[align=center][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]أحبوه فاتبعوه فنصروه
سأسافر معك أيها القارئ الحبيب في هذا المقال البسيط عبر الزمن لأتوقف معك عند اشرف واطهر زمن عند
العهد النبو ي على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم واقف معك فيه مع موقف عظيم بعظم أصحاب الموقف [/grade]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]وهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين هذا الموقف يرويه لنا ابوسعيد الخدري رضي الله عنه فلنستمع لهذا
الموقف ونتدبره في هذه الساعة المباركة ،يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه بينما رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى القوم ذلك ألقوا نعالهم فلما قضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما حملكم على إلقائكم نعالكم ؟ قالوا : رأيناك ألقيت نعليك فألقينا
نعالنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيها قذرا. رواه ابوداود في سننه
لااله الاالله ما أعظم هؤلاء القوم ،كيف لا وهم الذين اختارهم الله لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام ،كيف لا [/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]وهم الذين قال الله فيهم (رضي الله عنهم ورضوا عنه ) ،كيف لا وهم الذين قال الله فيهم ( رجال صدقوا ما
عاهدوا الله عليه )،إن محبة هؤلاء الرجال وإتباعهم لنبيهم تجلت في فعلهم وإجابتهم له في هذا الموقف عندما
سألهم ما حملكم على إلقاء نعالكم ؟ فكانت إجابتهم رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا . انظر معي يا أخي
الحبيب إلى هذا الموقف فبمجرد أن رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقي نعليه لم يتأخروا لحظة ،لم
يقولوا في أنفسهم لننتظر حتى يفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة ثم نسأله،بل بمجرد أن رأوه
يفعل ذلك طبقوا فعله مباشرة متبعين في ذلك قول الله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن [/grade]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]كان يرجوا الله واليوم الآخر )يقول القرطبي رحمه الله الْأُسْوَة الْقُدْوَة . وَالْأُسْوَة مَا يُتَأَسَّى بِهِ ; أَيْ يُتَعَزَّى بِهِ .
فَيُقْتَدَى بِهِ فِي جَمِيع أَفْعَاله وَيُتَعَزَّى بِهِ فِي جَمِيع أَحْوَاله ،ويقول ابن كثير رحمه الله هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة أَصْل
كَبِير فِي التَّأَسِّي بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَقْوَاله وَأَفْعَاله وَأَحْوَاله ،وفي هذا الموقف الذي
ذكرناه آنفا شاهد على ذلك .
أيها القارئ الحبيب: إن ما أريد أن أصل إليه من هذا الموقف هو محبة هؤلاء الرجال لنبيهم عليه الصلاة والسلام
لم تكن على اللسان فقط بل كانت في القلب وعلى اللسان و ظهرت على الجوارح وهذا هو الحب الحقيقي الذي أثبتوه أيما إثبات ،إن هؤلاء الرجال عندما أحبوا نبيهم عليه الصلاة والسلام فدوه بأرواحهم وأموالهم فهذا
الصديق رضي الله عنه يأتي بماله كله إلى رسول الله فيسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقية لأهلك [/grade]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]فيقول أبقيت لهم الله ورسوله وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما صب عليه الميزاب من بيت العباس
رضي الله عنه فأصاب عمر رضي الله عنه فأمر بقلع الميزاب فأتاه العباس وأخبره بأنه الموضع الذي وضعه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فقال عمر وأنا عزمت عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في
الموضع الذي وضعه رسول الله فيه، وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينام ليلة الهجرة في مكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو يعلم انه سيقتل،وهذا أمين الأمة أبو عبيدة يقتل أباه ، وانظروا إلى ابودجانة
في غزوة احد عندما أصبح ظهره كالقنفذ وهو يحمي رسول الله صلى الله عليه وسلم من السهام في ذلك
اليوم وهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول : لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته [/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]فلما فرغ قال : " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا ، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري " فبكى
معاذ جزعاً لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذاعبدالله بن عبد الله بن أبي بن سلول جاءه خبر إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قتل أبيه فيسرع عندها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له
إن كنت تريد قتل أبي فأمرني أنا بقتله فإني لا أطيق أن أرى قاتل أبي يمشي في طرقات المدينة
عباد الله عندما أحب الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعوه حق الإتباع وعندما اتبعوه حق الإتباع
نصروه حق النصرة ،ونحن في هذه الأيام نوضع في موضع الاختبار وذلك عندما أساء كلاب الدنمارك برسومهم
على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم واني لأكرم الكلاب عنهم فقد ورد أن هناك كلابا انتصرت للرسول صلى[/grade]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]الله عليه وسلم عندما شتم عليه الصلاة والسلام
إن هذا الاختبار الذي وضعنا فيه لهو قدر إلهي نختبر به,...فأين نحن من نصرة المصطفى عليه الصلاة والسلام
أم تظنون أن شعارات ترفع وهتافات في الشوارع هي التي ستؤدي إلى النصرة لا والله إن النصرة الحقيقية لا
تكون إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله فهذا هو الوقود الحقيقي للنصرة ،وانظر إلى أولئك القوم الذين
استعصى عليهم فتح أحد الحصون وطال عليهم الأمد ،فاجتمعوا لمناقشة الأمر وأول ماتبحثوا فيه تقصيرهم
في إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فجعلوا يبحثون في الأمر فتوصلوا إلى أنهم قصروا في أمر السواك
،فتواثبوا إلى الشجر وأخذا يقطعون منه ويتسوكون ،فلما رأى أعدائهم ذلك قذف الله في قلوبه الرعب وفتح
الله على المسلمين ذلك الحصن ،أنه السواك المؤكد من السنن ونحن في زمننا هذا تركنا ماهو مؤكد الوجوب
وفعلنا ماهو محرم إلا من رحم الله[/grade][/align]
مواقع النشر (المفضلة)