[align=right]الغراب
تلك الأرض في انحناء ومركزها ذاك الجبل العالي والمقصد مدى الأرض من كل اتجاه
قتل قابيل هابيل فأرسل الله تعالى الغراب ليعلمه كيف يدفن أخاهـ فكان الغراب أول حانوتي منذ خلق الكون
معروف بلونه الأسود ويوجد منه الأبيض المختلط بالأسود
وجوده و نعيقه نذيرا شؤم عند الأغلبية
يلتقط اللامع من الأرض ويحتفظ به في عشه
لذلك كثيرا ما يوجد في عشه كل ثمين لامع
ذات مساء تم اختفاء الطبيب النفسي الذي كان يعالج ذلك الغراب المريض ، والعجيب أن كتابه الذي قدمه للطباعة، حذفت منه بعض الأوراق التي توضح السبب الرئيسي لمرض ذلك الغراب
ولكن لم يكن يعرف الغراب المريض بأن الطبيب قبل اختفائه كان قد أعطى لـ.. نسخة من كتابه القيّم كاملة بلا "رتوش"ولا لمسات أخيره.
أما الحقيقة التي أراد الغراب أن يخفيها عن الجميع والتي اكتشفها طبيبه أثناء علاجه له، أنه في صغره تسلط عليه من تسلط وصار يستخدمه ليغذي مطالبه الجنسية فتعقد المسكين وصار يكره الجميع
وكما نعرف بأن الغراب هو أقدم وأول حانوتي في الوجود وهو المدرس الأول لكيفية دفن المخلوقات وبما أنه الحانوتي الأول فقد كانت تسيطر عليه دوما فكرة أنه لابد من استغلال قدرته وميزته التي تميز بها فأصبح يقتل ويقتل ليبقى هو الأول في هذا المضمار فمن حقه البدء بالقتل حسب نفسيته لأنه هو أول من تميز بالدفن
وبما أن الغراب من طبعه أن يلتقط كل لامع من على الأرض فيسرقه ويحتفظ به في عشه البعيد العالي
ولما تجمع بهذا الغراب من عقده النفسية وطباعه الخلقية وصفاته ، فصار يسرق ويقتل فهي طريقته لإشباع نفسه ، وبهذا كله أصبح غراب مكروه ، وكل عين وكل نفس تتوق لقتله وتخليص الكون منه
ذات مساء والناس نيام ، أتى الغراب والتقط أجمل ماسة من الأرض واحتفظ بها لنفسه ، صحا الأنام وبحثوا عن الماسة وعرفوا من سرقها ، صاح الجميع الموت للغراب الموت للغراب
سمع الغراب صياح الأنام فخاف وخاف وأرتفع صوت نعيقه ، وحام يلتقط المزيد ،فهب الجميع واتجه للغراب ، هب الجميع من سباتهم العميق ، استيقظوا من نعيقه وعرفوا انه اقترب موته الأكيد ، مشى الجميع باتجاه الغراب ، ومن كل اتجاه تلملم الشتات ، وكل رفع يده وبيد واحدة قتل الغراب
غراب الأرض لا يسرق اللامع من الأرض بل يسرق الأرض اللامعة أيضا
رغده عيد
10\4\2002
ان هذه الكتابه ربما تكون مقدمه لكتاب بعنوان الغراب
الغراب \ التوريـــه
لم أكن أعرف بأن القطه مختبئه تحت الطاوله التي بجانبي ، حينما قال لي ابني منبها لي تعالي أمي انت وخالي نجلس في الصاله الاخرى ، وكان يتكلم وكأن شيئا غريبا حدث ، تحركت ملبيه دون تردد ومن ثم قال بهدوء تعال ياخالي وذهبا عني
انتظرت قليلا وتعجبت لهما يتناوبا هما الإثنان على تركي ومن ثم عرفت أنهما يتناوبان على المكوث أمام القطه مسانده لها لانهما عرفا أنها تضع حملها في تلك الآونه وكنت فعلا لاحظت ان جاءا الاثنان اسمع صوتها تنادي
تقبلت الحال فلا مفر و حاولت أن أبحث عن أثر الولاده فلم أجد له أي أدني أثر
هنا القطه بالفطره علمها الله أن تخفي آثار ولادتها هذه العمليه تسمى التوريه ...
كذلك الغراب الطبيعي دفن قتيله أخاه وعمل توريه لجسده ودفنه تحت التراب ...
السارق يتجه للسرقه ويأمل الستر من فعلته وكذلك أي مخطئ ....
يقال في الأمثال داري على شمعتك تقيد أي تزيد اشتعالا وهنا توريه من الحسد ... ولكنها أيضا اسلوب تخطيط للمستقبل
ولكن غراب الأرض لم يخفي فعلته بل قتل وهدم البلاد علنا ، ألا يدل هذا بأن هناك توريه لفعل آخر لا يعلمه الآخرون
القتلى بل الشهداء صغار ونساء وجماعات تجحظ الأعين للمنظر المخيف ثم يواري فعلته بدفنهم جماعات ويصب فوقهم الإسمنت بلا أدنى اكتراث لكرامة المخلوقات البشريه ، أين الإنسانيه وما الهدف وما الذي يواريه خلف هذا كله فيشغلنا بأمر جلل ويخفى ويواري أمر أكيد أكثر خطوره وأعظم
عندما يقتل غراب الأرض الانسان جماعات ، ويهدم البلاد ويمسحها بمساحات كامله ، أذا هو يخطط لتغير السكان في تلك الأرض الآمعة التي سرقها
اذا لنفكر ماهو تخطيطه المستقبلي
رغده عيد
29\4\2002
الغراب \ نقطة ضعف
قلنا لنبحث ما الذي يخفيه ذلك الغراب من خطط للوصول لهدفه
يوما ما كانت اسراب النمل الأبيض تأكل بشراهه أركان القلعة ، وما أن أتمت نخرها بأعمدة القلعه فجأة خرت هاويه متفتته متفرقه وكأنها لم تكن يوما
نقطة ضعفنا أننا لا نعرف لغة النمل ولا معنى اشاراته ، فلا نعرف مداخله ومخارجه وفجأة تقع الكارثه
و الغراب له اسلوب آخر متشابه مع النمل الأبيض علينا اكتشافه قبل فوات الآوان ، لنرمم ما تآكل ولنسحق أسراب الغربان قبل أن تتم فعلتها وتصل لهدفها ، فلم لا نتعلم لغته لنعرف عنه أكثر ونتابع مداخله و مخارجه اليس لنا عقل نتفكر به
نعرف أن الإتحاد قوة ، ونعرف أن هناك مبدأ فرق تسد يستعمله غراب الأرض ، وعلينا أن ننتبه لدعائم الجسد وهل تخلله النمل الأبيض ليفتته وان حصل ، علينا أن نعرف كيف نضمد جراحه لتشفى ، فهناك مخطط طويل الأمد لغراب الأرض ليجد مدخل يضعف من خلاله البناء رغم معرفته بمبدأ الإيمان الذي لا يعرف معناه حق المعرفه ولكن هل يكفينا معرفة لغته ومخططاته لنعيد ماسرقه ونحافظ عليه
رغده عيد
1\1\2003م
الغراب \ النخوة
بعدما نخر النمل الأبيض أعمدة القلعة ،كما يفعل السوس ، ظهر من بين الحطام نخوة ، كانت متأصلة بجذور البلدة وهكذا بدأت الصرخه نداء لبدء التلاحم من جديد
صحيح أن الغراب كانت له خططه لسرقة كل لامع وثمين من الأرض ولكن في هذه الأراضي خاصة كل ما تفتت جذورها تنمو النخوة من جديد بجذور وقلاع متأصلة من زمن بعيد ومبادئ وقيم لا يعرفها ولا يفهما ذلك الغراب الغريب ، فالنخوة صفة فطريه نقيه لا تجدها بجذور أمثال غراب الأرض
تعالى النداء تدريجيا وكل ما يزيد يزيد وكل ما يتردد يجد أصداء التلاحم تنمو وتزيد بلا تردد وبلا مغيب ، فتلفت الغراب وقال هل من مزيد هيا لنرى من هو الأقوى فأنا عنيد وكيف أهتم لمن هم عندي من العبيد
كان النداء وصداه كما النغم الجميل بالنسبه للغراب ، فهو يقهر ولا يـُـقهر ، وهو المسيطر المتجبر ، وكيف لا وقد أحكم الشباك حول الأرض المسروقه
كيف لا وقد أعطى الحماة لقمة مسمومه كيف لا وقد كبـَـل الكلاب بسلاسل مسمومه فلا مدافع بنظرة الغراب المحدوده ولا نخوة بفكره المخطط بعقليه ليست مسبوقه
في البداية كان النداء مخنوق يتسلل فقط على سطح الأرض المسروقه ليصل فقط للجذور العميقه تلك الجذور الأصيله ، أما تلك الأفرع المتعاليه الرقيقه فهي لا تستطع سماع التردد العالي ولا تتحمل البعد عن الهواء النقي الذي يسقيه لها ذلك الغراب ليجعلها مستمره بحمايته عالقا فوق أوراقها الجديده والتى لم يلتفت الغراب لكون تكلك الاوراق رقيقه ناعمة ، وربما يوما تشتد وتشتد فتصبح خشنه غاضبه وربما يوما يثيرها الموت الذي إما لها فترتاح الارض منها وإما لها فتصبح من الأرض وضده هو
قبل النهاية نجد تسلل لصوت النخوة يصل للقمم فهل ياترى تموت تلك القمم من شدة صوت النخوة أو تنقلب لتميت
رغده عيد
8\3\2003م
الغراب \ الأرض تحترق
مالت سماء الأرض ساجدة
فسكبت دموع أرواح شهدائها باكية
عروبة مازالت صامته
وأحرقت قلوب الغرباء وتهافتوا بوحدة واحدة
فصرخت السماء بوجه العروبة داعية
لرب الكون قائله : حسبي الله ونعم الوكيل على كل أخ و إبن عم غير معين ، حسبي الله ونعم الوكيل على كل مسلم بلا ضمير ، حسبي الله ونعم الوكيل وهو على كل شيئ قدير ، حسبي الله ونعم الوكيل والله أكبر من كل كبير
سمع الجار صوت النداء فاحمرت وجنتاه خجلا وحياء ، و سمع الأخ وابن العم
والخال فخفض الجفن وارتجف القلب وبدأ السيل يجرف الخير ، سيل الأبطال
يلملم فرقة بعاد طال ، وبدأ التلاحم من جديد ، وتلاحمت كثير من فجوات
الضعف التي نخرها النمل الأبيض من زمن بعيد
فهبت وهاجت الرؤوس مرفوعة النفوس وبيدها الفؤوس و الرجولة بأقدامها تدوس
الأعداء وتدوس وبصوت حنون ملأ الفضاء العالي وردد بنخوة : سأحمي
البلاد بوحدة أبطالي ، سأدافع ولن أترك للعدو أرض بلادي ، ولن أتنازل عن
مجد أجدادي ، ولن أذل لأعدائي ، فأنا العربي المسلم الكريم ، أنا ابن
الأبطال المجاهد القوي
الآن تلاحمت الأرض ، الآن توحدت النفوس والرؤوس والقمم ، الآن بدأت انتفاضة
الرأي وظهر الفكر المندثر بغبار الغراب وانتفض ، فكثر بالأرض الصوت وعلا
،وأعلن المفكر عن فكره وحكى ،وتحاور وتلاحم الرأي، فهل الغراب يسكت عن
هذه القوة وهل ذكاء الأرض اللامعة يعرف منافذ ضعف الغراب و يزيده ضعفا ،
أم سننسى مرة أخرى ونترك غراب الأرض يشغلنا بهموم أصغر
فماذا على الأرض اللامعة أن تفعل ليستمر اتحاد ابنائها و ليستطيعوا تحريرها
من ذلك الغراب اللئيم
رغده عيد
24\3\2003 م
الغراب \ بشرى
عندما ينتشر بالبلاد أن العدو يطلب رأس شخص ما ، وسيُدفع مبلغاً كبيراً من المال لمن يُخبر أين هو حياً كان أم ميتا ً ، يـُعرف أن هذا الشخص ضد العدو ، وهكذا كان حال المناضل خال بشرى الصغيره وكان لها مع النضال حكايات طوال
ففي يوم ما سمعت الأسرة المكونه من أم بشرى وأبيها وأخوتها الأصغر منها سناً ، وبشرى التي لم تتم عامها الخامس ، صوت صفير غريب جاء من وراء ألأشجار ، وكان صفير متقطع كالإشارة لشيئ ما ، فهرعت بشرى الصغيرة وقفزت وسط المزارع ، فكانت تغطيها الأشجار ولا أحد عرف أين ذهبت حينها ، وبقيت تركض لاهثة وتراقب بعيون ملؤها الحذر الى أن وصلت أطراف المزرعه وتأكدت أن هناك جند للعدو يقتربون من بيتهم المغموس بين تلك الخضرة الغناء ، وبقيت بشرى تراقب وكأنها تقف بين جذعيين من قضبان الحديد لسجن ما ، ولكنها صغيره لم يتنبه لها الجند ، الى أن تأكدت أنهم ابتعدوا فهرولت تقفز فوق حشائش الأرض وصخورها ، الى أن وصلت بيتها قاصده المطبخ
أخذت بشرى الهاون وهو مدقه من النحاس ثقيله لا يقل وزنها عن5 كيلو جرام شكلها كالكأس المجوف ولها زراع مفصول عنها أيضاً من النحاس ، فيطرق بهذا الزراع في داخل الهاون المجوف ليدق ويطحن الشيئ مثل : البذور الجافه أو الثوم وما اليه فيصدر صوتاً عالياً لكونه من النحاس ، ومن ثم أسرعت بشرى من خلال الباب الخلفي للدار حامله معها المدق وجلست القرفصاء وأخذت تدق بالهاون نغمات متقطعه مختلفه ومتناسقه
سمع المناضل محمد الصوت وفهم الإشارة ، قفز من فوق تلك الشجره التي كان عليها ، وماهي إلا لحظات وأصبح في قاع الدار يسأل أخته : من فكر بهذه الفكره فردت عليه : هي بشرى ولم نكن نعلم بها ، ومن ذالك الحين أصبح لبشرى تعاوناً مع المناضل خالها ولها شأنا مع أنواع النضال في معترك الحياة.
لم تكن تعلم بشرى بأن هناك وعد أسمه : وعد بلفور ، وأن العدو وعد العدو بتسليمه أجمل أرض ، ولكنها على يقين بأن العدو ضد أرضها وبلدها العزيز ، حتى أنها يوماً أخفت تلك الوريقات التي يوزعها خالها ضد العدو ودفنتها في حفرة ما بين الأشجار ، فحين داهم بيتهم العدو وأخذ يفتش الدار ويبعثر كل مابها بحثاً عن اثبات أن هناك صله لخالها بهم ، لم يجدوا شيئاً ، وعند عودة خالها لدارهم في المرة التاليه سأل أين الأوراق وبعد حيرة كبرى اومأت بشرى بأنها تعرف مكانه وأخذت تمشي بين الأشجار مع خالها الى أن وصلت لبقعة واشارة له هنا ، فحضنها وقبلها والسعاده تغمره لذكائها وفطنتها ، و أعاد حفر الحفرة وأخذ الأوراق ومن ثم طلب أن يحضروا له حماراً ، فتخفى بلباس ضعيف الحال وركب الحمار ومعه تلك المنشورات ليوزعها على أبناء وطنه ، وبقي هكذا متخفياً يمشي بين جنود العدو ببطئ وثقه متنقلا بين البيوت من طريق لآخر الى أن تنفرج أسارير الصباح فيختفي بدار ما ليتمم عمله لليلة آتيه .
كان خال بشرى محمد نمر عودة الإبن الوحيد من بين عِدة أخوات له ، تعلم ودرس ومازال في ريعان الشباب ، واسرته وأخته التي هي أم بشرى يعصرهم القلق عليه وعلى ثورته التي لم تخمد يوماً ضد عدوه وعدوهم وعدو البلاد ، وكم كان يغيب عنهم جميعاً لا يعرفوا عنه شيئاً إلا من خلال نداءات العدو أنهم مازالوا يطالبوا برأسه حياً أم ميتاً وسيجزلواالعطاء والمال الوفير لمن يخبر عن مكانه.
كانت بشرى توفيق إدريس مكتنزة الجسم شديدة البياض معتدلة الطول ، ذات شعر أسود حالك ، فطنه ذكية فتحملت المسؤوليه منذ الصِغر ، فهي الإبنة الكبرى والأم الأخرى لإخوتها وأخواتها وبقى هذا حالها الى الِكبر
أذكر أننا كنا نسافر عبر البلاد من خلال الصحراء وكانت تحمل معها سلاح لا يعرف به غيري وأنا الابنه الثانيه لها وكنت بعمر الرابعة عشر ، وعلى يديها تحمل هي أخي التوأم وأنا أحمل الآخر وكان عمرهما أقل من شهرين ، فأخبرتني عند نقطة التفتيش: تعطني أخاكِ الذي تحمليه وأعطك الآخر الذي أحمله ومعه بين غطاءه السلاح فكوني حذره ولا تتوتري ، أجبتها ، وفعلاً مررنا بسلام دون علم أحد أننا نحمل سلاحاً يمنع علينا حمله ، ولكنها تريد حماية لاسرتهاالتي تقطع الصحراء ومن بين أسرتها الصغيرة بنات تخاف عليهن.
بشرى هي أمي وخال الأم خال الإبنة فما الحكاية ياترى
كل الحكايه أنني أريد أن أحكي للجميع شيئاً بديهي ومعروف ، فقط كتذكرة لمن نسى :
بأن من يكون مرضياً عنه من قـِـبل العدو يكون ليس ضداً للعدو .
رغده عيد
6\12\2004 م[/align]
مواقع النشر (المفضلة)