وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


كشف ربنا عز وجل خطة الشيطان في تحقيق أكثر الجرائم والفساد، وهدم أخلاق الأمم والشعوب، وتدمير الدين في النفوس ، ألا وهي الخطة الشيطانية في تعرية بني آدم من ملابسهم التي تستر عوراتهم، قال تعالى : " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لبسهما ليريهما سوءاتهما ".
واتبع الشيطان في خطة العري سياسة الخطوة خطوة ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان" ، فهو يظل يوسوس ويوسوس حتى يقع الإنسان في الخطوة الأولى ثم يتركه عليها زمناً ليعوده عليها ، فإذا وجده قد اعتادها بدأ في الخطوة التي تليها وهكذا يتدرج بالإنسان حتى يحقق أهدافه النهائية ، دون كلل أو ملل فصبره طويل لا ينفد .

وكانت أولى خطواته لتعرية المرأة المسلمة تبديل مفهوم اللباس والحجاب من كونه أمراً إلهياً وشريعة دينية إلى أنه عادة شعبية وتقليد وطني ، ومن كونه وسيلة لستر المرأة وإخفاء زينتها وجسمها عن الرجال الأجانب طاعة لله تعالى إلى كونه غاية وزينة في ذاته .. لذا أصبحت المرأة تقارن ملابسها بملابس غيرها من النساء لأجل لفت الأنظار والتباهي والتفاخر أمام الآخرين.

وسعياً إلى تبلد حس المسلم والمسلمة من النظر إلى مناظر التعري استخدم الشيطان وأعوانه وسائل الإعلام المختلفة في إثارة الغرائز من عرض الصور شبه العارية والعارية عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال البرامج والمسلسلات والمجلات النسائية وعروض الأزياء وغيرها .. وأثناء ذلك نفذ الشيطان خطة أخرى لتبليد الحس الإيماني في النفوس من خلال تحبيب المرأة المسلمة للسفر إلى الخارج من أجل السياحة والاستجمام ومشاهدة البلدان ، وأثناء ذلك تعودت الأنظار المحتشمة على رؤية مظاهر التعري، كما تعودت على عدم لبس الملابس المحتشمة حتى لا تلفت أنظار الآخرين إليها.

ونتيجة لذلك كشفت المرأة المسلمة عن كفيها ورضيت بمشاهدة الرجال إليها ، بل وسمحت لغير محارمها بملامستها أثناء البيع وتبادل الأوراق وغير ذلك. ثم سهل عليها قص أكمام الذراعين وزين لها أن تبديهما من تحت عباءتها حتى تغري الرجال . ثم دعاها إلى كشف الرقبة والنحر وتقصير الخمار لتظهر الرقبة والصدر. وأثناء هذه المرحلة ابتدع الشيطان محلات الكوافير والتجميل والمشاغل النسائية، وزين للمرأة لبس الكعب العالي، الذي ينادي أنا هنا أنظروا إلي أيها الرجال!! ثم زين للمرأة بأن تضيق لباسها حتى تبدو رشاقتها فسهل عليها لبس البنطلون والجنيز والألبسة الضيقة. فهي تغطي وجهها ولكنها تمشي وكأنها في صالة عرض لجسمها وأزيائها، وتلبس العباءة المخصرة والقصيرة والجذابة لتخضع لها القلوب الضعيفة.

بعد ذلك انتقال الشيطان إلى غطاء الوجه وبدأ فيه بنقاب صغير تظهر منه العينان فقط ، ثم أثار في المجتمع جدلاً حول حكم تغطية المرأة لوجهها ، مما سهل تنفيذ خطوته التالية وهي توسعة فتحتي العينين ليبدو ما حولهما ، لذا أغراها بتجميل عينيها بالكحل والمسكرة للرموش حتى تظهر جمال عينيها وتغري من يراها سواء من الرجال أو النساء، ثم اخترع الشيطان فتنة جديدة وهي لثام الوجه ، تضعها أو لا تضعها متى تشاء وعند من تشاء وتغري به من تشاء، وأثناء ذلك أقنع الشيطان الأم المسلمة بأن تلبس بناتها الملابس القصيرة والبنطلونات ، بحجة أنهن صغيرات ولا يدركن معنى الثياب القصيرة وشبه العارية، وكبرت الصغيرات وهن لا يزلن يلبسن تلك الملابس لأنهن تعودن عليها . تقول إحدى الفتيات : ( تعودت منذ صغري على ارتداء ملابس العري، ولم أجد أحداً من العائلة ينصحني أو يردعني ، وبمرور السنوات اعتبرت ذلك طبيعياً ، وأصبحت أشعر بالمتعة عندما أرى الشباب يجرون في ركابي ويهتمون بملابسي ومظهري وجمالي، إلى درجة إني أتعمد أحياناً استفزازهم حتى ينظروا إلي أكثر من غيري من الفتيات ).

وأثناء هذه الخطوات الشيطانية عود الشيطان الرجال والنساء وأفراد المجتمع على هذه المظاهر ، ثم ابتدع للمرأة المسلمة غطاء خفيفاً جداً على الوجه ليظهر كامل الوجه من تحته، بما فيه من مكياج وروج وألوان ، بما ذلك لبسها للأزياء والملابس السابقة، إضافة إلى استخدام الروائح والعطور عند خروجها للأسواق والأماكن العامة ، وبعد زمن ليس بالطويل غير الشيطان مبادئ وقيم كثير من أفراد المجتمع مما جعلهم مهيئين لتقبل الخطوة الشيطانية الكبيرة وهي كشف غطاء الوجه بالكامل .

هذه هي الخطوات الأولى التي اتبعها الشيطان في تعرية نساء أغلب مجتمعات العالم، مع اختلاف في بعض الخطوات حسب قيم وعادات وتقاليد كل مجتمع .. وأن المتأمل لواقع ملابس وحجاب نساء مجتمعنا السعودي يرى أن الخطوات الشيطانية السابقة بدأت في المجتمع ، وهي محاولات شيطانية لتهيئة المجتمع لتقبل كشف غطاء الوجه وما بعدها من خطوات.
أخيراً : ليست صرخة كاتب وإنما صرخة كل مسلم ومسلمة غيورين لوقوف الخطوات الشيطانية لتعرية المرأة المسلمة في هذه البلاد الطاهرة المحافظة ، حتى لا نستيقظ بعد نوم طويل ونرى مظاهر التعري ومصائبه التي تعاني منها المجتمعات الأخرى أمام أعيننا فلا نستطيع بعدها إلا قول : لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون.

حمد بن عبد الله القميزي
ياله من دين

قال شيخنا أبن باز رحمه الله (( من نذر نفسه لخدمة دينه فسيعيش متعباً ولكن سيحيى كبيراً ويموت كبيراً ويبعث كبيراً ، والحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله )
تقول عائشه رضي الله عنها : « نِعْمَ النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين » امتدحت فيهن حياءهن وحرصهن على طلب العلم والتفقه فيه ؛ كيف لا وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها واحدة ممن شاركن في شتى العلوم والآداب ؛ فهي « حاملة لواء العلم والعرفان في عصرها ، والنبراس المنير الذي يضيء على أهل العلم وطلابه ؛ وكان يأتيها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن عويص العلم ومشكله فتجيبهم جواباً مشبعاً بروح التروي والتحقيق مما لا يتسنى إلا لمن بلغ في العلم مقاماً علياً » ، فهل منعها هذا من الحياء والستر ؟ لا والله ! فقد كانت رضي الله عنها « شديدة الحياء حتى كانت تدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر وهي واضعة ثوبها وتقول : إنما زوجي وأبي . فلما دفن عمر بن الخطاب فكانت لا تدخله إلا مشدودة عليها ثيابها حياءاً من عمر »

ومما يدل على أهمية الحياء اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بانه من الإيمان كما في قوله صلى الله عليه وسلم: الايمان بضع وسبعون، أو قال: بضع وستون شعبة، فأفضلها: لا إله إلا الله وأدناها اماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان , وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: الحياء والإيمان قرناء جميعا فاذا رفع احدهما رفع الآخر , وقد صدق صلوات ربي وسلامه عليه اذا وجد الإيمان وجد الحياء.

إن الحياء خير كله ، إن الحياء من اتصف به كان له شعبة من شعب الإيمان ومن ضل عنه أو فقده تردي حتى يكون من جملة الحيوان ، إن الحياء مطلب شرعي بل هو خلق الإسلام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء ).

إن الحياء خاصية بشرية حبا الله بها الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي ، فلا يكون كالبهيمة ، ولذلك لما أكل آدم وحواء من الشجرة وبدت لهما سوأتهما ذهبا يجمعان من ورق الجنة ويشبكانه بعضه في بعض ، ويضعانه على سوأتهما ، مما يوحي أن الإنسان يستحي من التعري فطرة ولا يتعرى ويتكشف إلا بفساد هذه الفطرة من صنع إبليس وأعوانه . وقد كانت العرب في جاهليتا الأولى تستحي ، فهذا عنترة يقول :-

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي ، حتى يواري جارتي مأواها .

إننا في هذا الزمن نرى كثيراً من النساء اللواتي كسرن طوق الحياء وأسلمن أنفسهن لدعاة الرذيلة وأدعياء المدنية ، وأصبحن يلهثن وراء شهواتهن . ويتبارين في التفسخ والانحلال ..

فمن صور ذهاب الحياء عند النساء اليوم ما ظهر في كثير منهن من عدم التستر والحجاب والخروج إلى الأسواق متطيبات متجملات لابسات لأنواع الحلي والزينة لا يبالين بنظر الرجل إليهن ، بل ربما يفتخرن بذلك ، ومنهن من تغطي وجهها في الشارع ، وإذا دخلت المعرض كشفت عن وجهها وذراعيها عند صاحب المعرض ومازحته بالكلام وخضعت له القول ، لتطمع الذي في قلبه مرض .

إن ما نراه في قصور الأفراح والمناسبات من لبس بعض الأخوات اللباس الخفيف الذي لا يمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة حيث تبين هذه الثياب الضيقة تفاصيل البدن والبعض منهن يلبسن لبس القصير أو مشقوق الطرف بحيث يبدو الساق أو القدم أو قصير الأكمام .

وفي سؤال للشيخ محمد العثيمين رحمه الله عن حكم لبس الملابس الضيقة عند النساء وعند المحارم ؟
أجاب بما يلي:
لبس الملابس الضيقة التي تبين مفاتن المرأة وتبرز ما فيه الفتنه محرم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال { ‏عن‏ ‏أبي هريرة ‏قال قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء ‏ ‏كاسيات عاريات ‏ ‏مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا } رواه مسلم .
فقد فسر قوله كاسيات عاريات بأنهن يلبسن ألبسه قصيرة لا تستر ما يجب ستره من العورة وفسر بأنهن يلبسن ألبسه خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة وفسرت بأن يلبسن ملابس ضيقه فهي ساتره عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة وعلى هذا فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده وهو الزوج والضيق لا يجوز لا عند المحارم ولا عند النساء إذا كان ضيقا شديدا يبين مفاتن المرأة .

وسئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله عن حكم لبس الثياب الضيقة أو القصيرة أو المشقوقة من الجوانب أو القصيرة الأيادي ؟
الجواب :
الثياب الضيقة التي تبين تفاصيل البدن فلا تجوز للمرأة فإن ظهورها بذلك يلفت الأنظار فاعتياد مثل هذه الأكسية يعودها على ذلك ويصير ديدنها ويصعب عليها التخلي عنه مع ما فيه من المحذور وهكذا لبس القصير أو مشقوق الطرف بحيث يبدو الساق أو القدم أو قصير الأكمام ولا يبرر ذلك كونها أمام المحارم أو النساء لان اعتياد ذلك يجر إلى الجرأة على لبسه في الأسواق والحفلات والجمع الكثير كما هو مشاهد وفي لباس النساء المعتاد ما يغني عن مثل هذه الألبسة والله اعلم .

ما يحدث في المناسبات والأفراح أن لبسة واحدة هي مدة صلاحية فستان المرأة ، فيندر أن تحضر به المرأة أكثر من عرس واحد ، ولا تسأل عن التجاوزات المحرمة في تلك الملابس ، بل ربما حضرت بعض الأخوات اللاتي نزع منهن الحياء بالبنطلونات ، متحججات أنهن عند النساء وهذا عين الجهل وانحطاط التقليد للكافرات .

ذكر الشيخ أحمد الصويان هذه القصة التي حدثت له في رحلته لدولة بنجلادش وذلك في مجلة البيان عدد 138 حيث يقول :-
كنت في رحلة دعوية إلى بنجلاديش مع فريق طبي أقام مخيماً لعلاج أمراض العيون فتقدم إلى الطبيب شيخ ومعه زوجته بتردد وإرتباك ، ولما أراد الطبيب المعالج أن يقترب منها فإذا بها تبكي وترتجف من الخوف ، فظن الطبيب أنها تتألم من المرض ، فسأل زوجها عن ذلك فقال –وهو يغالب دموعه- : إنها لا تبكي من الألم .. بل تبكي لأنها ستضطر أن تكشف وجهها لرجل أجنبي !

لم تنم ليلة البارحة من القلق والارتباك ، وكانت تعاتبني كثيراَ : أو ترضى لي أن أكشف وجهي..؟! وما قبلت أن تأتي للعلاج إلا بعد أن أقسمتُ لها أيماناً مغلظة بأن الله تعالى أباح لها ذلك للاضطرار ، والله تعالى يقول ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم) البقرة (173).

فلما اقترب منها الطبيب ، نفرت منه ، ثم قالت : هل أنت مسلم؟ قال : نعم . قالت: إن كنت مسلماً .. إن كنت مسلماً ..فأسألك بالله ألا تهتك ستري ،إلا إذا كنت تعلم يقيناً أن الله أباح لك ذلك..!أجريت لها العملية بنجاح وأزيل الماء الأبيض ، وعاد بصرها بفضل الله –تعالى- حدث عنها زوجها أنها قالت :

لولا اثنتان لأحببت أن أصبر على حالي ولا يمسني رجل أجنبي
1- قراءة القرآن .
2- وخدمتي لك ولأولادك.

ما أعظم شموخ المرأة المسلمة بعزتها وعفافها ..! وما أجمل أن تُرى المرأة مصونة فخورة بحشمتها ..! أكرم به من إيمان يتجلى في صورة عملية صادقة بعيدة عن التكلف أو التنطع ، سالمة من الرياء وشوائب الهوى..!

فأين أولئك النساء اللواتي كسرن طوق الحياء وأسلمن أنفسهن لدعاة الرذيلة وأدعياء المدنية ، وأصبحن يلهثن وراء شهواتهن . ويتبارين في التفسخ والانحلال .. أين هن من تلك المرأة العفيفة الطاهرة؟!

نسأل الله أن تعم اااالفائدة للجميع