السعودية.. اهتمام بأسهم البتروكيماويات يعيد المؤشر فوق 9800 نقطة:
استرد المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية في تعاملات اليوم الأحد 22-6-2008، ما فقده خلال الجلستين الماضيتين، مدعوماً في الأساس بمكاسب أسهم قطاع البتروكيماويات يتقدمها "سابك"، ليغلق المؤشر فوق حاجز 9800 نقطة، بسيولة تجاوزت بقليل 10 مليارات ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال)، فيما يرى محللون أن حركة السوق تتسم منذ عدة أسابيع بالبطء الشديد في اتجاه الصعود أو الهبوط، حيث يتحرك المؤشر العام منذ أكثر من شهر تقريباً في حدود 500 نقطة فقط، وفيما يصف فريق من المحللين هذا الأداء بالجيدة، وأنه يحمي السوق من التذبذبات الحادة، يرى آخرون أنه يفرض حالة من الملل على معنويات المتداولين، كما أنه يعد بيئة خصبة للمضاربين المحترفين، وبالمقابل غير مناسب للأفراد الذي يشكلون أكثر من 90% من السوق.
شراء انتقائي:
من جانبه يرى الكاتب الاقتصادي طارق الماضي أن حفاظ المؤشر العام للسوق على مستواه فوق 9800 نقطة، مع تداولات تتجاوز 10 مليارات ريال، يعد مؤشرا إيجابيا على حركة السوق خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن أسهم قطاع البتروكيماويات تشهد عمليات شراء تتحرك ككتلة واحدة، بما يشير إلى أن هذه المشتريات ناتجة عن توجه وقرار استثماري، مشيراً إلى أنه من الأفضل الانتظار للتأكد من توجه السوق.
وقال الماضي "هناك شراء انتقائي على أسهم معينة بالسوق، لكن هل سيقنع هذا الشراء المتداولين المترددين بالعودة إلى حلبة التعاملات مرة أخرى، سيتضح هذا خلال الجلسات القليلة المقبلة".
وتراجع المؤشر العام بما نسبته 0.37% تعادل 36.46 نقطة، ليغلق على 9778.48 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 243.7 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 289.9 ألف صفقة تقريباً، بلغت قيمتها حوالي 9.793 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
من جهتها توقعت مجموعة بخيت للأوراق المالية أن تستمر حالة الانتعاش التدريجي في السوق تماشيا مع توقعات المحللين الإيجابية للنتائج المالية النصف سنوية للشركات القيادية المتوقع إعلانها خلال الأسابيع المقبلة.
وترى مجموعة بخيت أن أرباح الشركات للربع الثاني ستكون المحرك الرئيسي لاتجاه السوق في الفترة المقبلة والتي يتوقع أن تشجع المستثمرين للتوجه إلى السوق بشكل إيجابي.
مضاربات سريعة
ويرى الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة أن عدم قدرة مؤشر السوق على اختراق نقاط مقاومة هامة رفع من نسبة المضاربات السريعة، مشيرا إلى أن تداولات اليومين المقبلين ستحدد اتجاه السوق.
وقال لصحيفة الوطن "حاول سهم سابك كثيرا قيادة مؤشر السوق لاختراق نقطة المقاومة الهامة عند 9840 نقطة تقريبا، ولا أعتقد أن السوق سينجح في ذلك دون تحرك بعض الأسهم القيادية الكبرى الأخرى مثل الراجحي".
وأشار باعجاجة إلى أن قرب الإعلان عن نتائج الشركات للربع الثاني من العام الحالي رفع من مستويات الحذر لدى المتعاملين، مبينا أن هذا الحذر قادهم إلى المضاربات السريعة على الأسهم صغيرة الحجم.
وأوضح محلل أسواق المال ثامر السعيد، أن السوق السعودية تتحرك منذ 7 جلسات بين 9675 و9840 نقطة، وهو مدى أفقي، بدأت التحرك داخله بعد اختراقها 9675 نقطة الذي كان يشكل مستوى مقاومة سابق، أصبح مستوى دعم قوي للسوق حالياً، وما يؤكد ذلك أن جميع المتوسطات المتحركة الموزونة للسوق مترتبة تسلسليا من الأكبر إلى الأصغر، مما يدل على انتظام التداولات في السوق.
وأكد أن مستوى 9840 نقطة يشكل مستوى مقاومة عنيف، لامسته السوق أكثر من 5 مرات، ولم تستطع اختراقه والإغلاق فوقه، وتجاوزه في الأيام المقبلة يرجح اختبار مستوى 9905 نقاط، واختراق الأخير سيدفع السوق لتسجيل قمة جديدة أعلى من القمة السابقة التي سجلتها السوق عند 10335 نقطة.
سيولة انتهازية:
ويرى المحلل والكاتب الاقتصادي علي الدويحي أن أداء السوق من الناحية الفنية يتسم حاليا بالبطء الشديد، سواء في الهبوط أو الصعود كمؤشر عام، نتيجة عدة أسباب أبرزها وأهمها ضعف دخول السيولة الاستثمارية عند نقاط الدعم الرئيسية، والتي يمكن عند دخولها أن تعوض خروج السيولة الانتهازية، التي أصبحت تتعامل مع السوق حسب نقاط الدعم والمقاومة وبحرفنة متناهية.
وأضاف أن السيولة الانتهازية، تتدفق بسرعة مع بداية ونهاية الجلسة حتى يصل الأمر إلى حد التعقيد بالنسبة للمضارب والمتعامل، مما يسبب غموضا في التفريق بين التصريف والتجميع، وهذا ما يجعل السوق يغلب عليه نمط الحيرة، وبقاء المؤشر العام وقتا طويلا يتذبذب في نطاق 500 نقطة.
وأوضح أن كثير من المتعاملين يقرر الدخول للسوق كمستثمر، إلا أنه يفكر بعقلية المضارب والعكس، حيث يسعى بعض المضاربين إلى الشراء في سهم بعيد عن عيون السيولة الانتهازية، وهناك مستثمرون يدخلون في أسهم متضخمة ولا تملك محفزات وتكون النتيجة هبوط تلك الأسهم أكثر من غيرها في حال تعرض السوق للهبوط، لافتاً إلى هروب السيولة الانتهازية من الشراء في الأسهم التي يكشف النظام الجديد ممارسة عملية التدوير عليها
وينصح المتداولين بالدخول بجزء من السيولة وعلى شكل دفعات، لأن هذا هو الحل الأمثل بشرط تتبع مسار السيولة في وقوده الحقيقي مع ملاحظة أنها تختلف نوعيتها مع اختلاف نوع السهم، هل هو قيادي أم لا وهل هو استثماري أم مضاربة.
وارتفع سهم "سابك" بنسبة 0.49% بسعر 151.50ريال، و"الصحراء للبتروكيماويات" بنسبة 4.81 % إلى سعر 48.75 ريال، وسهم "سبكيم العالمية" بنسبة 1.65% إلى سعر 46 ريالاً، فيما زاد سهم "الإنماء" 2.66% عند سعر 19.25 ريال.
مواقع النشر (المفضلة)