أغاني راب ( كلاش ) غامد والقلب جامد ,,,,, تسخر من الشباب الكوول ..!!
أثارت مجموعة من الأغاني الشبابية غضب واستنكار أولياء الأمور وذلك لاحتوائها على ألفاظ تصنف داخل إطار الجرأة وعدم الحياء ، الأغاني التي تنطلق منها موسيقى الراب الصاخبة يقوم الشباب بتحميلها من موقع على الانترنت ثم يتبادلونها فيما بينهم بواسطة البلوتوث حتى أنه أصبح من الصعب أن يخلو جهاز جوال لمراهق من الصف السادس الابتدائي وحتى سن الثانوية تقريباً من هذه الأغاني .
وتسخر هذه الأغاني من الشباب الذين تسميهم « كوول « والواد الكوول هو الذي يرتدي الجينز النازل تحت الخصر+ البوكستر +طوق الشعر+ الكدش وتنتقد سلوكياتهم وطريقتهم في الحياة إذ تقول كلمات احدى الأغاني التي ألفها مبتدع تلك النوعية من الأغاني الشاب كلاش الملقب بـ (غامد والقلب جامد) : (بكدش كديش كدشوني كداش) .. ونشأ إثر ذلك فريقان سمى الفريق الأول بـ(عيال الغربية) أبطاله كلاش وبازوكا وشوزن وعبادي، والفريق الثاني ويسمى الثاني (وكر العصفور) وبطله الرئيسي سطام
البداية كانت مع أم محمد التي تنهدت بعمق وقالت وما العمل ..؟ واستطردت ابني التلميذ في المرحلة المتوسطة يمشي طوال اليوم واضعاً الجوال على أذنيه وهو مستمتع بسماع هذه الأغاني واعترفت أن جميع محاولاتها لإقناعه بالتوقف عن سماع هذه الأغاني باءت بالفشل.
أما أم فيصل فتعتقد أن السبب وراء انتشار هذه الأغاني بهذه السرعة هي الموسيقى نفسها فهي شبابية جدا أما عن كلماتها فعلى الرغم من احتوائها على ألفاظ وقحة إلاّ أنها طرحت بشكل كوميدي وطريف لذا وجدت قبولا لدى الشباب، وتضيف إن ابنها التلميذ في الصف السادس يتنافس هو وأصدقاؤه في اقتناء هذه الأغاني أولاً بأول ويأخذونها من موقع على الانترنت وبعدها يتناقلونها عبر أجهزة الجوالات فيما بينهم، وهي تعتقد أن هذه الأغاني منتهى الفساد وتدل على مدى الفراغ الذي يعيشه شبابنا .
(المدينة) سألت الشباب عن هذه الاغاني فقال (غيث): انها موجودة على جوالات جميع أصدقائي وأنا لا أحب أن أكون أقل منهم، وهذه الأغاني شبابية وموضة في هذا الوقت، كما أن هذه الأغاني كلماتها صحيحة في الاستهزاء بالشباب المدلع.
وهذه الأغاني ليست قاصرة على الشباب فقط بل ظهرت فتاة تتغنى بهذه الكلمات ولقبت نفسها بـ(ستروبري فور إفر) وعن هذا تقول (صابرين): (يستاهلوا) لأن مناظرهم صارت زيادة عن الموضة لا أشعر أن هناك فرقا بينهم وبين البنات ومستحيل أن أفكر في الشاب الكوول كزوج لأن شكله يعكس شخصيته.
بينما تؤكد (رندة) في المرحلة المتوسطة عن مدى إعجابها بهذه الأغاني وتحرص على أن تكون كل المقاطع الجديدة موجودة في جوالها بل وتسمعها أمام والدتها بالرغم من معارضتها الدائمة.
وفي نقاش جمع بيني وبين مجموعة من الشباب في إحدى المقاهي روى الشاب هيثم قصة هذه الأغاني قائلاً : البداية كانت أغنية حملت الكثير من معاني الاستهزاء على سلوكيات معينة في المجتمع السعودي، وبعدها ظهر فريق (كلاش) وأصدر أول مقطع له وأصبحنا نحن الشباب نحرص كل الحرص على متابعة الجديد ، بعدها اكتشفنا وجود موقع لهذا الفريق على الانترنت يمكن لأي شخص الدخول عليه وإنزال هذه المقاطع .
ويرى عبد الله أن هذه الأغاني تنشر العنصرية والتمييز والنزعة القبلية، فاحدى الاغاني تقول (حين يعرف كلاش أن الكوول كائن....لو تسألوا عن أصله يقول ما أدري) فما دخل الأصل في التعريف .. هذه منتهى العنصرية ، ويضيف : أحد المقاطع يقول أن الكوول يلبسون البطلون ذا الخصر النازل فهل كل شاب ارتدى بنطلونا خصره نازل غير سوي؟ أنا واحد من الشباب الذين يلبسون الجينز خصر نازل فأين المشكلة في ذلك)
يستطرد : لكن من ناحية أخرى قصر مجموعة من أصدقائي بعد أن سمعوا هذه الأغاني شعورهم حتى يتجنبوا السخرية ، وأعتقد أن (كلاش غامد والقلب جامد) استطاع بهذه الطريقة أن يصل إلى شريحة كبيرة من الشباب
ويؤكد محمد على انتشار هذه المقاطع عند عدد كبير من الأولاد حتى صغار السن الذين أصبحوا يتغنون عندما يرون شابا شعره كدش بقولهم (كدش كديش كدشوني كداش)
وأجمع عبد الله وهيثم ومحمد أن اللبس يعتبر حرية شخصية وكل شخص حر في شكله ورغم أنهم غير مؤيدين للكلمات البذيئة الموجودة في هذه الأغاني إلاّ أنهم يسمعونها حتى لا يصفهم أصدقاؤهم بالجهل وعدم معرفة الجديد من الموضة ويرى ثلاثتهم أن على الفريقين (كلاش) و(وكر العصفور) أن يتوقفا عن الردود على بعضهما حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه أو نقترح أن يغني شخص يدعوهم إلى التوقف والمصالحة لأننا في النهاية نحن أبناء وطن واحد ومسلمون.
وأرجع الدكتور خالد باحاذق مدرب واستشاري اجتماعي ظاهرة اتباع الشباب لهذه الموضة أو انتشار مثل هذه الأغاني إلى أن مجتمعنا يمر الآن بمرحلة انتقالية بسبب المفاهيم التي انتشرت بيننا وجعلتنا نرى كل من يخرج عن المألوف شاذا وتصدر ضده أحكام كثيرة معظمها خاطئ.
وبالنسبة لهذا الشاب المسمى بـ (كلاش) لو اقتربنا منه وتعمقنا داخله ولامسنا قلبه وليس عقله وأشعرناه أنه إنسان له قيمة فإنه سيخجل من هذا السلوك وهذه الألفاظ
وأكد ضرورة أن يتم توجيه النصح للشباب بأساليب واعية مقبولة وليس بالنقد الدائم الذي لا يحقق إلا العناد .. ولا بد أن يسبق التوجيه اشادة بمزايا الشخص ثم يبدأ لفت نظره إلى السلبيات.
واستطرد نعم سلوكيات بعض الشباب خاطئة لكن يجب مواجهة هذا بالحكمة والإقناع ، وعند الحديث عن الذوق العام والموضات السائدة يجب علينا ألا نربط ذلك بكون المسايرون للموضة شواذ أو بلا أخلاق نعم قد يكون شكل لبسهم غير متناسب مع الذوق العام لكن لا علاقة لهذا بالنواحي الأخلاقية أو العرض.
وأضاف نحن بحاجة لأن نتفاعل مع هؤلاء الشباب لأن قلوبهم يملأها الخير الكثير ولديهم الاستعداد لأن يكونوا على ما يرام بشرط أن نتعامل معهم بالطريقة الصحيحة.
م ن ق و ل
مواقع النشر (المفضلة)