[align=center]أخي الكريم خالد
أهلا وسهلا بك أخي الكريم ..
الشكر لله أولا وآخرا .. نحن من حزنة وإليها نعود ..
فيما يتعلق بالقصة التي ذكرها الكاتب في صحيفة الوطن .. حدثت أمامه وابتدأ بها حديثه حول هذا الموضوع ..
ولا يعني هذا أنه لولم يشاهد تلك الحوادث التي رآها ما كان ليكتب ذلك المقال في تلك الجريدة ..
واسمح لي أن أخالفك وجهة النظر إلى أن أكثر من نصف المجتمع غارق في تلك المصيبة .. ولا يكاد
يخلو مكان عام أو خاص إلا وفيه مثل تلك الممارسات مع الأبناء .. ولست أتكلم على ناس خارج حدود الوطن
حتى نحن أخي الكريم نعيش نفس تلك المواقف ..
ألسنا نغضب من أبناءنا ونطلق عليهم قذائف السباب والشتام .. ألسنا نختصر جميع حلول التأديب إلى الضرب
المبرح لأنه سيأخذ أقل جهد ممكن ويعطي نتائج سريعة على المدى القريب طبعا ..
ألسنا نعنف أبناءنا إن قصروا في تأدية ماهو مطلوب منهم ونصفهم بصفات الغباء ..
ألا يحدث ذلك ؟؟؟؟
هذا يا أخ خالد يحدث في البيت ربما !!!!! فما بالك بما يظهر في مكان عام كالذي تحدث عنه الكاتب ..
ألا يدل أنه يحدث في البيت ما هو أشد وأكثر .. وكون الكاتب رأى أكثر من موقف وفي مكان واحد ..
ألا يعني هذا أن هناك مشكلة شائكة وخطيرة وآخذه في الانتشار ؟؟؟!!!
إذا نظرنا للمشكلة من زاويتين .. زاوية تخصنا في بيوتنا ومع أبناءنا .. وزاوية أخرى تخص المجتمع في
الأماكن العامة .. ( عين من الداخل وعين من الخارج ) .. فلا شك أنها ليست حالة فردية أو استثنائية
بل هي حالة يعيشها معظم الأسر وليس الغريب وجودها ولكن الغرابة هو سكوتنا عنها ..
وفيما يتعلق بسوء التعليم لدينا في جميع مراحله فهو أمر لا نختلف عليه ونراه كل يوم وليلة
واتفق معك في ذلك .. ولكن السؤال هنا من هو الذي أفرز لنا الدكاترة المتخاذلين في تأدية أدوارهم
أو الموظفين المتكاسلين في القيام بالمهام المفروضة عليهم والذين تسببوا في تراجع مستوى
الجامعات لدينا ؟؟
و السؤال نفسه يتكرر من الذي أفرز لنا معلم متراخي في أداء عمله ومهمته التعليمية والتربوية ويترك
لمزاجه ولفوز فريقه الحكم على مستقبل الأجيال ؟؟
إنها عملية متسلسلة تبدأ من الأسرة وتنتهي إلى ما ترى من واقع الحال ..
دور المؤسسات التربوية والتعليمية هو تكاملي وليس أساسي .. في وجهة نظري ..
ولو كنا نريد دورا أساسيا لتلك المؤسسات فالنقم بتسليم أبناءنا لها منذ ولادتهم بعد أن نقوم بتغيير
جميع الكادر البشري لتلك المؤسسات إلى كوادر بشرية فاعلة ومخلصة تقوم بدورها على أكمل وجه ..
ومن هنا نشد على يد الأسرة ونؤكد على أن دورها وحجم الاهتمام الذي توليه لأبناءها هو الطاقة
الأساسية التي منها يبدأ كل شيء .. فهي الأساس إذا أعدنا كل مشاكلنا إلى أصلها ..
أنا لا أتهم الأسر بالتقصير المؤدي إلى الانحراف والعياذ بالله .. كلا ..
أنا أتهم الأسر بعدم العطاء لبناء قدرات الأبناء وغرس القيم والثقة لديهم وتعزيز الهمم وتوضيح دورهم الأساسي
في الحياة وبعد ذلك نتركهم ليزتزيدوا من مؤسسات التربية والتعليم ..
أشكر لك أخي خالد مشاركتك الراقية وإبداءك لوجهة نظرك .. وأحترمها بلا شك ..
والاختلاف في الرأي لا يفسد للود والحب والاحترام قضية ..
تحيتي إليك .. [/align]
مواقع النشر (المفضلة)