الإســـــــــــــــلام
بين
حركية العقيدة ورهبانيتها
لقد تشكلت المجتمعات الإسلامية وتباينت تباينا وصل حد التناقض في كثير من الأحيان وذلك لأن رائدها في ذلك وقائدها خلوها من النظرة الشمولية لحقيقة منهاجها الإسلامي وإرثها النبوي الذي هو أصل فلاحها وسبيل صلاحها فنجدها استسلمت للهوى وتجردت من احترام الذات وسلبت حتى اصبحت راياتها متعددة وأهدافها متباعدة مشتتة تبعا لظروفها الفكرية منها او السياسية أو الجغرافية و حتى الإقتصادية المادية وتحقق فيها قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23) سورة الجاثية
فلم تكن الأهواء لتتفق أبدا ولو اتفقت جدلا لم تسلم من اختلاف الأمزجة وتنوعها ولذلك وجب ان يكون للبشرية منهجا هو الحقيقة المطلقة التي توزن عليها كافة الأقوال قبل أن تترجم أفعالا في أرض الواقع "الكتاب والسنة" ومن هنا أقول.......................
إن المجتمعات الإسلامية افتقدت سبيل وحدها وأهملت طريق نجاتها فأصبح أصلحهم ينظر لذاته كما ينظر له غيره أن الإسلام طقوس تعبدية ورهبانية انعزالية لا تتفاعل مع الواقع مؤثرة فيه بل إنها تتأثر تبعا لأحواله وتحركات جماهيره فرأيناهم كثر أولئك الذين اتخذوا الرهبانية منهجا في واقعهم وسلوكياتهم ثم لما تقررهم بهذه المسألة وتقول:
إنكم تمارسون الرهبانية الفردية المنغلقة على نفسها اجابوك بصوت عال.....................لا لا نحن لسنا كما تقول بل نحن ننزل للعامة ونتفاعل معهم ونؤثر فيهم وندعوهم وندعوا لهم و..................و.........و..... ويغرقونك بكلمات كثيرة وجمل غزيرة كلها تخلوا من المضمون السلوكي الملموس لأنهم وباختصار اقاموا منهج الإسلام على الظاهرة الصوتية التي لا تتعدى موجاتها طبلة آذان المتلقين فهم بذلك كمن يقدم للأعمى دربيلا يقرب به سواد الظلمة في عينيه!!!!
إن الأمة تفرقت وذلت وهانت بسبب خلوها من القدوات الذين تخلوا بدورهم عن أصل العقيدة الإسلامية الحركية التي تطلب منهم وهم ينظرون للإسلام ان يقيموا منهجا حركيا تفاعليا يكونون أصحاب السبق في امتطاء صهوته سيما أننا وفي هذه المرحلة بدأنا نلحظ من اولئك القدوات من يميعون حقيقة العقيدة الإسلامية ومسلماتها ويجعلونها في نظر كثير من الدهماء ضربا من الآراء والمقترحات التي يعتريها الخطأ أكثر من الصواب ويجب أن تتطور العقائد الثابتة المسلمة تبعا لتطور الواقع وتسارع الزمان !!!
وعجبي من أولئك الذين لم يصرحوا ولن يصرحوا بذلك التغير في نفوسهم علانية تحويرهم نصوص الكتاب وأحاديث السنة النبوية ليجنبوا أنفسهم صداما ومعارك فرضت عليهم كونهم الخاصة أومن بيدهم معين الأمة من العلم والفهم لحقيقة الدين وأنا هنا لا أحملهم فوق طاقتهم ولكني أقول ............إن كان من ضعف وهوان بكم جعلكم تتقاصرون عن الإقدام ولا تتجاسرون على المواجهة فما من سبيل لكم أو عذر يدعوكم لتؤزوا النصوص أزا لتوافق هوى هذا أو رغبة ذاك !
واعلموا أن دين الله علي شامخ سامق المقامات وواجبكم أن ترتقوا بالأمة لتبلغ الدين في علياءه لا أن تهبطوا بالدين ليوافق الجاهلية وواقعها اليوم ولذلك نجد أن الأثر المترتب على جماهير الأمة الإسلامية ومجتماعتها هو مزيد من الإنحطاط ومظنة السلامة والتفاؤل بالنصر في الوقت الذي لم يتخذ للنصر أسبابه ولما تقوم الأمة ببناء أصله وأساسة ومع يقيني بنصر الله وإعلاء دينه إلا أني أيضا على يقين أن الحلم مهما كان جميلا في السبات فإنه لا يحقق في الواقع المجرد من العزيمة أي نتيجة فعلى العلماء أن يسعوا للبيان وأن يقولوا لا يخافون في الله لومة لائم وأن يذكروا قول الله تبارك وتعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (174) سورة البقرة
وعلى العامة أن تسعى للتغيير باتباع السبيل الموصل إليه وأن يذكروا قول الله تبارك وتعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (53) سورة الأنفال.
فعندها يتحقق في الأمة جمعا نصر الله تبارك وتعالى ويتجلى ذلك في قوله تبارك وتعالى: { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحـج
أسأل الكريم المنان أن يعجل بفرجه وأن ينصر أمته عاجلا غير آجل وأن يفك عن إخواننا في غزة ويزيدهم من لدنه ثباتا ويعينهم على اليهود الغاصبين وها نحن في أيام فضيلة فلا تنسوهم من صالح دعائكم وإخوانكم المسلمين والعبد الفقير كاتب المقالة .
مواقع النشر (المفضلة)