الخشوع في الصلاة
________________________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله جابر القلوب المنكسرة من أجله , وغافر ذنوب المستغفرين بفضله , وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ... أما بعد ...
هناك أخي المصلي أسباب يرجى لمن فعلها أن يرزق الخشوع في الصلاة وهي تنقسم إلى قسمين ...
الأول ... الحرص على ما يجلب الخشوع ويقويه وهذا يكون بأمور منها ...
1- اجمع نفسك وأحضر قلبك قبل الدخول في الصلاة
2- استشعار عظمة من ستقف أمامه وهو الله عز وجل
3- الرجاء في الحصول على ثواب الصلاة كاملاً
4- الصلاة مع الجماعة والسعي لها مبكرا مع الأذان
5- لا تدع النوافل وبخاصة الرواتب كالوتر وسنة الفجر وعليك بقيام الليل
6- التزم بأحكام الصلاة وآدابها قال صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي)
7- فرغ قلبك من شواغل الدنيا ... فهي كلها بما فيها من فتن وشواغل لا تساوي عند الله جناح بعوضة
( 8 ) النظر إلى موضع السجود
(9) الطمأنينة في الصلاة
قال صلى الله عليه وسلم للمسىء صلاته (ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد
حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها) لإن الذى لا يطمئن فى
صلاته لا يمكن أن يخشع لأن السرعه تذهب بالخشوع .
(10) تدبر الآيات المقروءة وبقية أذكار الصلاة والتفاعل معها
فالقرآن نزل للتدبر قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليذكّر أولوا الألباب) ولا يحصل
التدبر إلا بالعلم بمعنى ما يقرأ فيستطيع التفكر فينتج الدمع والتأثر , قال تعالى (والذين إذا ذكروا بآيات
ربهم لم يخروا عليها صماً وعميانا)
وهنا يتبين أهمية الاعتناء بالتفسير قال ابن جرير رحمه الله (إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم
تأويله -أي تفسيره- كيف يلتذ بقراءته) ولذلك فمن المهم لقارئ القرآن أن ينظر في تفسير ولو مختصر
مثل تفسير ابن سعدي "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"
ومما يعين على التدبر ترديد الآيات لأنه يعين على التفكر ومعاودة النظر في المعنى فقد ثبت أنه صلى
الله عليه وسلم (قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح وهي (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت
العزيز الحكيم)
ومما يعين على التدبر أيضاً التفاعل مع الآيات كما روى حذيفة قال (صليت مع رسول الله ذات ليلة ..
يقرأ مسترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح , وإذا مر بسؤال سأل , وإذا مر بتعوذ تعوذ) وقد جاء هذا
في قيام الليل .
لا شك أن هذا العمل -من التدبر والتفكر والترديد والتفاعل- من أعظم ما يزيد الخشوع كما قال الله
تعالى (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا)
وإن أهم ما يعين على التدبر أيضاً حفظ القرآن والأذكار المتنوعة في الأركان المختلفة ليتلوها المصلى
ويذكرها ويتفكر فيها
(11) تقطيع القراءه آيةً آية وترتيلها وتحسين الصوت بها
وذلك أدعى للفهم والتدبر كما قال تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) وكانت قراءته صلى الله عليه وسلم
(مفسرة حرفاً حرفا) وهذا الترتيل والترسل أدعى للتفكر والخشوع بخلاف الإسراع والعجلة , وقالت أم
سلمة رضي الله عنها (كان رسول اللّه يقطع قراءته يقرأ الحمد اللّه رب العالمين ثم يقف الرحمن
الرحيم ثم يقف وكان يقرأها ملك يوم الدين)
(12) التنويع في السور والآيات والأذكار والأدعية في الصلاة
وهذا يشعر المصلي بتجدد المعاني وعدم الشعور بالملل , والانتقال بين المضامين المتعددة للآيات
والأذكار , وهذا ما يفتقده الذي لا يحفظ إلا عدداً محدودا من السور -وخصوصاً قصارها- والأذكار , وإذا
تأملنا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوه ويذكره في صلاته فإننا نجد هذا التنوع فيأتي مرة بهذا
ومرة بهذا .
(13) الاجتهاد بالدعاء في مواضعه في الصلاة وخصوصا في السجود
لاشك أن مناجاة الله تعالى والتذلل إليه والطلب منه والإلحاح عليه مما يزيد العبد صلة بربّه فيعظم
خشوعه ، والدعاء هو العبادة والعبد مأمور به , قال تعالى (أدعو ربكم تضرعاً وخفية) وقال صلى الله
عليه وسلم (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) وحفظ الأدعية المتنوعه يعالج
مشكلة صمت بعض الناس وراء الإمام لأنهم لا يدرون ماذا يقولون .
هذا ما تيسر ذكره من الأسباب الجالبة للخشوع ...
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له الذي أصابه في حائطه من الفتنة وقال يا رسول الله هو
صدقة لله يريد بذلك إخراج ما فتن به من ماله وتكفير اشتغاله عن صلاته وهذا يدل على أن مثل هذا
كان يقل منهم ويعظم في نفوسهم فكيف ممن يكثر ذلك منه تغمد الله زللنا بفضله وفي الجملة أن الإقبال
على الصلاة وترك الالتفات فيها مأمور به من أحكامها قال مالك في العتبية في قول الله تعالى والذين
هم في صلاتهم خاشعون قال الإقبال عليها والخشوع فيها وقد كره كل ما يكون سببا إلى الالتفات فيها
قال مالك ولذلك كره الناس تزويق المسجد بالذهب والفضة والفسيفساء وتأولوا أنه يشغل الناس في
صلاتهم. وقوله هو صدقة لله ضعه حيث شئت يقتضي الصدقة برقبة المال وإنما صرف ذلك إلى اختيار
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمه بأفضل ما تصرف إليه الصدقات وحاجته إلى صرفها في وجوهها.
منقول
شكرا لحسن المتابعة
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
إذا أعجبك موضوع من مواضيعي فلا تقــل شكـراً
بـــل قــــل الآتـــــــي :
اللهم اغفر له ولوالديه ولأهله ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار
و أدخلهم الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة
مواقع النشر (المفضلة)