[align=center]
شباب مشغولون بلا مهمة
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
إن من المؤسف والمؤلم أن ترى شباباً ضيعوا أوقاتهم فيما لا نفع فيه في الدنيا ولا في الآخرة، بل أعظم من
ذلك أن يكون هناك شباب ضيعوا أعمارهم في ممارسة الحرام والفسق والفجور، وتقليد الكفار والإعجاب بهم،
ولم يعلموا حال السلف كيف كان إعجابهم بأهل الطاعة والصلاح! ولقد جاءت هذه المادة لتطرح موضوع هؤلاء
الشباب، وتحاول علاجه بالقرآن والسنة.
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس[/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من
يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل عن
الشبيه والند والمثيل والنظير: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها[/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا
رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
[آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71]. أيها الأحبة في الله: أشكر الله جل وعلا، ثم أشكركم،
وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، فالفضل لله ثم لكم، حيث أكرمتموني وشرفتموني بهذه الدعوة وبهذا المقام
بين أيديكم، وما ذكره فضيلة الشيخ/ محمد المحيسني في مقدمته أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء، إنما هو [/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]حسن ظن، نسأل الله أن نكون خيراً مما تظنون، وأن يغفر لنا ما لا تعلمون. أحبتنا في الله: حديثنا عن شباب
مشغولين بلا مهمة، هذه المشاغل التي أشغلت هذا الشباب أين ظرفها؟ وأين مكانها؟ إنها في الزمان، إنها في
الوقت، إنها في العمر، إنها في الحياة، إنها في العصر الذي أقسم الله به: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ
[العصر:1-2].. وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1-2].. وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى [الضحى:1-2] كل هذه المشاغل
هي في الساعات، وفي الليالي، وفي النهار: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ [الروم:17]. هذا
الزمن -أيها الأحبة- الذي بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد مسئول عنه حيث قال: (لن تزول قدما عبد
يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما
أنفقه) هذا الزمن الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى اغتنامه، والانشغال فيه بما يعود على العبد بمنافع
الدنيا والآخرة، حثَّ النبي العباد على الاشتغال بما ينفع، ونادى بعبارة الغنيمة فقال: (اغتنم خمساً قبل خمس) [/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]ولفظ (الغنيمة) فيه إشارة على أن الأمر إن لم تبادره فاتك، ولفظ (الغنيمة) فيه إشارة إلى أنها لا تنال إلا بجهاد
ومجاهدة نفس، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل
سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، ودنياك قبل آخرتك). أيها الأحبة في الله: هذا الزمن الذي هو
خزينة لأعمالنا، وفي نهاية المطاف نرى الغبن والخسارة في حال من ضيعه ولم يغتنمه، ولم يملأ ساعات أيامه
ولياليه بما ينفعه، يقول أحد الحكماء: "سويعاتك طريقك إلى القمة" والصواب: أن السويعات طريق إما إلى الجنة
وإما إلى النار، فإن كانت الأعمال شاقة، فأنجزوا كل يوم عملاً واحداً، فبمضي الأيام تنجزون أعمالاً كثيرة. أيها
الأحبة: إن أناساً من شبابنا وأحبابنا وإخواننا لا يدركون أهمية الوقت، ولا يعرفون أهمية الزمن والعمر والحياة، لا
يعرفون قيمتها، فكيف يحفظون؟! وكيف يشغلون الزمن بما ينفعهم؟! وكما قال الوزير ابن هبيرة رحمه الله:
الوقت أنفس ما عنيت بحفظـه وأراه أهون ما عليك يضيع
ولأجل ذا لما كان التغابن عند أقوام وجدوا الفراغ فلم يشغلوه بما ينفعهم، وأنعم عليهم بالصحة فلم يسخروها
فيما يعود عليهم بالكرامة في دنياهم وأخراهم، كانوا حقاً من المغبونين: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس:
الصحة والفراغ).......
شباب مشغول بلا همه لشيخ ::سعدالبريك حفظه الله وهي سلسله مفيده وقيمه عن الشباب وكل يوم أن
شاء الله تعالى ناتيكم بفقرتين من هذه السلسله المتنوعه والمفيده أخواني ننتظر التفاعل منكم فلا تحرمونا
[/grade]
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)