أولاً:ظاهرة العنوسه
ظاهرة العنوسة في المجتمع الإسلامي يكمن في العودة إلى دين الله تعالى بتقوية البناء العقدي في الأمة، والتربية الإيمانية للأجيال من الفتيان والفتيات، وتكثيف القيم الأخلاقية في المجتمع، لا سيما في البيت والأسرة، ومعالجة الأزمات والعواصف والزوابع التي تهدد كيان المجتمع، وتيسير سبل الزواج، وتخفيف المهور، وتزويج الأكفاء، وترسيخ المعايير الشرعية لاختيار الزوجين، ومجانبة الأعراف والعادات والتقاليد الدخيلة التي لا تتناسب مع قيم ديننا الحنيف .
ومن الأسباب أيضاًمغالاة في المهور والتكاليف المصاحبة للزواج فقد غالى أولياء كثير من الأمور بالمهور و التكاليف المصاحبة للزواج مما المقدم على الزواج يعتقد أنه سيكبل بالأغلال إذا ما أقدم على هذه الخطوة !
ولو عقل هؤلاء ما غالوا في المهور بل غالوا بالأكفاء بحثا و تقديراً.
فهذا عمر رضي الله عنه عرض حفصة على أبي بكر ليتزوجها، ثم على عثمان رضي الله عنهم أجمعين
كانت حفصة من المهاجرات وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة بن قيس بن عدي السهمي فلما تأيمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه فلم يرجع إليه أبو بكر كلمة فغضب من ذلك عمر ثم عرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عثمان ما أريد أن أتزوج اليوم فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان وأخبره بعرضه حفصة عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ثم خطبهامن عمر فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له لا تجد علي في نفسك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذكر حفصة فلم أكن لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لتزوجتها.[2]
فهذا هو نهج السلف الصالح في انتقاء الأزواج و حري بنا إن أردنا الفلاح أن ننتهج نهجهم و إلا سينطبق عليها قول الله تعالى : (إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ).
وعضل النساء ورَدُّ الأكفاء فيه جناية على النفس ، وعلى الفتاة، وعلى الخاطب، وعلى المجتمع برمّته، والمعيار كفاءة الدين، وكرم الاخلاق وطيب الاصل، وطيب المعدن ، وسلامة المحضن ، وحسن المنبت، وصدق التوجه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) [3].
عن أبي العجفاء السلمي قال خطبنا عمر رحمه الله فقال : ألا لا تغالوا بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية ) [4]
والله المستعان
ثانياً :صلة الرحم
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء:1)
من هنا يتبين لنا مدى أهمية صلة الرحم و مدى خطورة قطع الرحم. فالاسلام يوصينا بصلة الرحم و يجعلها من الطاعات المقربة إلى الله و المسببة للمفغرة و سعة الرزق و البركة في العمر في الدنيا و الأخرة. و نهى الاسلام عن قطع الرحم و جعلها من أسوء المعاصي التي تقود الى النار.
و هنا يجب أن نفرق بين القطيعة و الانشغال القصري: فالقطيعة تعني هجران الارحام و الإعراض عن زيارتهم و عدم المشاركة في مسراتهم و أحزانهم و عدم التفقد لاحوالهم و خصوصا ذوي القربى الفقير. و ترك مناصحتهم و إهمال دعوتهم إلى الخير. بينما الانشغال القصري يكون بقلة زيارة الارحام ربما لبعد البلاد و كثرة ضغوط الحياة التي تفرض على الانسان العيش في مدينه بعيده عن أقاربه و لكن هنا أوكد أنه يجب على الأقل الاتصال بالهاتف للاستمرار القرابة و التواصل. لانه البعيد عن العين بعيد عن القلب .
ليست مشاغل الدنيا سبب مقنع للهجر و القطيعة. و لكن هنا انوه لامر و هو أنه قد يوجد أحيانا أرحام يكون وصالها شر للانسان و خصوصا الناس المنافقة التي قلوبها لاهية عن ذكر الله و تدعو الى المعاصي . هنا الانسان يجب ان يأمن على الاقل على دينه و قلبه . فيجب أن يتجنبهم و بذلك بقلة الزيارات يعني يكفي في المناسبات.
ومن اسباب قطيعة الرحم فيمكن يكونون الاهل لايرحمون ابناءهم من الاقارب ولا تهمهم مصلحتهم او سعادتهم و احيانا يكونون ضيوف ثقلاء يتهربون منهم بحجج واضحه لانهم لا يريدون مقابلتهم لحقد دفين او بسبب التعالي عليهم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
{ لا يدخل الجنة قاطع رحم }
أكتفي بهذا القدر ولي عودة بإذن الله
جزاك الله خيراً على الموضوع القيّم والهادف
اللهم أصلح بواطننا وظواهرنا يارب العالمين
مواقع النشر (المفضلة)