لماذا نتخلف ويتقدم غيرنا؟!
تركي الدخيل
بالأمس كنت على سفر إلى ستوكهولم. فتشتُ عن طائرة تقلع إلى العاصمة السويدية من عاصمة خليجية فما وجدت غير الخطوط القطرية!
سافرت من أبو ظبي إلى الدوحة، كي انتظر ساعتين، ثم أقلع إلى السويد، وما كدتُ أدلف إلى مطار الدوحة، حتى رأيت المطار يمور بأصناف البشر، معظمهم يبدو واضحاً أنهم لا يعيشون في قطر، بل جاءوا إلى الدوحة ليغادروا منها إلى عواصم في الشرق والغرب.
ركاب الدرجة السياحية كانوا يملأون الصالات، أما ركّاب الدرجة الأولى ودرجة الأفق فقد خصص لهم مبنى كامل مستقل، بأسواقه ومنافعه، بما يجعلك تحس بأنك تدخل فندقاً فخماً من فئة الخمس نجوم.
التسوق في المطار متعة، حتى لو لم تشتر شيئاً فالبضائع متعددة، ومعروضة بطريقة فارهة، تجذب المسافرين، وتكاد تجبرهم على الشراء.
في المقابل دكاكين في المطارات السعودية الثلاثة الكبرى في الرياض، وجدة، والدمام، تبيع بضعة مجلات وعطور وبعض مستحضرات التجميل، بما لا يجعلك تستطيع أن تطلق على هذه المحلات، سوقاً حرة!
من جديد، تأتي الخطوط القطرية من الصفوف الخلفية، بل من اللاشيء، فهي لم تتأسس إلا قبل سنوات قليلة مضت، وأصبحت تنافس في سوق تكتظ بالمنافسين الشرسين. بالمناسبة معظم المنافسين لم يكونوا موجودين يوم بدأت الخطوط السعودية مشوارها مع الطيران!
اليوم، نحن لا نردد منظومة التميز في دبي، التي باتت تزعج بعض المسؤولين، ولا نتحدث عن الخطوط الإماراتية، ولا عن طيران الاتحاد، بل نتحدث عن الخطوط القطرية التي تأسست فعلياً في عام 1997 وبطائرات مستأجرة!
عن مطار كان قبل سنتين يشبه أحد المطارات المحلية المنتشرة في السعودية.
مبنى الدرجة الأولى ودرجة الأفق، مزود بغرف لألعاب الأطفال، وأخرى للألعاب الإلكترونية، وغرف لوضع الحقائب حتى ترتاح في الصالات الفارهة التي تستمتع بها لدرجة أنك لا تعبأ لتأخير طيارتك، مع أن هذا نادرٌ. في مقابل صالة معزولة بألواح البلاكاش في جدة، المقر الرئيسي للخطوط السعودية، حتى ليوشك المسافر أن يتبرع للصالة بغية تطوير خدماتها في المرات المقبلة!
عدد سكان السعودية أكثر من عشرين مليوناً، فيما كل سكان دول الخليج مجتمعة لا يتجاوز الثلاثة ملايين، وهو ما لا يشكل أكثر من 15 % من المواطنين السعوديين!
نحن لا نتحدث عن كثافة السكان فقط، وهي تعني أن مستخدمي المطار سيزدادون، ما يعني فرصاً أكبر للربح، بل نتحدث عن قيمة اقتصادية وسياسية ودينية وجغرافية ترجح بالكفة السعودية عشرات المرات مقابل دول الخليج، كلها مجتمعة، دون تقليل من قيمة أحد!
إذن أين تكمن المشكلة؟!
لماذا نتخلف عن الركب، ونحن الأكثر خبرة، والأعرق تاريخاً، والأثرى اقتصادياً، وجغرافياً، وقبل ذلك... دينياً؟!
اعذروا جهلي، أيها السيدات والسادة، فهو يجعلني أقف حائراً أمام الحصول على إجابة على السؤال السابق!
مواقع النشر (المفضلة)