[align=center]
[glint]
بينما كنت أتصفّح كتاب "عوائق الفهم الصحيح للدين الإسلاميّ " مررت بقوله تعالى : } يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أقْدامَكُمْ { [/glint]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]أغلقت حينها الكتاب ، فقد أثارت هذه الآية في نفسي تساؤلاً كبيراً .. و شوقاً عظيماً .. فأنا أريد أن ينصرني الله ، أريد أن يحبّني الله ، أريد أن يثبّتني الله .. و لا أشك أنكِ تريدين ذلك مثلي .. بل ربما أكثر مني ..[/grade]
[glint]لكن هناك شرط ..[/glint]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]إن حققناه ، فلنبشر بنصر الله ..
و إن فرطنا فيه ، فسنبقى على حالنا الآن ، بل ربما في حال أسوأ من حالنا !
إنّ الشرط هو : } إنْ تَنْصُرُوا اللهَ { ..
أقف هاهنا وقفة ربّما تطول .. لكنّها تستحق ذلك .. فالنتيجة ستكون رائعة بل مذهلة ، النتيجة ستكون نصر الله !
تخيّلي .. نصر الله ..
نصر الله ، ليس مجرد النصر على الأعداء في الحرب !
نصر الله يعني توفيقاً في حياتنا ..
نصر الله يعني بركة في أوقاتنا .. في أعمالنا .. بل حتى أفكارنا ..[/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]و لا أظن أحدنا يريد التفريط بهكذا نتيجة !
و يبقى السؤال هو " كيف ننصر الله ؟ "
ربّما يقول البعض : " بسيطة .. نطيع الله فننال نصره " !
فأقول له : أحسنت .. و أخطأت !
أحسنت عندما قلت بأنّ طاعة الله سبب نيل نصره .. و أخطأت عندما ظننت أنّه بسيط !
فلو سألنا مسلماً : "هل تحبّ الإسلام ؟ " فستستقبل الردّ " بالتأكيد " على الفور ..
و أحياناً تسمع هذا الردّ ممّن لا يعرف من الإسلام سوى كلمة مسلم المكتوبة في بطاقة الهويّة أو جواز سفره ![/grade]
[glint]فهل بكتابة هذه الكلمة على الأوراق ننال نصر الله ![/glint]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]لا أظن عاقلاً يقول بذلك ..
مشكلتنا الأساسيّة هي أنّ أنفسنا لم تفهم بعد الدين الإسلاميّ على الوجه الذي يمكنها من العيش به !
فوقعَت في مآزق شتى ..
تارة تجدها واقفة أمام فخّ الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ،
فما تلبث أن تدخل للفخ طواعية ، فجهلها بأحكام الدين يجعلها دمية يسهل التحكّم بخيوطها لتكون بطلة
مسرحيّة مضحكة مبكية ![/grade]
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]و أحياناً .. تتصوّر أنّها بشهادة الجامعة الفلانيّة ملكت عقلاً نيّراً يمكنها أن تنتقد و تبدي الرأي في أحكام هذا
الدين و تجادل فيها .. و نسيت قول الله – تعالى-: } إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي
صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ { و قال - صلى الله عليه و سلم- : " لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ،
فحُرمت من الجنة، والسبب التكبّر على أحكام الله –تعالى- .
هذه الأنفس .. تستحسن بعض الأمور أحياناً .. فتخترع عبادات ما أنزل الله بها من سلطان، و تقول نفعل ذلك حبّاً
لله و رسوله ! .. و نسيت أنّ الله قد أنزل آية امتحان صدق المحبة لله و الموجودة في سورة آل عمران ، قال [/grade]
تعالى : } قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ { [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]لاحظوا : } اتَّبِعُونِي { و لم يقل
اتبعوا فلانا فإنّه رأى رؤيا، وإنّّه ولي من الأولياء الصالحين !! لم يقل زوروا قبر فلان فإنّه وسيلة دخولكم جنّات النعيم !![/grade]
لقد قال : } قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي { تدّعون أنّكم تحبون الله ! إذن اتبعوا أوامر رسوله- صلّى الله عليه وسلّم- الذي اختاره ليبلّغ الرسالة إليكم ، حينها تكونون صادقين في دعواكم المحبة ، فتنالون محبّة الله و مغفرته.
[glint]
هل يا ترى نجحت أنفسنا في امتحان صدق المحبّة لله ؟![/glint]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]و كم أشفق على هذه النفس .. عندما تبتغي بعلمها أو عملها غير الله تعالى .. قال - صلى الله عليه و سلم - }
إن أوّل الناس يقضى يوم القيامة عليه ، رجل استشهد . فأتى به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟
قال : قاتلت فيك حتى استشهدت . قال : كذبت . ولكنك قاتلت لأن يقال جريء . فقد قيل . ثم أمر به فسحب
على وجهه حتى ألقي في النار . ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن . فأتي به . فعرفه نعمه فعرفها . قال :[/grade]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن . قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم .
وقرأت القرآن ليقال هو قارئ . فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار . ورجل وسع الله
عليه وأعطاه من أصناف المال كله . فأتى به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من
سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك . قال : كذبت . ولكنك فعلت ليقال هو جواد . فقد قيل . ثم أمر به
فسحب على وجهه . ثم ألقي في النار{
و حتى نُخرج أنفسنا من هذه المآزق ، فالحلّ موجود ، أخبرنا به ربّنا - عز و جل- ، نقرؤه في كل يوم جمعة في نهاية سورة الكهف ، لتكون وصيّة يذكّرنا الله بها كلّ أسبوع ..[/grade]
قال تعالى } فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحداً {
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]قال العلماء في تفسيرها :
العمل الصالح هو اتباع سنة النبيّ - صلّى الله عليه و سلّم-.
و عدم الشرك هو إخلاص النيّة لله - سبحانه و تعالى-.
فمتى حقّقنا الإخلاص و المتابعة بأوسع معانيها .. حينها ستتحقّق الأمنية و نرى نصر الله لنا في كلّ زاوية من حياتنا ..
جعلني الله و إياكِ ممّن نصر الله فنصره الله .. فعاش أطيب و أسعد حياة ..[/grade]
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)