على الطرف الغربي لمدينة بلجرشي يتربع حزنة طودا شامخا على اكتاف سلسلة جبال السراة
العملاقة ومن تحته مدينة المخواه بتهامة .... يتبادلان همسات المودة والعطف والشوق على
جدار الزمن الصامت.
أبصرتُ حزنة بالعلياء عملاقا = يهوى مبادلة الجوزاءِ أشواقا
إني أرى جبلاً قد شالهُ جبلُ = والشيخُ حزنة فوق الكل رنّاقا
طوداً تطاول في تيهٍ وفي صلفٍ = قرب الشّفير أشم الانف برّاقا
تلك الجبالُ توارت دون قامته = أسراب ظبيٍ طواها البعدُ إرهاقا
يعلو السحاب ويمضي في مهابته = قد جاوز المجد أرداناً وأعناقا
طالت ذؤابته في الجو سامقةً = منقار نسرٍ أمال الرأس إطراقاً
يلتفه الغيمُ بالأحضان يأخذه = طفلاً لففت على عطفيه أطواقا
تهامة القاع غذتها ودائقهُ = حتى جرى السهلُ أنهاراً أوساقا
الماء يدفق من أردان جبّتهِ = والأرض من تحتُ أفواهاً وأشداقا
قال الصحابُ وشمس العصر تسفعنا = غُذّوا بنا السير للهاماتِ سُمّاقا
هل يُمتطى النسرُ؟ والعقبانُ تفزعه = أم يُركبٌ الغيمُ فوق الغيمِ أطباقا
خلّوا سبيلي فإني لا اجاملكم = قلبي وربي قد ألفيتُ خفّاقا
يكفي من المارد الجبّار مقربُهُ = إن عزّ وصلُ أجلنا العين أحداقا
أبصرتُني وكأني فوق غُرتهِ = عِلقٌ تعلّق في الأجواء نطّاقا
هذي تهامةُ من تحتي وبلجرشي = تحنو عليها فقد لامستُ إشفاقا
أرنو بطرفي إلى المخواة من شهقٍ = لا شيءَ أبصرُ لا إنسا ولا طاقا
أنى تلفتّ من حولي أرى سُحبا = والطيرُيحضرني فرداً و أجواقا
أرض السراة تمطّى في مرابعها = حشدُ الضباب فساح الغيثُ دفّاقا
سبحان من سخرّ الأجرام يكلؤها = حتى بدت في رحاب الكون أعلاقا
شعر مصطفى عيد الصياصنة
مواقع النشر (المفضلة)