أطعمة "باردة" ومشبعة بـ"الزيوتوالسكريات والمواد الملونة" ..
مأكولات المقاصف المدرسية تهدد صحةالطلاب
الرياض:الخميس 25 ربيع الآخر 1429هـ - 1مايو 2008م - العدد 14556
يلاحظ فيغالبية ما يقدم من وجبات "المقاصف المدرسية" في مدارسنا ترسيخ لمفهوم غذائي خاطئومضر بشكل عام على الصحة العامة للاطفال.
فالطالب أو الطالبة الذي يقضي ثمانيساعات في المدرسة بحاجة إلى "لقمة مفيدة" تنمي عقله وتساعده خلال يومه الدراسي، وهوالأمر الذي يتحقق في ظل اصناف غذائية غير صحية.. وغير مراقبة من ادارة المدرسة..
"الرياض" قامت بطرح هذا الموضوع لإيجاد الحلول في إعادة تنظيم المقاصفالمدرسية، والمساعدة في بناء جيل للمستقبل يتمتع بصحة تنعكس بدورها على إنتاجيته.
(وجبات متوازنة)
في البداية يقول محمد طالب العنزي (ولي أمر طالب) ان وجبةالإفطار ضرورية ومفيدة للطالب كي تساعده على الفهم والتركيز داخل الفصل الدراسيوالنشاط والحيوية داخل أسوار المدرسة، لذلك من المفترض ان يتم تقديم وجبات صحيةومفيدة تحتوي على غذاء متوازن بعيداً عن هدف الربح المادي، حيث إن الزبائن لهذهالمقاصف هم أبناؤنا الذين نقدم لهم ما بوسعنا كأولياء أمور للحفاظ عليهم وعلىصحتهم. وأضاف: اقترح إلزام الجهات الموكل إليها تشغيل المقاصف المدرسية باستبدال مايتم بيعه على طلابنا من انواع الحلويات والشوكولاته المتعددة وغيرها.
(الشكولاته والزيوت)
وقال محمد خليف الطويلعي ان المطلع على المقاصفالمدرسية يصاب بالدهشة فالمواد الغذائية التي تباع لابنائنا وبناتنا بالمدارس فيغالبها هي ساندويتش الفلافل - البطاطس - الشكولاته والحلويات والعصائر الصناعية،فسندوتش الفلافل والبطاطس مثلاً أطعمة مشبعة بالزيوت الرخيصة المستخدمة لمرات عديدةفي قلي هذه الأطعمة، والتي أثبتت الدراسة والبحوث الطبية اضرارها ومخاطرها علىالصحة، فضلاً عن ان تحضيرها يتم في أماكن ومطاعم غير خاضعة للرقابة الصحيةالمستمرة، ويتم تحضيرها بواسطة عمالة غير متخصصة هدفها الأول والأخير تحقيق اعلىربح ممكن، ولو كان ذلك على حساب الصحة العامة، فالأطعمة المشبعة بالدهون الضارةعامل رئيسي في زيادة الوزن وتصلب الشرايين.
ويضيف أما الشكولاته والحلوياتوالعصائر الصناعية فلم تعد اضرارها خافية على احد اذا تم تناولها بكميات كبيرة،وكذلك ما تسببه من فقدان للشهية وبالتالي عزوف الأبناء عن تناول الوجبات الصحيةالمفيدة في المنازل نتيجة تناولهم كميات كبيرة من هذه الأطعمة بالمدرسة، وتثبتالدراسات كذلك ان تناول هذه المواد، بالإضافة إلى المشروبات الغازية تسبب الكثير منالأمراض التي لا حصر لها ومنها هشاشة العظام التي يعاني منها كثير من الاطفالوالمراهقين ناهيك عن تلف الاسنان والتي اصبحت مستوصفات الاسنان تغص بمراجعيها منطلاب وطالبات المدارس.
)وجبة المنزل(
المعلم أحمد دعسان البلوي، قال: بالنسبة للمقاصف هي للأسف الشديد لا تقدم ما يفيد الطالب صحياً بل كل ما يتم بيعههو ضار بشدة للصحة، فنسبة كبيرة من بضائع تلك المقاصف هي من الحلوى والبطاطسبأنواعها، بخلاف الفلافل والتي بالطبع يكون تجهيزها مساء وتباع على انها طازجة بنفساليوم، حيث يتناولها الطالب باردة لا طعم لها هذا جانب، والجانب الثاني هي مسؤوليةالأسرة، فلماذا لا تقوم الأم بإعداد وجبة غذائية متكاملة لابنها يحملها معها عندالذهاب للمدرسة مع التأكيد عليه بتناولها وقت "الفسحة" ومن ثم يشتري ما يريد منالمقصف إذا ر غب في تناول أي شي إضافي، فالمهم هو تناول وجبة الفطور أولاً فنحننشاهد، وللأسف بعض الطلاب يرمي الساندويتش او ما يحمله من المنزل في ساحة المدرسة،وذلك حتى يشتري كبقية زملائه مما يباع بالمقصف، وهذا بالطبع ينطبقعلى مدارسالبنات. واضاف البلوي برأيي ان الموضوع يحتاج لتوعية كاملة من الأسرة لأبنائها فيمايتناولون، ولأصحاب المقاصف كذلك فقط فيما يقدمون من بضاعة.
)العصائر والسكاكر(
أم فهد (وكيلة مدرسة) قالت: وجبة الإفطار من أهم الوجبات اليومية بالنسبةللطالب والطالبة، ولكن للأسف الشديد نجد إن كثيراً منهم وخصوصاً في المرحلةالابتدائية يحضر الى المدرسة دون تناولها، ولعل القصور يكون من الأسرة وتحديداً منالأم في عدم متابعة ابنائها عند ذهابهم للمدرسة، وهل تناولوا الإفطار أم لا؟ هذا منناحية، اما الأخرى فإننا عندما نتأمل فيما يباع في مقاصفنا نجد جميعاً انه يفتقدللقيمة الغذائية المطلوبة لأبنائنا، حيث نسبة السكر في العصائر (الشراب) عالية،وتعتبر ايضاً من الانواع الرديئة والرخيصة، كما ان اغلب ما يباع هو الشوكولاتهوالسكاكر التي قد تؤثر سلباً على الطالب والطالبة من حيث ارتفاع نسبة السكر لدىالاطفال وانتشار تسوس الاسنان، اما بالنسبة للحليب ذي الفائدة الكبيرة لأبنائنا نجدانه يباع في فترات متقطعة وليست بصورة منتظمة داخل المقاصف دون معرفة الأسباب.
وتضيف نأمل في ان يستبدل ما يباع داخل المقاصف بأنواع ذات قيمة وفائدة غذائيةجيدة خاصة وان الطلاب والطالبات في مرحلة نمو، وكذلك ان تكون المقاصف تحت اشراف طبيمتخصص.
)اشتراطات تشغيل المقاصف(
مبارك عبدالله العنزي (وكيل مدرسة): قال: ان الوضع الحالي لتشغيل المقاصف المدرسية لا يحقق الهدف الذي وضع المقصف من اجله،فيبدو ان هدف الكسب المادي قد طغى على الاهتمام بصحة الطلاب وتغذيتهم ووزارةالتربية والتعليم وضعت اشتراطات صحية لتشغيل المقاصف المدرسية، وهذه الاشتراطاتاسهمت كثيراً في تعديل وضع المقاصف المدرسية الا ان هناك العديد من الملاحظاتعليها.
)دكاكين للربح المادي(
من جانبه تحدث ل"الرياض" المثقف الصحي بالصحةالمدرسية حسن سلمان المالكي وقال: اننا نحرص وبشكل مستمر على زيارات متكررة للمقاصفالمدرسية بشكل مفاجئ، وذلك بغرض الوقوف على الحالة التي تسير عليها هذه المقاصف ومعالأسف الشديد فإننا نستطيع القول ان مقاصفنا لا تقدم أي قيمة غذائية لطلاب المدارس،وانما هي عبارة عن مجموعة من "الدكاكين" تحرص على الربح المادي فقط، ونحن من خلالتلك الزيارات وجدنا ان المدارس لا تقوم بدورها في المتابعة المستمرة للمقاصفوالعاملين فيها، وان العاملين في المقاصف لا يهمهم سوى البحث عن الربح المادي بصرفالنظر عن الاشتراطات الصحية المطلوب توفرها، كما ان اولياء الامور مهملون جداً فيالاهتمام بصحة ابنائهم ويحملون المسؤولية الكاملة لمتعهدي المقاصف متناسين بذلكانهم يتحدثون عن صحة ابنائهم، حيث يعجز الأب عن توفير وجبة إفطار لولده من المنزلويكتفي بمنحه مبلغاً من المال ليشتري الطالب ما يشاء من المقصف المدرسي. ويضيف انهذه المقاصف تقدم سندوتشات باردة ولا يتم توفير وسائل لحفظها بالشكل المناسب
مواقع النشر (المفضلة)