بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نسأل الله الإعانة والتوفيق ..
مسكين ذلك الأب .. كان يتمنى أن يرى ابنه وفلذة كبده وقد أصبح كبيراً ... يساعده ويعاونه
ويرد له ولو شيئاً من الجميل .... فيفتخر به أمام الناس ..
بل ويتمنى لفلذة كبده أفضل مما يتمناه لنفسه .. ويدعو الله أن يصبح ابنه أفضل منه .. !!
لكن دعونا من هذا الأسلوب ..
فنحن نريد أن نكون واضحين جداً لكي نرى الحقيقة ... ونصل للهدف ... وتسهل علينا الحلول ...
تربية الأب لأبنائه أمر مهم للغاية .. ويحرص عليه كل عاقل يعرف جيداً عواقب الأمور ويحسب لها حساباتها ..
وسنتناول في هذا الموضوع مشكلةً خطيرةً نجدها في كثير من الآباء ... وما سنتكلم عنه ناتجُ عن قصص عايشناها ونعرف أصحابها ..!!
الأب والأم لهم الدور الأكبر" بل وغالباً لهم الدور كله " في تربية أبنائهم .. والجميع هنا يعلم مامعنى " التربية الحسنة " وماهي نتائجها على الأبناء أو أهلهم أو حتى مجتمعهم ووطنهم .. " طبعاً ديناً ودنيا "
ليس هذا موضوعنا ..
والأم أيضاً خارج الموضوع ..
وواضح مما سبق أننا نريد الحديث عن الأب خصوصاً .. وستكون هنالك نوع من الصراحة فيما سنكتب إن شاء الله ...
والهدف من الموضوع " تحذير وتنبيه وبحث عن حل "
الأب قد يكون هو المربي الذي يستطيع رؤية تصرفات أبنائه خارج المنزل وداخله .... وهنا نقطة مهمة يُبنى عليها الموضوع ...
بعض الآباء على نياااااااته أو طيب قلب زيادة عن الحد أو ضعيف شخصية !! خلونا نقول على نياته ..
وكثير من الأبناء يستغل هذه النقطة في سبيل خداع والده .. فيمرر الأبن و " يمشّي " على والده كثير من الأمور وبأبسط صورة ..
طيب أبن يدخن ووالده لايعلم بذلك !! ... والسبب الوالد يسأل أبنه وش هالريحة فيرد عليه: من فلان من الناس قابلته وهو يدخن .. فيقتنع الأب مباشرة !! .
بنت تكلم مكالمات " بكثرة " ولايأتي أي اهتمام من الأب ولمن هذه الاتصالات ؟!!
قد تجدون للأب في هذه الحالات التي ذكرناها عذراً أو " مخرجاً " بسيطاً ..
لكن سنذكر حالات تعجز العقول عن تصرفات الأب فيها وبماذا يشعر ..!!
عائلتين و" الآباء أشقاء "عند الذهاب لرحلة بالسيارة يضعون الأبناء " ذكوراً وإناثاً " - وبمختلف الأعمار - في سيارة و"الشيبان" في سيارة ... ونحن بدورنا نقول رحلة موفقة إن شاء الله ...
أب يرى عبارات الحب والغرام على ورقات ابنه أو حتى بنته ولايحرك ساكناً ... !!
أب تدور حول أبنائه الخطورة ومن شباب آخرين " نيتهم خبيثة " ولم يفسر هذا التفسير( خطورة الأمر ) حتى بمجرد رؤية وجوه أصدقائهم والحكم عليهم !! .. ولم يأتي في باله تفكير أو اعتقاد بخطورة الموقف وإذا سألته قال : شباب الله يوفقهم مساكين .. !!
أب " الذئابة " تحوم حلول أبنه ولايأتي بباله خطورة الأمر !!... وأجزم أن لسان حاله يقول هذولي صغار مايعرفون شيء !! ..
وغير ذلك كثيييييييييييييييييير من المواقف ،،
أجرينا لقاء مع مشرف حلقة قرآن وهو كما نعلم قريب من شباب الحي أو الشباب القريبين من المسجد ويعلم كثيراً من الأمور .
فكان هذا رأيه في الموضوع :
أولاً : أسباب الوقوع في هذه المشكلة :
1 – ضعف الوازع الديني .
2- الثقة المفرطة ، وأنا أقول الثقة المفرطة وليست المفرطة لأن الثقة يجب أن تكون عند الأب تجاه أبنه وابنته لأنه لو لم يكن هنالك ثقة فهذا يؤثر سلبي على على الابن أو البنت وقد كان عندنا شاب ذكي ومحترم ولكن يحب العزلة وكانت شخصيته ضعيفة " يستطيع غيره أن يتحكم فيه " . ولم أكن أعلم ماهو السبب حتى أتى ذلك اليوم الذي قال لي فيه أن أبي لايثق بي فعرفت سبب العزلة وضعف الشخصية . أما الثقة المفرطة فهي مشكلة تجعل الأب يرى بعين واحدة وهي أن ابني صادق ولا يكذب علي .
وسبب الوقوع في هذه الثقة المفرطة :
أ – ضعف شخصية الأب .
ب – أن الابن كان صادق مع الأب في بعض القضايا مما زاد هذه الثقة .
ج – أن يكون الابن متفوق في بعض مناهج الدراسة مما زاد هذه الثقة ، ومما جعل الأب يعتقد بان ابنه أو بنته من أحسن الناس وأفضلهم .
د – قد يكون الأب قد تربى على مثل هذه الثقة المفرطة وكان أهلاً للثقة ويظن أن ابنه مثله .
3 – عدم معرفة الأب بما يُسمى بـ " ثقافة الشارع " . بمعنى عدم معرفة الأب بأبناء الحي وماذا يحدث فيه .
وسبب الوقوع في مثل هذه المشكلة :
أسباب خاصة
أ – انشغال الأب سواءاً في طلب الرزق أو الوقوع في بعض المحرمات كسهر خارج اليبت مثلاً .
ب – التربية الخاطئة للأب نفسه ( قد يكون والد الأب كان يمنعه من الشارع فلما أصبح له أباء قال أريدهم أن لا يعانوا ماعانيت )
ج – عدم وجود " حب حقيقي " بين الأب وابنه مما يجعل الابن يتردد في طرح مايحدث له في الشارع على والده والسبب في ذلك جفاء الأب وشدته .
أسباب عامة
أ عدم التحدث في خطب الجمعة عن بعض القضايا والمشاكل التي تحدث في الحي ، من أجل تحذير الآباء وتنبيههم .
ب – عدم وجود مايُسمى " مجلس الحي الذي يُناقش فيه مشاكل الحي " .
ثانياً : الحل
1- تقوية الوازع الديني لدى الأب .
2- تعليم الآباء حقوق الأبناء عليهم .
3- توعية الأب بمعنى الثقة المتوازنة " الإفراط ولاتفريط " كأن يُقال للأب نشكرك على هذه الثقة وعلى زرعها في ابنك ولكن أعلم أن من تمام الثقة أنك إذا لاحظت على ابنك خطأ معين ( مثل وجود رائحة دخان ) أنك تتأكد كيف وصلت له هذه الرائحة ولاتعتمد على جوابه فقط .
وتوعيته بأن زيادة الثقة قد تؤدي بالابن أن يقع في مشاكل كثيرة كثيرة .
4 – تعليم الأب ماذا يحدث في الشارع من مشاكل وقضايا خطيرة قد يجهلها وذلك بطريقتين :
أ – مباشرة : كأن يتم ذلك من قبل إمام المسجد أو من أصدقاء الوالد وإخباره مايحدث .
ب- غير مباشرة : - عن طريق المسجد كخطب وكلمات
في مجالس عامة التي يكون فيها الأب وتُطرح القضية أمامه كي ينتبه لها دون التصريح بأنه المقصود .
- عن طريق مجلس الحي إن وجد
كما سألنا أحد الإخوة المعايشين لواقع الشباب بكثرة فقال لنا :
لاشك أن الولد يتمنى دوام هذا الحال لأنه يعتبر نفسه في مأمن من العقوبة والخطر في ظل ذلك الأب الغافل ...
فتبقى القضية في أقارب ذلك الأب ممن اطلع على الوضع وأحس بتلك المشكلة ...
ومما لاشك فيه أن البشر متفاوتون ...
فإن كان ذلك الأب ممن ينفع معه التوجيه المباشر والكلام الصريح فلا بد منه وهو الأولى ... فتوضح له الأمور على حقيقتها وتضرب له الأمثلة الواقعية من حال أبنائه ويبين له الأمر بكل تجلياته وتفصيلاته ، ويلفت انتباهه حتى يرى الأمر عياناً .
وأما المشكلة العويصة والداهية المريبة فهي إن كان الأب من النوع الذي لايعرف ولايعرف أنه لايعرف بل ولايريد أن يعرف أنه لايعرف ...
فهنا يحتاج إلى أسلوب خاص وطريقة فريدة ...
ففي هذه الحالة يمكن أن نمارس الطرق غير المباشرة معه ، من حديث غير صريح ، وذكر قصص مشابهة يفهم منها المقصود لكنها لاتصرح بالمراد ، أو إخبار من له احترام عند الأب ليحاول تفهيمه بطريقة غير مباشرة أيضاً ، بل ومن الممكن أن نمارس دوراً أكبر فنخاطب خطيب المسجد الذي يصلي فيه الأب ليتحدث عن الموضوع أو إمام المسجد ليلقي كلمة عن الأمر .
علماً بأن الطرق كثيرة وتختلف من شخصٍ لآخر ومن بيئة لأخرى ... والشخص أدرى بوضعه وبما يناسبه من تلك الأمور بل قد يجد في غيرها ما هو أولى منها .
ظلّ بعض الأبناء يمارس دوراً، قد لا يتوافق مع المثالية التي يفترض أن تكون وساماً على مثله، وخلقاً يعرف به؛ ارتجالية في الأعمال، وعشوائية في الإدارة، فلنسأل أنفسنا: من كان السبب في هروبهم بعيداً عنا؟! ولماذا آثروا البعد عند تلوّن الأحداث؟! مع ما يقاسونه من متاعب الطريق.
إنّ مما ينبغي ألا نتناساه، أنّ مشاركتنا لهم في أفراحهم، ومشاطرتهم في أتراحهم، وإشباع رغباتهم، والتغاضي عن بعض زلاتهم، من شأن ذلك أن يسهم في تحقيق السعادة، وتقوية العلاقة.
حقيقة التربية إحياء لغة الحوار بين الملقي والمتلقّي، أباً كان أو معلماً، فالسلبية التي يعيشها الأبناء، نتيجة تجاهل الآباء لبعض ما يعانونه من مشاق الحياة. فمثلاً عند وقوع مكروهٍ ما، عادة ما يلجأ الأبناء إلى أصدقائهم في حلّ مشاكلهم، أو التخفيف من معاناتهم، وهذا قد ينعكس سلباً على الأبناء، فالصديق قد يحمله على رأي، أو مشورة عاطفته تجاه ما يلقاه صديقه.. بل لعله اعتاد أن لا يسمع من خاصّة أهله من يسليه، أو يواسيه، أو على الأقل يتوجّع له!.
ومشكلة أخرى؛ يجد البعض من الأبناء - كلما بعُد عن البيت - فسحة في الترويح عن النفس فما السر؟!
جدُّ غريب! لكن ربما لأنه تحرّر من مملكة السيطرة.. حيث البعض من الآباء لا يزال يتعامل باللغة الحاسوبية، تحت ما يسمى بقائمة الأوامر!.
وشيء آخر لا يقلّ أهمية عنه؛ هو افتقارنا إلى فنّ الإصغاء.
ربّما كان الحامل لهؤلاء حكمة الشيوخ، وهي وإن أفادت: "من كان أسنّ منك، لزم أن يكون أحكم منك! " لكن هذا لا يعني أن يصبح حديثه على هامش الحياة.
وأقول: إنّ بمقدور كل أب أن يصنع من نفسه في داخله زنزانة، يحتجز فيها فلذة كبده، متى كسر حاجز الرسمية، واعترف بضرورة التربية.
المصدر /من موقع المربي .
هنا وصلنا للختام
وقد طرحنا مشكلة كبيرة تهم الجميع ، وكما قلنا أننا نشاهد عواقبها في حياتنا اليومية
حاولنا أن نطرحها بشكل واضح وواقعي وحاولنا أن نأتي بالحلول والتعليق من أُناس أقرب لواقع الشباب ،،
هذا ما استطعنا جمعه في هذا الموضوع ،،
على أمل أن نرى منكم تعديل كل معوج ، وتسديدنا إن كان هنالك خطأ ..
ومنكم يا أخوه... نريد أن نقرأ تعليقاتكم حول هذا الموضوع الخطير ..
ماهو التعامل الأمثل مع مثل هؤلاء الآباء !!
وماهو الحل في رأيكم !!
مع خالص شكرنا لكم ...
م...ن
مواقع النشر (المفضلة)