بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
برامج عملية للحياة الأسرية
1- حلقة نقاش أسرية:
أول هذه البرامج التي نحاول أن نطبقها, في داخل منزلنا, هو برنامج حلقة نقاش.
من المهم عقد حلقات نقاش أسرية, عند شرب الشاي, أو عند ركوب السيارة, أو الذهاب في نزهة, والغرض من هذا النقاش إشاعة جو المحبة والألفة داخل الأسرة, وبداية لصداقة متينة, تدريب الأبناء على التعبير عن وجهات نظرهم ومشاعرهم.
وتعليمهم أيضاً آداب الحوار والنقاش, بصورة عملية وودية, وليس مهماً عند النظر في الأهداف السابقة, أن تكون الأهداف المطروحة جادة جملة وتفصيلاً لأن الغرض هو ما سبق ذكره من أهداف, لو تحقق بعضها لكان خيراً عظيماً, ولذا فمن المناسب طرح موضوعات شائقة في أول الأمر, ثم نتدرج إلى أشياء نافعة أخرى, فمثلاً في أول لقاءاتنا وحلقات النقاش.
نناقش معهم مثل هذه القضايا:
(ماذا تفعل إذا وجدت نفسك في السوق فجأة بدون والديك ؟ )
(كيف نتغلب على البرودة ؟ ) (ماذا يحدث لو فهمت لغة الطيور ؟)
ثم بعد ذلك نناقش معهم أشياء جادة, بعد تلك النقاشات الظريفة اللطيفة, فنناقش معهم مثلاً:
كيف تختار صديقك؟
لماذا يقلد الشباب الآخرين ؟
ما هي أمانيكم وأحلامكم في هذه الحياة ؟ .. وهكذا ..
2- مجلس الشورى العائلي:
لقد كانت حياة النبي _صلى الله عليه وسلم_, مليئة بالاستشارة لأصحابه, كما في بدر وأحد والخندق, وغيرها, وكما أيضاً في أهله في قضية التخيير, وما حصل منه أيضاً في غزوة الحديبية, ولهذا أيها المربون, أيها الوالدان الكريمان لا بد من إحياء هذا الخلق في حياتنا.
وتكمن أهمية التشاور في العائلة, في عدة أمور:
• تحصين الناشئة ضد الفردية والاستبداد.
• لتعميق مبدأ الشورى في نفوس الأبناء.
• لنعلمهم كيف يحسنوا التحاور والاختيار.
• وأيضاً من الأشياء المهمة التي سنستفيد منها بعد هذا البرنامج, وهو مجلس الشورى العائلي, ليتعلموا كيف يتخذوا قراراً صحيحاً, فهو سيسمع من أخيه الأكبر قراراً وسيسمع من والده آخر, وسيسمع من والدته, ومن ثم بعد ذلك يجمعوا على رأي واحد, وهنا سيستفيد هذا الولد, ويتعلم كيف يتخذ قراراً صحيحاً, بعيداً عن الفردية والاستبداد, أيضاً ليتعلموا على مبدأ: إن يد الله مع الجماعة, والتعاون أيضاً على البر والتقوى.
فلماذا أيها الإخوة والأخوات, لا نتشاور مع أبنائنا مثلاً, في أي مكان ستكون رحلة الصيف ؟ من يتولى شراء أغراض المنزل؟ كيف نحل مشكلة التخلف والتأخر عن الصلاة؟ كيف نعالج الكلمات النابية, منا أو من أولاد الجيران؟ إن هذا البرنامج إذا بدأنا في تطبيقه داخل المنازل, فسوف نجد أيضاً ثمرات كثيرة, تحصل في حياة أولادنا.
3- عشاءُ عمل: كم هو رائع وجميل أن ينتظر الابن عودة أبيه إلى المنزل! حتى يشاركه في أكله وطعامه, أو يناقشه أيضاً في آماله, وآلامه, أو يسمع منه حكاية لطيفة, تنطبع معانيها في فؤاده, طوال العمر, وعلى الآباء والأمهات كذلك أن لا يغفلوا عن هذا الأمر مهما كثرت مشاغلهم, فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن رجلاً اعتمى عند النبي _صلى الله عليه وسلم_ أي تأخر بعد صلاة العشاء, ثم رجع إلى أهله, فوجد الصبية قد ناموا, فأتى أهله بطعامه, فحلف أن لا يأكل من أجل صبيته, ثم بدا له فأكل, فأتى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فذكر له ذلك, فقال له النبي _صلى الله عليه وسلم_: "من حلف على يمينٍ, فرأى غيرها خيراً منها, فليأتها وليكفر عن يمينه" فانظر يا رعاك الله, إلى الصحابي الذي تأخر في أمر هام مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_, ولم يمنعه هذا العذر الوجيه, أن يسأل عن الصبية, ولما فاته الجلوس معهم, حلف ألا يأكل, كأنه يعاقب نفسه من أجل تأخره عن العشاء مع أولاده.
ولقد نشرت أيضاً جريدة الأهرام المصرية, في عدد 24046 دراسة أسبانية أكدت أن جمع شمل الأسرة, حول مائدة الطعام, يعزز استقرار الصحة النفسية والعقلية لدى الأبناء, وتوصلت الدراسة, إلى أن الأبناء في سن المراهقة, الذين يشاركون أبنائهم في تناول الطعام, يتمتعون بحالة نفسية جيدة, وأن تناول الوجبات اليومية, التي تضم جميع أفراد الأسرة, ولأكثر من خمس مرات في الأسبوع, له أثر جيد, على الصحة النفسية للأبناء, فيا أيها الوالد الكريم, ما أجمل أن تجتمع مع زوجتك وأولادك حول مائدة الطعام, فيطمئن كل منكم على الآخر, ويبادله حباً بحب, ومودة بمودة, يتعلم فيها الأبناء آداب الطعام تطبيقاً عملياً مع والديهم, إضافة لنشر الحب بين جميع أفراد الأسرة.
4- رحلة سعيدة:
نحرص على هذه الرحلات لأنه لا بد من الراحة بعد التعب, ولكسر الروتين في هذه الحياة, وأيضاً لزيادة التعاون والترابط بين أفراد الأسرة, ولكن المهم, أنه عندما نفكر في رحلة معينة, لا بد من التخطيط لها, فلا تقتصر أيها الإخوة الكرام, فوائد الرحلة, من المتعة والتعرف على الأماكن وتجديد النشاط, بل يمكن أن نضيف لهذا كله, التعليم والمتعة والتدريب على القيادة, وتعويد الأبناء على التخطيط والتفكير, وإليكم هذه الأفكار العملية, التي يمكن تطبيقها قبل وأثناء وبعد الرحلة الأسرية, حتى تكون نافعة _بإذن الله سبحانه وتعالى_, من هذه الأفكار, اجتماع العائلة لإعلان وقت الرحلة في وقت كافي والاستشارة في وقت السفر, وموعد المغادرة, وهذا يدعوا الجميع للاستعداد للرحلة, ولهذا من المؤسف أن الأبناء في بيوتنا قد لا يعلمون بموعد تلك الرحلة, إلا قبل سفرهم بيوم أو يومين, ومن الأشياء المهمة لتكون رحلتنا سعيدة, تقسيم المهام على الأبناء.
فالابن الأكبر: مهمته إعداد السيارة, أو حجز تذاكر السفر, وتحمل مسؤولية الحقائب, وكتابة جميع احتياجات السفر, وإعداد مذكرة لكل فرد من الأسرة, توضح له أهم ما يجب أن يأخذه أثناء سفره.
والابن الثاني: هو مسؤول الميزانية, تسلم له ميزانية محددة قبل المغادرة, وتكون الوجبات والمواصلات والمشروبات من تلك الميزانية الموجودة عند ذلك الولد, وعند طلب أحد الأفراد شيئاً يكون اتخاذ القرار من هذا الابن بالسماح أو المنع, في ضوء الميزانية المعطاة له, ويساعده أيضاً الأب في التوفير والاقتصاد.
والثالث: من الأولاد هو المسؤول عن برنامج الرحلة, فمهمته التخطيط في أماكن النزهة, والحصول أيضاً على المعلومات عن الأماكن والمدن, إضافة لأدوات تحديد القبلة.
والرابع: هو المسؤول عن البرنامج الترفيهي للرحلة, فمهمته إعداد الألعاب والأنشطة المسلية, التي تمارس أثناء تلك الرحلة.
والخامس: مهمته حقيبة صغيرة تؤخذ معكم في الطائرة فيها قصص ودفاتر وأقلام وغيرها من الأشياء.
5- أيام لا تنسى:
ومن البرامج العملية أيضاً: (أيام لا تنسى) أيها الأب هل جربت مرة, أن تقص على أبنائك قصصا من حياتك, أو مواقف مرة بك, لقد حان الوقت لتفعل ذلك, بلقاء عائلي, عقب وجبة أو غيرها, وسترى بريقاً في أعين صغاركم, يتابعون بشغف, ما تسرده عليهم, تذكر قصصك, وأعد ترتيبها من جديد, واختر منها واحدة لتحكيها لأبنائك, على العشاء اليوم, وسترى النتيجة بنفسك, قُص عليهم مثلاً: أول حجة حججتها, أو يوم دخلت فيه الوظيفة, ذكريات الشباب وعمرك خمسة عشرة سنة, أول يوم في المدرسة, مواقف محرجة مرت بك في حياتك, ليلة عرسك كيف كانت, بعض أحداث الطفولة, ألعاب الطفولة, أحداث غيرت مجرى حياتك, ظروف ولادة أولادك, وكيف اخترت أسماءهم, كم أتعبوك وهم صغار, وهكذا, إن ثمة قصص كثيرة في حياتنا, نحن بحاجة فعلاً أن نخرجها لهؤلاء الأبناء, الذين يعجبهم أن يسمعوا أخبار وحكايات والديهم, التي حصلت لهم في أول سنين حياتهم.
6- كيس النقود: ومن البرامج العملية أيضاً: كيس النقود،
أو سمه المكافأة المسبقة.
نحن أيها الوالدان الكريمان تتعدد لدينا أشكال المكافأة التي نقدمها لأبنائنا، فمنها البسمة والقبلة, والشكر والاستحسان وغير ذلك, ومن وسائل المكافأة التي يستخدمها كثير من الآباء والأمهات إعطاء الابن مبلغاً من المال، مع التحذير -أيها الإخوة والأخوات- أن يكون هذا ديدنا للمكافأة, فتصبح حينئذ الحافز الوحيد لطاعتهم لك, ولكن هذا المال الذي نحن نعطيه يمكن أن نعاقبه به, وإليك هذه الفكرة:
أخبر الولد بأن له مبلغاً من المال سوف يأخذه في آخر الأسبوع, وليكن هذا المبلغ مثلاً خمسون ريالاً أو أكثر أو أقل, ثم يخبر هذا الولد أن كل تصرف خاطئ يقوم به, سوف يخصم من هذا المبلغ حتى نهاية الأسبوع, فمثلاً يُقال له: إذا ضربت أحد إخوانك من غير حق فإنه سيخصم عشرة ريالات, إذا تأخرت عن تكبيرة الإحرام, سوف يخصم عليك عشرة ريالات, إذا رفعت صوتك على أحد والديك, يخصم عليك مبلغ من المال, وهكذا وبهذه الطريقة -أيها الوالدان الكريمان- سوف نزرع في نفوس أبنائنا كثيراً من الأخلاق التي –أحياناً- نتعب في محاولة زرعها في نفوسهم
مواقع النشر (المفضلة)