5- أسلوب التدليل:
يتمثل أسلوب التدليل التربوي في :
- التراخي والتهاون في معاملة الطفل .
- إشباع حاجاته كلها في الوقت الذي يُريده هو وكيفما يُريد.
- المسارعة في قضاء كل ما يطلبه مهما كان غير مقبول .
- جميع من حوله مجند من أجل طاعته رهن إشارته.
- لا يُرفض له أي طلب مهما كان .
- لا يُوجه له تحمل أي مسؤولية ولا أي عبء وُفق المرحلة العمرية التي يمر بها .
و تطبيق الأهل لأسلوب التدليل التربوي يؤدي إلى ، تأخر في النضج الانفعالي والاجتماعي للطفل ، فهولا يستطيع التحري بسهولة عن أي أمر ، ولا يستطيع الشعور بالمسؤولية ، ولا يُقدرها ، ولا يُقاوم المشكلات الحياتية ، ولا يستطيع مجابهة حالات الإحباط ، فهو دائماً عرضة للاضطرابات النفسية عندما تقف في سبيله عقبة أو مشكلة ، ويغلب عليه الاعتماد على الغير ، مع ضعف الاعتماد على النفس . ويلجأ إلى أسلوب تجنب المشاكل ، أو المخاطر ، أو تأجيل الحلول وإهمالها .
ولعدم الوقوع في خطر هذا الأسلوب التربوي ، على الأهل الاعتدال مع الطفل في تلبية مطالبه ، فلا يكون الحرمان ، أو الإهمال، ولا يصل إلى حدّ التدليل له .
ومن الأساليب النافعة للابتعاد عن أسلوب التدليل ، منع الطفل عن تنفيذ بعض رغباته ، رغم إمكانية تلبيتها ، لتعويده على أن الرغبات في الحياة لا تلبى كلها ، وحتى يتحمل بعض الحرمان ، ليتعّود الجلد والتحمل والصبر ، لأنه لا بد في حياته ، مهما كان مركزه الاجتماعي ، أن يمنع من تلبية كل رغباته ، أو أن يُطاع له كل أمر وطلب .
فإذا نشأ مدللاً ، فإنه سيلاقي الكثير من المتاعب والمشاكل في حياته ، فالأم التي تـُسارع دائماً بتنفيذ رغبات الطفل ، عملاً على إسعاده ، وأداءً لواجبها ، قد تـُسبب له بذلك ، شقاءً ومتاعباً في حياته تفوق السعادة التي توهمت إدخالها عليه. فإذا أرادت أن تـُعطيه دائماً ما ينفعه ، ولا يضرّه ، فعليها أن تـُعطيه من الحب والحنان والعواطف ، لأن كثرتها لا تضر وليس فيها إفراط أو تدليل .
6- أسلوب القسوة:
يتمثل هذا الأسلوب التربوي في شتى أنواع العقاب البدني والمعنوي مثال :
- الضرب بشدة كلما ارتكب أي خطأ .
- التعنيف والقسوة والحرمان في حال الرسوب في الدراسة.
- إيلام النفس من خلال تحقير الطفل ، أو تحقير أعماله .
- التقليل من شأنه بإظهار الكراهية له .
- تخويفه بأمور مخيفة مثل الحرق والحبس في الظلام .
- تأنيبه المستمر وإشعاره بالنقص وبالذنب .
وممارسة الأهل لأسلوب القسوة التربوي ، ينتج عنه نشوء ضمير شديد الحساسية عند الطفل ، يجعله يُحاسب نفسه أو غيره ، على كل صغيرة أو كبيرة بتشدد وانفعال ، كما ينتج عنه الخوف من المحاسبة ، مما يجعله يمتنع أصلاً عن القيام بأي نشاط خوفاً من العقوبة ، ولا يستطيع المطالبة بحقوقه ، كما يخشى إشباع حاجاته خوفاً من العواقب المترتبة على ذلك ، وتكون شخصيته قلقة ، مترددة ، يشعر بالعجز على مواجهة الموقف.
ولكي يتفادى الأهل التأثير السلبي على شخصية أبنائهم ، إذا ما اتبعوا هذا الأسلوب التربوي ، عليهم نبذ القسوة بكل أساليبها مع الطفل ، وإشعاره بالطمأنينة ، والتعامل معه بالتسامح ، خاصة إذا لم يتعمد الخطأ ، أو كرر عن قصد بعض الخطأ ، وإذا عوقب ، لا يكون بالضرب المبرح ، ولا بدوام التأنيب له ، ويكون بالقدر الذي يُشعره بالحزم في أخذ الأمور . ويجب أن يكافئ الطفل على أعماله ويُشجع عليها ، ويرغب في القيام بالمسؤوليات بتحفيزه ومدحه والثناء عليه كلما أنجز عملاً . ويجب أن يجد تقبلاً وتسامحاً في حالات الإخفاق في بعض الواجبات ، ومطالبته ببذل الجهد الذي يُعوّض تأخره في الأداء الناجح للأعمال .
قد يكون أحد الوالدين قاسياً في تربيته للطفل ، ويكون الآخر متسامحاً معه ، أو يمنع أحدهما الطفل عن سلوك معيّن ، بينما يتسامح معه الآخر في نفس السلوك .
هذا الأسلوب المزدوج من الوالدين يخلق عند الطفل ازدواجية في تقييم الأمور ، فيصبح الطفل متذبذباً في سلوكه ، ودائم القلق لعجزه عن إرضاء كلا الوالدين ، أو عجزه عن معرفة السلوك الذي عليه إتباعه ، وبذلك يُصبح صاحب شخصية متقلبة ، بسبب عدم اتفاق الوالدين على طريقة واحدة في تربية أبناءهم .
7- أسلوب إثارة الألم النفسي :
يتمثل هذا الأسلوب التربوي في التالي :
- إشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكاً غير مرغوب فيه .
- إشعاره بالذنب كلما عبّر عن رغبة سيئة .
- تحقير الطفل والتقليل من شأنه .
- البحث في أخطائه ونقد سلوكه .
إتباع هذا الأسلوب التربوي يُفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون متردداً عند القيام بأي عمل خوفاً من حرمانه من رضا الأهل وحبهم له ، وعندما يكبر هذا الطفل تـُصبح شخصيته منطوية ، ويُصبح غير واثق من نفسه ، فيوجه عدوانه لذاته و لا يشعر بالأمان، يخاف كثيراً ، لا يُحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بإنجازاتهم مقابل تحطيمه لنفسه ولقدراته .
ولكي لا يقع الأهل في هذه المشاكل مع أبنائهم عليهم الابتعاد عن أسلوب إثارة الألم النفسي للطفل وعدم التقليل من شأنه أو من شأن تصرفاته ، كما عليهم الثناء على تصرفاته الجيدة وشرح مساوئ تصرفاته غير المرغوب فيها لكي لا يُكررها في مراحل لاحقة ، والابتعاد عن إشعاره بالذنب والضغط النفسي .
8- أسلوب التذبذب في المعاملة :
يتمثل هذا الأسلوب التربوي في عدم استقرار الأب والأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب . فيُعاقب الطفل على سلوك معيّن مرة و يُثاب على نفس السلوك مرة أخرى . مثال : استخدام الأبناء بعض الألفاظ غير اللائقة مع أخوانهم ، نجد هنا أن الأهل يضحكون من هذا التصرف ويُشجعون الأبناء على تكرار ذلك ، أمّا إذا قال الأبناء نفس تلك الألفاظ أمام الناس نجد بأن الأهل يُعاقبون أبناءهم و يوبخونهم بأشد الأساليب . وهنا يتذبذب فكر الطفل ولا يستطيع معرفة الثواب من الخطأ .
ومثل هذا السلوك من قبل الأهل ، يؤدي إلى تكوين شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين .
ولكي يبتعد الأهل عن هذا الأسلوب التربوي و مخاطره ، عليهم تحديد التصرفات المقبولة التي يُثاب عليها الطفل لدى القيام بها ، و التصرفات غير المقبولة التي يُعاقب الطفل لدى قيامها بها . وبهذا التحديد للتصرفات تتحدد معالم التربية لديهم و لا يكون هناك تذبذب بين المسموح و الممنوع أو المقبول والمرفوض .
9- أسلوب الإعجاب الزائد بالطفل :
يتمثل هذا الأسلوب التربوي في تعبير الأهل الدائم على مدى إعجابهم بالطفل وبتصرفاته وبأقواله ، فهم يُعبرون له بشكل دائم عن محبتهم له ، ويتباهون بتصرفاته ويمتدحونه بشكل مستمر .
يترتب عن هذا الأسلوب التربوي أضرار متمثلة في شعور الطفل بالغرور وبالثقة الزائدة بالنفس ، وتكثر مطالبه ، كما تتضخم صورته الذاتية ، وهذا ما يؤدي فيما بعد إلى الإحباط عندما يصطدم مع الناس الآخرين الذين لا يمنحونه ذات القدر من الإعجاب والمدح والحب . وهنا على الأهل ، من الأساس التعامل مع أبنائهم باعتدال في التعبير عن العواطف ، سواءً في حال الخطأ أو في حال الصواب .
ولكي تمرّ مرحلة الطفولة بيُسر وسهولة دون أن تترك أي أثر سلبي على شخصية الطفل في المراحل اللاحقة ، على الوالدين الاتفاق فيما بينهما على الأسلوب التربوي الذي سوف يتبعانه في تربية طفلهم دون إفراطهم في سلوك معيّن . فمن الضروري التصرّف مع الطفل ، أحيانا بقسوة وأحياناً أخرى بلين ، ولكن يجب أن يتمّ ذلك باعتدال دون إفراط لكي لا يؤثر ذلك بشكل سلبي على نموه النفسي والعاطفي والانفعالي والاجتماعي .
منقوووووول للامانة
[/frame]
مواقع النشر (المفضلة)