انتهت الاختبارات وبدأت الإجازة وبدأ معها موسم السياحة إلى الخارج. ومثل كل عام تتعالى الاصوات لتشجيع السياحة في الداخل في حين تعد الحقائب سرا للسفر للخارج. وحسب ما جاء في جريدة الشرق الأوسط (الثلاثاء 24يونيو الحالي) يتوقع مغادرة أربعة ملايين سعودي الى الخارج دفعوا 22مليار دولار على شراء التذاكر فقط!!
وغني عن القول أن الدعوة للسياحة في الداخل يغلفها الكثير من مظاهر التملق والمزايدة الوطنية. فأصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون الذهاب للخارج (مكرها اخاك لابطل) واصحاب المال والثراء يعرفون جيدا البون الشاسع بين الداخل والخارج (مع احترامي الكبير للهيئة العامة للسياحة والآثار)!
وإلى الفئة الاخيرة يعود الفضل في صرف السعوديين ل 31مليار ريال خلال أشهر الصيف فقط (ولا يعد هذا غريبا في ظل الاحصائيات التي تشير الى أن السائح السعودي يحتل مع السائح الإماراتي والكويتي والألماني قائمة الانفاق الفردي في الخارج).. وهناك دراسة لاتحاد الغرف التجارية توضح أن 47% من الأسر تتجه نحو الخارج، و24% نحو الداخل، و29% إلى الدول العربية. وحسب الخبر السابق تتصدر ماليزيا ثم مصر وايطاليا وفرنسا قائمة الوجهات المفضلة للعائلات السعودية / في حين تلقى تركيا وأمريكا اقبالاً متزايداً رغم عوائق التأشيرة..
وحديثي عن هذه الأرقام (ومغادرة ربع السكان للخارج) لا يأتي من باب اللوم أو العتب كون الراحة والاسترخاء فعل مستحق بعد أشهر طويلة من الجهد والعمل.. وإذا أضفنا لهذا اعترافنا بأن موقعنا الجغرافي والمناخي لا يسمح بمنافسة جهات عالمية تتميز بطقسها المعتدل وجمالها الخلاب يصبح من حق من يملك القدرة اختيار وجهته المفضلة..
ولكن ؛ في المقابل؛ يتوجب علينا محاولة تعويض الأموال المنفقة في الخارج على استقطاب سياح الدول ذاتها.. فالمفارقة (التي تدهشني شخصيا) أن هناك شعوبا كثيرة ترى في رمالنا وصحارينا جمالاً استثنائياً وطبيعة خلابة (واسألوا شركة أرامكو عن رأي الخبراء الأجانب في ربعنا الخالي).. ورغم اعترافي بأن أعداد الحجاج والمعتمرين القادمين للمملكة توازي تقريبا عدد السعوديين المسافرين للخارج إلا أن استقطاب سياح الدول (غير الاسلامية) مايزال ضعيفا إن لم يكن معدوما!
... فالسياحة كما هو معروف أصبحت صناعة عالمية ضخمة لا يجب أن تقتصر مشاركتنا فيها على صرف النقود في الدول الأخرى. فهناك 700مليون سائح جابوا العالم خلال العام الماضي بلغ حجم إنفاقهم 554مليار دولار. وهذا المبلغ الضخم دليل على أن السياحة أصبحت صناعة قائمة بذاتها وأنها بوجود الاستعدادات المناسبة تعد رافدا قويا لاقتصاد أي دولة.. ولمن يتساءل عن سر تفضيل السعوديين لماليزيا نشير الى أنها صرفت في السعودية نفسها 180مليون دولار للترويج لنفسها سياحيا / ولمن يتساءل عن سر ازدهار دبي (وهي إمارة غير نفطية بالمناسبة) نشير إلى اهتمامها بسياحة الأعمال واستقطاب الفعاليات والأنشطة العالمية. وفي حين كسبت الولايات المتحدة 73مليار دولار العام الماضي كدخل سياحي (وهو ما يزيد عن مجمل الصادرات العربية) تحولنا نحن إلى دولة مصدره للسياح (بعد أن كانت مدننا في الحجاز تعتمد بشكل كامل على استضافة الزوار والمعتمرين والحجاج على مدار العام)!!
... باختصار : قد لا ننجح في إقناع أربعة ملايين مواطن بالبقاء في الداخل، ولكن في المقابل نريد استقطاب مثلهم على الأقل من الخارج!
(ومايزال الاحترام موصولا لهيئة السياحة والآثار)..
انتهت الاختبارات وبدأت الإجازة وبدأ معها موسم السياحة إلى الخارج. ومثل كل عام تتعالى الاصوات لتشجيع السياحة في الداخل في حين تعد الحقائب سرا للسفر للخارج. وحسب ما جاء في جريدة الشرق الأوسط (الثلاثاء 24يونيو الحالي) يتوقع مغادرة أربعة ملايين سعودي الى الخارج دفعوا 22مليار دولار على شراء التذاكر فقط!!
وغني عن القول أن الدعوة للسياحة في الداخل يغلفها الكثير من مظاهر التملق والمزايدة الوطنية. فأصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون الذهاب للخارج (مكرها اخاك لابطل) واصحاب المال والثراء يعرفون جيدا البون الشاسع بين الداخل والخارج (مع احترامي الكبير للهيئة العامة للسياحة والآثار)!
وإلى الفئة الاخيرة يعود الفضل في صرف السعوديين ل 31مليار ريال خلال أشهر الصيف فقط (ولا يعد هذا غريبا في ظل الاحصائيات التي تشير الى أن السائح السعودي يحتل مع السائح الإماراتي والكويتي والألماني قائمة الانفاق الفردي في الخارج).. وهناك دراسة لاتحاد الغرف التجارية توضح أن 47% من الأسر تتجه نحو الخارج، و24% نحو الداخل، و29% إلى الدول العربية. وحسب الخبر السابق تتصدر ماليزيا ثم مصر وايطاليا وفرنسا قائمة الوجهات المفضلة للعائلات السعودية / في حين تلقى تركيا وأمريكا اقبالاً متزايداً رغم عوائق التأشيرة..
وحديثي عن هذه الأرقام (ومغادرة ربع السكان للخارج) لا يأتي من باب اللوم أو العتب كون الراحة والاسترخاء فعل مستحق بعد أشهر طويلة من الجهد والعمل.. وإذا أضفنا لهذا اعترافنا بأن موقعنا الجغرافي والمناخي لا يسمح بمنافسة جهات عالمية تتميز بطقسها المعتدل وجمالها الخلاب يصبح من حق من يملك القدرة اختيار وجهته المفضلة..
ولكن ؛ في المقابل؛ يتوجب علينا محاولة تعويض الأموال المنفقة في الخارج على استقطاب سياح الدول ذاتها.. فالمفارقة (التي تدهشني شخصيا) أن هناك شعوبا كثيرة ترى في رمالنا وصحارينا جمالاً استثنائياً وطبيعة خلابة (واسألوا شركة أرامكو عن رأي الخبراء الأجانب في ربعنا الخالي).. ورغم اعترافي بأن أعداد الحجاج والمعتمرين القادمين للمملكة توازي تقريبا عدد السعوديين المسافرين للخارج إلا أن استقطاب سياح الدول (غير الاسلامية) مايزال ضعيفا إن لم يكن معدوما!
... فالسياحة كما هو معروف أصبحت صناعة عالمية ضخمة لا يجب أن تقتصر مشاركتنا فيها على صرف النقود في الدول الأخرى. فهناك 700مليون سائح جابوا العالم خلال العام الماضي بلغ حجم إنفاقهم 554مليار دولار. وهذا المبلغ الضخم دليل على أن السياحة أصبحت صناعة قائمة بذاتها وأنها بوجود الاستعدادات المناسبة تعد رافدا قويا لاقتصاد أي دولة.. ولمن يتساءل عن سر تفضيل السعوديين لماليزيا نشير الى أنها صرفت في السعودية نفسها 180مليون دولار للترويج لنفسها سياحيا / ولمن يتساءل عن سر ازدهار دبي (وهي إمارة غير نفطية بالمناسبة) نشير إلى اهتمامها بسياحة الأعمال واستقطاب الفعاليات والأنشطة العالمية. وفي حين كسبت الولايات المتحدة 73مليار دولار العام الماضي كدخل سياحي (وهو ما يزيد عن مجمل الصادرات العربية) تحولنا نحن إلى دولة مصدره للسياح (بعد أن كانت مدننا في الحجاز تعتمد بشكل كامل على استضافة الزوار والمعتمرين والحجاج على مدار العام)!!
... باختصار : قد لا ننجح في إقناع أربعة ملايين مواطن بالبقاء في الداخل، ولكن في المقابل نريد استقطاب مثلهم على الأقل من الخارج!
(ومايزال الاحترام موصولا لهيئة السياحة والآثار)..
مواقع النشر (المفضلة)