودة والمحبة والاشتياق إلى علاقة رتيبة
تكاد تحتضر فيها كل المشاعر الطيبة... ويسيطر عليها الشعور بالملل حتى وكأن كل من الزوجين مجرد موظف
يؤدي دورا روتينيا في حياة هذه الأسرة وكأنه لم يعد هناك رابط بين الزوجين إلا الأطفال الذين يذكرونهما بين
الحين والآخر بأنهما مازالا زوجين.
وقد يفكر أحد الزوجين (وغالبا الزوج) في علاج لهذا الملل الذي يسيطر على الحياة الزوجية من طرف واحد فقد
يلجأ إلى:
1- قضاء معظم وقته بعيدا عن بيته وأسرته فقد يفكر في الرحلات أو إضاعة الوقت مع رفقة من أصدقائه
وممارسة بعض ضروب التسلية، وقد يكون ذلك في غير مباح كلعب الورق أو القمار .........
2- قضاء الوقت داخل بيته ولكن في جو بعيدا تماما عن الجو العائلي وذلك عن طريق ممارسة بعض وسائل
التسلية التي تقتل الوقت قتلا مثل الكمبيوتر وغرف الدردشة عبر الانترنت وخلافه أو المسلسلات وأفلام
التليفزيون والقنوات الفضائية.
3- الاستغراق في العمل إلى درجة قد تقتل الأحاسيس والمشاعر التي ينبغي تواجدها بين الزوجين، حتى لا
يكاد يتم تبادل حديث داخل البيت إلا فيما يتعلق بالبيت والمصروف واحتياجات الأسرة المادية.
4- انتهاز الفرص لتسجيل الأخطاء والعثرات على الطرف الأخر, والتعليق الغير مريح على كل ما يصدر منه من
تصرفات مما يتسبب في إيجاد المشاكل التي تنذر بالعواقب الوخيمة في حياة الأسرة والتي قد تسبب انهيار
الأسرة بالكامل.
كيف يكون العلاج إذن؟
بداية نقول أن علاج الملل يكون سهلا ميسورا إذا ما توفر لدي الزوجين رغبة حقيقية في رفع غيامة الملل التي
أظلت بيت الزوجية وأفسدت متعة كل منهما بالأخر. فإن الرغبة في إعادة الحيوية إلى الحياة الزوجية ستدفع
كل منهما إلى محاسبة نفسه والنظر في أوجه القصور في حياته والسعي نحو التماس بعض الأعذار لشريك
حياته والتماس الوسائل التي تنمي عاطفة الحب والمودة والاشتياق بينه وبين شريك الحياة، ولعله مما
يناسب، أن نذكر بعض هذه الوسائل التي تساعد على رفع الملل وكسر الرتابة عن الحياة الزوجية ومنها:
1- تبادل الهدايا مهما صغرت قيمتها المادية فإنها سوف تعني الكثير عند الزوج والزوجة فكارت المعايدة
البسيط تكتب عليه كلمات رقيقة في مدح شريك الحياة سيكون لها أثر طيب لديه. أو وردة توضع على وسادة
الفراش قبل النوم قد تضفي على الليلة بأكملها سحرا وجمالا يؤثر كثيرا في العلاقة بين الزوج والزوجة، وقلم
أنيق تهديه الزوجة إلى زوجها قد يشعره بالزهو والسعادة وخاصة وهو يحدث زملائه في العمل عن الهدية التي
أهدتها له زوجته.
2- مهما يكن انشغال الزوج أو الزوجة فيجب أن يخصص وقت للجلوس سويا يتحدثان في أمورهما الخاصة
واشتياق كل منهما للآخر وما يتمنى أن يهدي به شريك حياته وما يشعر به تجاهه فإن ذلك سوف يخلص الحياة
الزوجية من الكثير من رتابتها.
3- تبادل التحية الحارة عند اللقاء وعند الوداع طال الفراق أو قصر في كل صباح عند التوجه إلى العمل وعند
العودة إلى المنزل فقبلة حانية أو لمسة لطيفة أو عناق بسيط قد يعني الكثير عند كلا الزوجين ويشعره
بأهميته ومكانته لدى الطرف الأخر.
4- ثناء كل من الزوجين على الأخر وخاصة أمام الأهل والأقارب وإشعار كل منهما الأخر بالغيرة عليه بشكل
معتدل لا إفراط فيه ولا تفريط فإن ذلك يشعر الطرف الأخر بالسعادة لإحساسه بأنه مازال يمثل قيمة عند شريك
حياته.
5- وجود كل من الزوج أو الزوجة إلى جانب شريك حياته عندما يمر بموقف يحتاج فيه إلى مزيد من العناية أو
الرعاية الحسية أو المعنوية كأن يمرض أحدهما فيجد من الأخر اهتماما أو تحمل الزوجة فتجد اهتماما من زوجها
بصحتها وحملها والعمل على القيام ببعض العمل بدلا منها وكذا إذا مر الزوج بأزمة من أي نوع فيجد من زوجته
مشاركة وجدانية واهتماما بأمره.
6- محاولة كل من الزوجين إيجاد نوع من التغيير كل فترة مثلا في الملبس أو الماكياج بالنسبة للزوجة أو في
العطور لكل منهما أو في تسريحة الزوجة لشعرها، وقد يساعد في ذلك بعض التغيير أو الترتيب في أماكن
قطع الأثاث في المنزل.
7- استغلال أيام الإجازات في الترفيه عن النفس بعيدا عن جو البيت والرتابة والروتين اللذين يسببن كثيرا من
الملل وبخاصة لو ذهبا إلى مكان يمثل لهما ذكريات جميلة.
8- إلقاء الطرفة أو النكتة التي يقرأها أي من الزوجين مادامت تدور في إطار من الفكاهة المؤدبة فإن
الابتسامة التي تزرعها يكون لها أثر طيب في الحياة الزوجية.
9- ترك العناد والتشبث بالرأي .. وليقترب كل منهما إلى رأي الأخر، ولعله من الجميل والرائع في الحياة أن
تشعر الزوجة زوجها بحسن طاعتها له.
10- عدم الاستئثار بالقرار فمشاورة الرجل لزوجته فيما يخص شؤون الأسرة أو مستقبل الأولاد لاشك يحدث
أثرا جميلا وطيبا في جو الأسرة.
11- ترك الأنانية فليس من أسباب السعادة أن ينتظر أحد الزوجين من شريك الحياة أن يبذل جهده في إسعاده
وأن يسعى دائما إلى إدخال السرور على قلبه دون أن يبذل هو جهدا لأجل ذلك .. ][/frame]
مواقع النشر (المفضلة)