الأنانية
الأطفال الأنانيون هم من يهتمون بأنفسهم أو بمصالحهم دون الاهتمام بمصالح الآخرين، حيث أن نظرة الأنانيين تقتصر على حاجاتهم الخاصة واهتمام الطفل الأناني مركز على نفسه فقط وهذا ما يميزه عن بقية الأطفال العاديين.
إن مفهوم الأطفال الأنانيون عن أنفسهم مفهوم غير واضح، ونظراتهم للآخرين هي نظرة سالبة، حيث ينقصهم الانتماء للجماعة ويجدون صعوبة في علاقاتهم مع الأطفال الآخرين ومع الأقران، وهذا سيؤدي بهم لعواقب وخيمة في المستقبل ، وسيجدون النفور من كل من حولهم والكراهية .
أسباب الأنانية:
1. الخوف : المخاوف العديدة عند الأطفال تسبب الأنانية عندهم مثل مخاوف البخل، الرفض، الابتذال، وهم عادة يجدون يشعرون بالغضب والفزع، وبالتالي يميلون إلى الأنانية،ويصبحون مهتمين فقط بسعادتهم وسلامتهم الشخصية، ولذلك يحاولون دائماً تجنب الأذى من الآخرين، ولذلك لا يعرضون أنفسهم ولو نسبياً إلى الاهتمام بالآخرين، ولا يظهرون أي نوع من أنواع التغيير في حياتهم ، ودائماًَ يسودهم شعور بالقلق والتهيج وهم يرون الأشياء من خلال أعينهم فقط ويفسرون وجهات نظر الآخرين بأنها مخجلة، هم متمركزين حول النفس ونكدين ومتقلبي الأطوار.
2. الدلال أو الدلع: بعض الآباء يحاولون إبعاد أطفالهم عن أية مواقف مزعجة، ويقدمون لأطفالهم الحماية الزائدة، ويحرصون على على إشباع كل ما يحتاجه أطفالهم، لذا ينشأ أطفالهم وهم غير قادرين على تنمية قوة الاحتمال أو تطوير ذواتهم وهذا يقودهم إلى الأنانية، وليسأل المربي ابنه سؤال يمكن أن يحل المشكلة ( هل تريد العيش لوحدك وبمفردك ولا تريد أن يشاركك أحد ، إذن دع الأطفال يلعبوا بمفردهم ولا تتدخل بهم ، وأنت إلعب وحيد وبمفردك ) فستجد الحل بإذن الله ، إذ أنه سيتنازل لمشاركة الآخرين اللعب معه كي لايبقى منقطعا عن العالم أو طفلا توحديا أنانيا ، ولتقص عليه قصص الصحابة بطريقة سهلة ومبسطة وكيف كانوا يتصفون بالإيثار والمروءة وأن هذا دليل على الشجاعة والخلق الحسن والنضج ، وليعلموهم أن يعطي كي يأخذ .
3. عدم النضج: عدم الوعي الاجتماعي المناسب، ( عدم التقيد بالاتفاقات وعدم تحمل المسئولية ) إن الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل الإحباط ويريدون الشيء الذي يريدونه عندما يريدونه، هؤلاء الأطفال لا يستطيعون المحافظة على كلمتهم وهم غير قادرين على تحمل المسئولية وهناك أسباب تمنع الأطفال من الوصول إلى النضج منها: الإعاقة، صعوبات اللغة، اضطرابات في النمو ، فلندع الطفل لمدرسة الحياة فهي أفضل مدرسة على الإطلاق ، أفضل من أن نملي عليهم مايفعلونه ، ولندعهم على طبيعتهم التي خلقهم الله عليها ، حتى لا نتأذى منهم في المستقبل ، فيكونوا كالجرة الخاوية لأنها تعودوا على ألا يفعلوا شئ إلا بعد الإملاء لهم عند رؤوسهم ، وتلك الجرة الخاوية تتلقى أي شئ يأتيها من الخارج ، لأنها غير معبأة بضروب الحياة ودروسها .
طرق الوقاية:
1. تشجيع تقبل النفس: وهو أن تجعل للطفل قيمة وأن يشعر بأنه محبوب و توفير الأمان لهم، فإن توافرت للطفل القيمة والمحبة والأمان يصبح عنده استعداد للإهتمام بمصالح الآخرين.
2. تعليم الأطفال الاهتمام بالآخرين: " حقق سعادة الآخرين تحقق سعادتك " إن إظهار الاهتمام بأطفالك وبالآخرين يمثل نموذجاً رئيساً يعتبرها الطفل قدوة، بعكس أن يكون الأبوان أنانيان.
3. تربيتهم على بغض التسلط: فتسلط الأطفال على الأطفال الضعفاء يشعر الآخرين بالأسى والفشل والحزن، لذا على الوالدين تربية الأطفال على عدم التسلط وحثهم على احترام الجميع، ونعلمهم مبدأ (الدنيا أخذ وعطاء )
فأعطي كي تأخذ وتستمتع وإلا فلا .
4. تعويد الطفل على تحمل المسئولية: وهي طريقة طبيعية لتعليم الأطفال الاهتمام بالآخرين مثال تعليمهم الاهتمام وعناية بعض الحيوانات الأليفة، فإن قيام الأطفال بالأعمال الخفيفة هي دلالة على تحملهم المسئولية، وتعويده ألا يرضى الظلم لا لنفسه ولا للآخرين وذلك بطرق سلمية يبتكرها الطفل .
طرق العلاج:
1. تعليم الاحترام بواسطة لعب الدور : حيث أن للأباء دور كبير في ذلك، بـأن نسرد لهم قصص فيها قيم واضحة تحث على عدم الأنانية، وتظهر سلوك الاهتمام بالآخرين على أنه السلوك الصحيح.
2. شرح ومناقشة وتعزيز النتائج الإيجابية للاهتمام بالآخرين: وذلك بشكر الأطفال على أي سلوك يظهر فيه احتراماً نحو الآخرين، وشرح نتائج هذا الفعل في النفوس.
3. شرح ومناقشة التأثيرات السلبية للأنانية : فلو كان الطفل أنانياً ، يجب على الأب أن يناقشه بطريقة لطيفة، ومناقشة المواقف الأنانية وسلبيتها، مما يحفز الطفل أن يبتعد عن سلوك الأنانية.
4. مناقشة وعي الأطفال وخبراتهم السابقة : فيجب تعليم الأطفال أن يكون متفتحي العقول وقابلين للنقاش، وأن يكونوا أقل خشونة في التعامل مع القضايا والمشاكل، واظهار الاهتمام بهم وبغيرهم.
م ل ط و ش
مواقع النشر (المفضلة)