رغم ما تشهده محافظات ومراكز منطقة الباحة من تطور واضح في مختلف المجالات الصحية والبلدية والاجتماعية والتعليمية الا ان المنطقة لا زالت تركض خلف المشاريع المهمة والحيوية والتي انتظرت تنفيذها سنوات. فمن مركز الى آخر تتفاوت الاحتياجات وتختلف ومن حي الى ثان تتنوع قائمة التطلعات وتزداد طولا وتتسع عرضا كلما اتجهنا نحو القرى والهجر حيث لا يتواكب ما تحقق مع طموحات المواطنين وما يبذله سمو امير المنطقة من جهد للنهوض بالمشاريع التنموية في كافة المراكز .والاحياء.
واليوم نرصد عبر عدة حلقات وجولات ميدانية هذه التطلعات والاحتياجات نبدأها من بلجرشي حيث مشروع مستشفى بلجرشي الضخم والذي يعتبر الكثيرون موقعه غير مناسب لكونه قريبا من هجمات السيول التي تفتك به وتحيله خرابا.
وتمر خلال جولتنا على عقبة حزنة ومشاكلها ومشروعها الذي صار اطلالا بعد مرور 12 عاما على البدء فيه وتحول الى معضلة ولغز محير.
ومن المستشفى والعقبة نتجه الى الطريق السياحي الذي دمر البيئة وقطع الاشجار ولوث مياه شرب الحمران.
وننتقل الى وادي عرده ومشكلة سكانه مع جفاف آباره ومنه الى اهالي الشعبين الشامي واليماني بمحافظة قلوة ومعاناتهم مع الكهرباء والاتصالات والمياه وغيرها من الخدمات.
لا حديث الآن في بلجرشي الا عن المستشفى الجديد الجاري انشاؤه على طريق الجنوب بالقرب من مركز حجز السيارات حيث يستغرب الاهالي افتقار مشروع حيوي ضخم وهام للعديد من المرافق اضافة لسوء اختيار موقع البناء والمرافق المساندة.
وسجل الاهالي الكثير من ملاحظات منها وقوع المستشفى في مجرى سيل وافتقاره لتصريف المياه مما يجعله عرضة لهجمات السيول كما سبق وان حدث للموقع المعد للمطبخ وقسم الملفات اللذين غمرتهما المياه، وكذلك ضيق مساحته التي بني عليها وبالتالي افتقاره لمواقف كافية لموظفي ومراجعي المستشفى متسائلين عن بناء المستشفى في ذلك الموقع برغم المساحة الكافية التي خصصت له والواقعة خلفه مباشرة واشاروا ايضا لافتقاره لمغسلة اموات ومسجد ومركزا لغسيل الكلى وعدم وجود سكن للاطباء.
ولفتوا الى ان التوسعة القائمة حاليا على طريق الجنوب والمحاذية لسور المستشفى ستعيق الحركة وتتسبب في ربكة مرورية وربما حوادث مفجعة مطالبين الشؤون الصحية التنسيق مع ادارة الطرق والعمل على ايجاد الحلول المناسبة.
مستشفيان للولادة والنفسية
ولا يؤيد شيخ قبيلة بلجرشي محمد بن مصبح دمج مستشفيي النفسية والولادة والاطفال مع المستشفى الجديد حسب التوجه الحالي لصحة الباحة بدعوى ايجاد مدينة طبية متكاملة مشيرا الى ان ذلك سيربك الحركة المرورية ويضيق الموقع لمحدودية مواقف السيارات ويتسبب في فوضى عارمة وحوادث مرورية، ولفت الشيخ بن مصبح انهم تمكنوا بمساعدة المسؤولين من ايجاد ارض مجاورة للمستشفى الجديد لا يفصلها عنه سوى خط لا يزيد عرضه عن عشرة امتار تصل مساحتها الى اربعين ألف متر مربع وقال: الدولة أعزها الله قادرة على بناء مستشفيات متخصصة ومنفصلة عن بعضها لكونها تسعى لراحة المواطنين وليس التضييق عليهم، داعيا الشؤون الصحية الى تفهم حاجة الاهالي لمستشفى الولادة والاطفال وآخر للنفسية على ان يستقل كل منهما بذاته مدعم بكامل الخدمات. اشكالية اخرى يواجهها المرضى مع مستشفيات المنطقة وتكمن في تخصيص غرف فندقية لبعض الشخصيات في الوقت الذي يكون فيه مريض ما في امس الحاجة لسرير فلا يجده مع قلة استيعاب المستشفيات وكثرة المرضى.
اكتمال المرافق والخدمات
وردا على ما سبق من انتقادات يقول مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة الدكتور خليفة بن ناصر الملحم ان موقع انشاء المستشفى لم يتم الا بعد دراسة مستفيضة وقد اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة لمواجهة المؤثرات الطبيعية.
وحول سكن الاطباء ومركز الكلى والمسجد ومغسلة الاموات اشار الى ان لديهم دراسة اضافية سيتم من خلالها انشاء سكن للاطباء خلف المستشفى يوازي اسكان مستشفى الملك فهد بالباحة كما سيتم انشاء مركز للكلى بسعة خمسين سريرا فيما سيبنى المسجد ومغسلة الاموات قبل انتهاء المشروع، وطمأن الدكتور الملحم اهالي بلجرشي بان مراحل المشروع تسير وفقا لما خطط له وسيكون مكتمل المرافق والخدمات.
مبنى حكومي بروكسي
ومن المستشفى الى مركز اسعاف جمعية الهلال الاحمر ببلجرشي يشعر كثيرون ان الاخير أسوأ حظا.. فمنذ اكثر من عام وموظفو فرع الجمعية ينتظرون البدء في تنفيذ المبنى الجديد بعد ان تم هدم المبنى القديم وانتقلوا بمكاتبهم واجهزتهم لبروكسيات ضيقة لا تكاد غرفها تستوعب شخصين مع تزاحم المكاتب وشوالين حفظ المعاملات.
العناء الذي يواجهه الموظفون يكمن في قلة تحمل تلك البروكسيات لعوامل الطبيعة، فما ان تهطل الامطار حتى تتسرب المياه من الزوايا وفي هذه الحالة تستنفر الطاقات لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل ان تتلفها المياه، في حين تزداد المعاناة خلال فترة الصيف التي لم تجد المكيفات من تخفيف وطأة لهيبها في حين تصبح فترة الشتاء قوالب مجمدة ما يعيق من حركة ونشاط الموظفين وأداء واجباتهم الوظيفية على النحو المطلوب.
نقص كادر المسعفين
ولم يتوقف الامر عند نقص المباني الحكومية للهلال الاحمر بل امتد ذلك للكادر الوظيفي الذي يعاني هو الآخر من نقص كبير.. ففي أكثر من محافظة منها على سبيل المثال محافظة العقيق فقد فوجئ الاهالي بأبواب المركز مغلقة لعدم وجود موظفين سواء سائقين او مسعفين كما اغلقت ايضا ابواب مراكز الهلال الاحمر في الحجرة والمندق اضافة لمركز قلوة للفترتين الصباحية والمسائية.
ويتساءل المواطنون عما أسموه بالاستهتار بأرواح المواطنين في حال وقوع حادث مروري او حالة مرضية حرجة تتطلب نقلها للمستشفى في ظل عدم وجود سيارات اسعاف الهلال الاحمر.
مظلات وعجز الكوادر
وفيما يتعلق بمبنى مركز بلجرشي اشار مدير الهلال الاحمر بمنطقة الباحة خالد الغامدي الى ان ادارة المشاريع والصيانة بالجمعية أرست الموقع على أحد المقاولين لكنه لم يستلمه بعد، نافيا علمه بأسباب تأخر انشاء المشروع.. ولفت الغامدي انهم بصدد طرح مناقصة لعمل مظلات واقية للبروكسيات بشكل مؤقت ريثما يتم انشاء المبنى الجديد.
وفي تعليقه على اغلاق المراكز أكد انهم يضطرون لاغلاق تلك المراكز بالتنسيق مع غرفة العمليات الرئيسية في الرياض بسبب العجز الذي يعانونه في كادر المسعفين ومشيرا الى انه تتوفر لديهم 50 وظيفة مسعف غير انه لم يتقدم لها أحد.
وقال في حال غياب أي مسعف او سائق تتم الاستفادة من الساعات الاضافية للمسعفين لكنهم يتغيبون بحجج واهية لا تخلو من المماطلة كأن يحضر تقريرا طبيا.
12 مسعفا لكل مركز
ولفت انه يوجد في منطقة الباحة عشرة مراكز للهلال الاحمر يعمل عليها قرابة 80 طبيبا ومسعفا وسائقا، غير ان ذلك العدد كما يشير الغامدي غير كاف لتغطية تلك المراكز لا سيما ان كل مركز يتطلب اكثر من 12 مسعفا لكون العمل بالتناوب ولا يوجد حاليا سوى 8 مسعفين وسائقين في كل منها.
مواقع النشر (المفضلة)