[align=center]حول مقال
المتطرفون والحوار بين الأديان والمذاهب[/align]
في زمن اختلطت فيه الأفكار وتصارعت الأراء وكثر دعاة الحوار نجد أن مأساة أمتنا الإسلامية حقيقة هي في شكل التعاطي مع تطورات الأوضاع فيما يتعلق بشأن مستقبلها ألإسلامي وإن مما كثر الجدل حوله أو فيه هم أولئك الذين يتصدرون زوايا إعلامية في بعض الصحف فهم يخاطبون شريحة ليست بالبسيطة من المجتمع ويحاولون ان يسوقوا بضاعتهم الكاسدة عبر تلك البوابات ويتخطون إمكاناتهم وقدراتهم في تحليل وتصوير واقع المسلمين وفلسفة مآسيهم اليومية الآنية بشوائب فكرهم وترهات عقولهم وخلفياتهم التي لم تنضج فكريا بعد لتصل الى مقام يؤهلها ان تتصدر هكذا مقامات ولتكتب هكذا مقالات!!!
فكان عنوان الكاتب في مقاله كما عرضته لكم الآن إلا أن الكاتب خرج عن سياق عنوانه وليجعل منه ذريعة لقذف سمومه ويحاكم الناس تبعا لفهمه المغلوط وكثرة أوهامه.
ولو كان الأمر هو في درجة الخلاف او الإختلاف حول حوار الأديان لما وسعه ان يتعدى في مقاله الخمسة او التسعة أسطر ولكن كان العنوان ليس لذاته بل هو مدخل لما بعده وكان هذا واضحا جليا في اسلوب الكاتب وفلسفته بعيدا عن عنوانه .
فلمه يا محمد بن علي المحمود لم تكن صريحا واضحا ؟؟
فابتدرت مقالك هذا بقولك"يقف الإسلام السياسي" وهذا اول طابع يظهر غاية الكاتب بقصد او بغيره في أن السياسة يجب ان تنفك عن الإسلام وكأن الإسلام ليس منهجا وسلوكا وقيما تؤثر في رسم صورة التعامل و طبيعته مع الآخر ؟؟
إن الإسلام نظام رب ومنهج حياة لا ينفك عن المسلم في سياسة او اقتصاد في حرب أوسلم وحتى في المعاملة فهو لصيق المؤمن اينما كان وكيفما نحا واتجه ولو لم يكن الإسلام ذا طابع في السياسة فما عسانا أن نفعل هل نقبل بأن يزدهر اقتصادنا بالربا او بالخمر او ببيوت الخنا او بقبول احتلال البلاد لانتهاك مقدراتها او بالفتك بأهلها وتعبيد ذراريها ........ الخ
إن سياسة المملكة لو كانت خالية من طابع (الإسلام السياسي) الذي قض مضجعك لربما وجدت ابنك او بنتك في أمر وحال قد يفجعك .
وإن كنت تصف نفسك إسلاميا فلعلك قد تشكلت في قالب غربي وحينها أعذرك في جزئيات قد تخفى عليك .
لكن مالا أقبل لك فيه عذرا هو نفيك القاطع لوجود صراع بين الأديان وربما أنك ذكرت في معرض حديثك ان هذا الأمر قد انتهى وانتفى بعد الثورة الفرنسية إذ اصبح المحرك في السياسة هو المصالح المادية ومع ذاك فقد اتفق معك في جزء المصالح ولكني لا أقبل من الإسلاموي آسف الإسلامي مثلك أن ينسى او يتناسى قوله تعالى: { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (217) سورة البقرة
فإن الآية الآنفة قد اخرجت الصراع من حيز المكان والزمان والحادثة فأصبح أزليا بنص قوله تعالى((ولا يزالون))!!
ثم طرحت طرحك ونعت الجماهير بالسذاجة التي جعلتهم ضحية للأصوليين على حد زعمك وبعد هذا.....
فمن احق بأن ينعت بالسذاجة!!!
الجماهير التي تصدق قول الله تعالى أم من يصدق محمد بن علي؟؟؟
لقد استطردت كثيرا فيما لا طائل من ذكره ولا فائدة من تكراره ولكنك وقد تنبأت بانقراض الأصوليين الإسلاميين من خلال هذا العالم المفتوح والإعلام المفضوح وتبادل الثقافات عبرها وتآلف الثقافات التي اكتشف بعضها آدمية البعض الآخر على حد قولك!!!
وكنت قد علقت بقاء الأصوليين الإسلاميين ما بقيت الصراعات في العالم .
فيالله ما أطول عمر الأصوليين وما أقصر عمرك يا وردي الأحلام في زمن تحتكم فيه إلى الشيطان.
فأبشروا يا دعاة الإسلام ويا أصحاب الأصول ويا حصون العقيدة بطول العمر فالله أصدق القائلين ((ولا يزالون يقاتلونكم في الدين)).
فالصراع قائم وماضي إلى قيام الساعة ودعاة الأحلام الوردية بعيدا عن منهج الله القويم أقصر أعمارا وأضيق فكرا ولا عجب فأتباع الهوى وإن كانوا أهل كتاب ضلوا وأضلوا كثيرا من الناس وإن اختلفت الملل والديانات فقد يتفق اتباع الهوى كما هو حال كثير من الناس نسأل الله العفو والعافية.
وأخيرا.......
اذكر اخي الكاتب محمد بن علي المحمود بما قاله في لقاءه مع تركي الدخيل ببرنامج إضاءات لما سئل عن الصحوة الأصولية فقال:
هبت علي رياحها لكني لم أتأثر بها .....
فأقول: اعلم أخي محمد بن علي أن رياح الصحوة تزيد الحي حياة لكنها لا تبعث من في القبور.
مواقع النشر (المفضلة)