الذبحة الصدرية
تعمل عضلة القلب كمضخة لتوصيل الدم إلى جميع أنحاء الجسم و تحصل عضلة القلب على ما تحتاجه من طاقة "أوكسجين " لأداء تلك المهمة عن طريق الدم الذي يصلها عن طريق الشرايين التي تغذيها و عددها ثلاثة تسمى بالشرايين الإكليلية أو التاجية ، و الذبحة الصدرية أحد الأمراض الناتجة عن عدم التوازن بين استهلاك القلب للغذاء و نسبة وصول الغذاء إليه و هي في الغالب تكون نتيجة تصلب و ضيق الشرايين التاجية مما يمنع وصول الدم بصورة كافية و أحيانا يكون السبب زيادة كبيرة في حاجة القلب للغذاء " الأوكسجين " بالرغم من كفاءة الشرايين التاجية مثل حالات تضخم القلب نتيجة لارتفاع الضغط أو لاعتلال عضلي .
الأعراض :
آلام مميزة الطابع في الجانب الأيسر من الصدر و خلف عظمة الفص يكون الألم من النوع الضاغط ، و قد يمتد إلى الكتف الأيسر و أسفل الرقبة و الفك الأسفل وإلى اليد اليسرى و أحيانا قد يمتد إلى الظهر أو أعلى البطن وهناك صفة شبه دائمة في أغلب الحالات و هي حدوث الألم مع الجهد و زواله بانتهاء الجهد أو الراحة .. و هناك بالطبع أسباب عديدة أخرى لآلام الصدر و لذلك فمن الضروري استشارة الطبيب فورا لإجراء بعض الفحوصات الأخرى
أسباب الذبحة الصدرية :
يشكل تراكم المواد الدهنية على جدار الشرايين التاجية و الذي يبدأ في عمر مبكر قبل مرحلة البلوغ أحد الأسباب الرئيسية للذبحة الصدرية فمع امتداد الترسب الدهني مع حدوث مضاعفات داخل هذا الترسب منها النزف و التقرح و التكلس مما ينتج عنه في النهاية ضيق شديد في الشرايين أو انسداد كامل مما يؤدي لظهور الأعراض ، و هناك عوامل خطورة تؤدي إلى سرعة حدوث تصلب الشرايين مثل تقدم العمر و الجنس " تحدث أكثر في الذكور عن الإناث خاصة قبل انقطاع الحيض لديهن " .
و هناك أيضا ارتفاع نسبة الكولسترول، ارتفاع ضغط الدم و التدخين و التي تشكل دورا رئيسيا في حدوث الذبحة ، كما أن هناك عوامل ثانوية أخرى منها انخفاض نسبة الدهون الثقيلة الكثافة في الدم ، حدوث تصلب الشرايين التاجية في العائلة و خاصة في السن الصغير و داء السكري، البدانة أو السمنة المفرطة ، قلة الحركة و بعض الأنواع من الإجهاد الذهني أو النفسي .
و ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم تعني نسبة الدهون الكلية في الدم و هي تختلف باختلاف العادات الغذائية بين الشعوب و تزيد نسبتها لدى الشعوب التي تتناول الكثير من الأغذية الحيوانية و تقل بكثير لدى الشعوب التي تتناول الأغذية النباتية .
و قد أثبتت الدراسات و الأبحاث ان ارتفاع نسبة الكولسترول يزيد من احتمال الإصابة بتصلب الشرايين و ترتفع نسبة الإصابة كلما ارتفعت نسبة الكولسترول في الدم و النسبة المفضلة في الدم هي أقل من ( 200 % ) ملجم أما إذا ارتفعت عن ( 240 % ) ملجم فيفضل الالتزام بالحمية الغذائية و لو كان هناك أكثر من عامل خطورة ، فيجب استشارة طبيب لوصف الطريقة المثلى للتحكم في النسبة العالية و ارتفاع ضغط الدم يعد عامل خطورة هاما لحدوث الذبحة الصدرية لما يسببه من عدم انتظام في تدفق الدم داخل الشريان مما يسبب تغيرات داخل بطانة جدار الشريان و يزيد من تصلب الشرايين التاجية ، كما أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من عمل البطين الأيسر و يؤدي إلى تضخمه و زيادة حاجته للأكسجين .
أثبتت الأبحاث العلمية بما لا يدعو للشك ان احتمال الوفاة الناتجة عن انسداد شرايين القلب تزيد بنسبة تصل إلى ( 70 % ) سنويا لدى المدخنين عنها لدى غير المدخنين ، كما ان نسبة الموت المفاجئ لدى المدخنين سنويا هي أكثر من الضعف عنها في غير المدخنين .و التدخين يؤدي إلى نسبة التصاق الصفائح الدموية في الدم أو تقلص الشرايين بسبب النيكوتين و هو له تأثير قابض قوي ، كما يؤدي التدخين إلى انخفاض نسبة الأوكسجين نتيجة استنشاق أول أكسيد الكربون الموجود في السجائر ، كما أثبتت الدراسات العلمية ان خطر التدخين على الشرايين التاجية يقل بالامتناع كلية عن التدخين أو مجالسة التدخين.
تخطيط القلب مع المجهود
نظرا لصعوبة الحصول على تخطيط للقلب أثناء حصول الألم فيمكن إجراء إجهاد عضلي بالركض على سير متحرك مما يزيد من سرعة ضربات القلب و يرتفع ضغط الدم مما يؤدي إلى زيادة حاجة القلب للأوكسجين فإذا كان هناك قصور في وظائف الشرايين التاجية فيحدث تغيرات مميزة في تخطيط القلب تدل عليه و تبلغ حساسية هذا الفحص في تشخيص الذبحة الصدرية حوالي ( 65 % ) فقط أي انه من المحتمل أن يكون الفحص سالبا في ( 35 % ) من المرضى الذين لديهم تضيق في الشرايين التاجية .
العلاج :
ينقسم علاج الذبحة الصدرية إلى ثلاث طرق :
العلاج الطبي :
و الهدف الرئيسي منه هو إعادة التوازن بين حاجة القلب للأوكسجين و ما يصله في وجود التضيقات من الشرايين التاجية و ذلك بإعطاء أدوية تبطئ من سرعة نبض القلب أو تخفض من ضغط الدم أو تخفف من الحمل الحجمي على القلب بتوسيع الأوردة في الجسم و هي كلها عوامل تزيد من حاجة القلب للأوكسجين ، أيضا استعمال الأدوية التي توسع الشرايين التاجية نفسها و تمنع تقلصها و تخفف من الضغط داخل جدران القلب و في العادة نحتاج إلى أكثر من دواء للتقليل من أو التحكم في أعراض الذبحة الصدرية .
العلاج بالقسطرة :
و تتلخص الفكرة في كيفية زيادة الدم الواصل إلى عضلة القلب و ذلك عن طريق توسيع الشريان التاجي باستعمال البالون أو إزالة الرواسب الدهنية من جدران الشريان عن طريق جهاز كحت أو بتركيب الدعامات المعدنية لمنع التضييق الشريان مرة أخرى.
العلاج الجراحي :
و ذلك باستخدام وريد من الساق أو شريان الصدر و توصيله من الأبهر إلى ما بعد منطقة التضييق في الشريان التاجي لحين وصول الدم إلى عضلة القلب و يفضل إجراء العملية الجراحية عند وجود تضيقات عديدة في الشرايين التاجية أو تضييق في الشريان التاجي الأيسر الرئيسي .
مواقع النشر (المفضلة)