ها هى الملائكة تصافح الناس فى الطرقات فرحة سعيدةفاليوم عيد ...
وها هى شمسنا تشرق باسمة الثغر مستبشرة بيوم جديد فاليوم عيد ...
وها هم أحبابنا وأهلونا
قلوب تتصافح ...
ونفوس تتصاف ...
ود وإخاء ...
اجتماع وتراحم ...
وعهد إخاء يتجدد
تعاونا على البر والتقوى ...
وتواصيا بالحق والصبر ...
وأحلاما لغد مشرق تلوح تباشيره فى الأفق القريب ...
وابتسامة أمل وتفاؤل ...
تفاؤل إيجابى ...
ذلك التفاؤل الذي يساهم فيتجاوز المرحلة التي تمرّ بها أمتنا اليوم ،
مما يشدّ من عضدها ، ويثبّت أقدامهافي مواجهة أشرس الأعداء، وأقوى الخصوم؛ ليتحقق لها النصر بإذن الله
والتفاؤل الإيجابي ، هو التفاؤل الفعّال، المقرون بالعمل المتعدي حدودالأماني والأحلام .
والتفاؤل الإيجابي هو المتمشّي مع السنن الكونية ، أماالخوارق والكرامات فليست لنا ولا يطالب المسلم بالاعتماد عليها ، أو الركون إليها ،وإنما نحن مطالبون بالأخذ بالأسباب ، وفق المنهج الرباني .
والتفاؤل الإيجابي هوالتفاؤل الواقعي الذي يتّخذ من الحاضر دليلاً على المستقبل دون إفراط أو تفريط ، أوغلوّ أو جفاء .
والتفاؤل الإيجابي هو المبنيّ على الثقة بالله ، والإيمان بتحققموعوده ...
لنتفائل فاليوم عيد
فلنتفائل فالمستقبل للإسلام
لهذا الدينالعظيم
***
* كهذا ليكن فهمنا لمعنى العيد:-
يقول الرافعي "ما أشدحاجتنا نحن المسلمين إلى أن نفهم أعيادنا فهماً جديداً، نتلقاها به ونأخذها منناحيته، فتجئ أياماً سعيدة عاملة، تنبهُ فينا أوصافها القوية، وتُجدد نفوسنابمعانيها، لا كما تجئُ الآن كالحة عاطلة ممسوحة من المعنى، أكبر عملها تجديدالثياب، وتحديد الفراغ، وزيادةُ ابتسامة على النفاق ...
فالعيد إنما هو المعنىالذي يكون في اليوم لا اليوم نفسه، وكما يفهم الناس هذا المعنى يتلقون هذا اليوم،وكان العيد في الإسلام هو عيد الفكرة العابدة، فأصبح عيد الفكرة العابثة، وكانتعبادة الفكرة جمْعَها الأمة في إرادة واحدة على حقيقة عملية، فأصبح عبث الفكرةجمعها الأمة على تقليد بغير حقيقة، له مظهر المنفعة وليس له معناها.
كان العيدإثبات الأمة وجودها الروحانيَّ في أجمل معانيه، فأصبح إثبات الأمة وجودهاالحيوانيَّ في أكثر معانيه، وكان يوم استرواح من جدِّها، فعاد يوم استراحه الضعف منذُلِّه، وكان يوم المبدأ فرجع يوم المادة!
ليس العيد إلا إشعار هذه الأمة بأنَّفيها قوة تغيير الأيام، لا إشعارها بأنَّ الأيام تتغيرُ، وليس العيد للأمة إلاَّيوماً تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعي، فيكون يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع،والكلمة الواحده في ألسنة الجميع، يوم الشعور بالقدرة على تغيير الأيام، لا القدرةعلى تغيير الثياب ...
وليسَ العيدُ إلاَّ تعليم الأمة كيف تتسع روح الجواروتمتدّ، حتى يرجع البلد العظيم وكأنه لأهلهِ دارٌ واحدةٌ يتحقق فيها الإخاء بمعناهالعمليّ، وتظهر فضيلةُ الإخلاص مستعلنه للجميع، ويُهدي الناس بعضهم إلى بعض هداياالقلوب المُخلصه المحبه، وكأنَّما العيد هو إطلاق روح الأُسرة الواحدة في الأمةكلِّها.
وليس العيدُ إلاَّ إلتقاء الكبار والصغار في معنى الفرح بالحياة الناجحةالمتقدمة في طريقها، وترك الصغار يلقون دَرسهم الطبيعيَّ في حماسة الفرح والبهجة،ويعُلمون كبارهم كيف تُوضع المعاني في بعض الألفاظ التي فَرغتْ عندهم من معانيها،ويُبصرونهم كيف ينبغي أن تعمل الصفات الإنسانية في الجموع عمل الحليف لحليفه، لاعمل المُنابِذ لمُنابِذه، فالعيد يوم تسلط العنصر الحي على نفسية الشعب.
وليسالعيد إلاَّ تعليم الأمة كيف توجِّهُ بقوتها حركة الزمن إلى معنى واحد كلما شاءت،فقد وضع لها الدين هذه القاعدة لتُخرج عليها الأمثلة، فتجعل للوطن عيداً مالياًاقتصادياً تبتسم فيه الدراهم بعضها إلى بعض، وتخترعُ للصناعة عيدها، وتوجد للعلمعيده، وتبتدع للفن مجالي زينته، وبالجملة تُنشيء لنفسها أياماً تعمل عمل القُوَّادِالعسكريِّين في قيادة الشعب، يقوده كل يوم منها إلى معنى من معاني النصر.
هذهالمعاني السياسية القوية هي التي من أجلها فُرض العيد ميراثاً دهرياً في الإسلام،ليستخرج أهلُ كلِّ زمنٍ من معاني زمنهم فيُضيفوا إلى المثال أمثلةً مما يُبدعهنشاطُ الأمة، ويحققه خيالُها، وتقتضيه مصالحُها".
****
* هل نذكرهم يومفرحتنا ؟؟
في ذلك الجمع .. وفي تلك المناسبة
الجميع قد ارتدوا أجملالملابس
ملابس العيد .. ما أجملها !!. ما أروعها !!.
إلا هو !.
الجميعيفرحون .. يبتسمون .. يضحكون ..
الصغار يلعبون .. يركضون هنا وهناك ..
إلاهذا الصغير ..
ما به ؟!
على وجهه ملامح حزن عميق يخفيه بإبتسامةٍ عذبةٍ يحاولجاهداً أن يرسمها على شفتيه .
أخي الكريم ..
سؤال قبل أن تفرح مع أطفالكبالعيد ، قبل أن يتدفق نهر الحنان منك لثمرة فؤادك
يوم العيد
قبل أن تقبلهبين عينيه .. بعدما ارتدى ثوبه الجميل يوم العيد
هل شاهدت يوماً مثل هذا الطفل؟!
يدك الحنونه .. يدك الدافئة .. يدك المواسية هل مرت يوماً على رأس يتيم قدأقض مضجعه اليتم وأحرق عينيه من البكاء يوم العيد عدم رؤيته أباه ؟!
هل أحسبحرارة يدك تدفئه ؟
وتزيل شيئاً من يتمه وحزنه ؟
هل سمع صوتك الحنون يبددسكون وحشته .
هل جربت أن تداعبه .. أن تلاعبه .. أن تلاطفه مثل طفلك .. مهجةقلبك وقرة عينك ؟
كم نحن غافلون عن هؤلاء ؟؟
فهيا أخى الحبيب
حتىتكتمل فرحتك بالعيد
إبذل العطف .. أعط الحنان .
داو حزن المحتاج بالإحسان ..
أمسح على رأس اليتيم .. يوم العيد وبقية الأيام
فبربي وربك إن فيه لأجراعظيما وتجارة رابحة
*****
وقبل أن نودعك
نهنئك بالعيد ونقول لك
تقبلالله طاعتك
ومن النار أعتق رقبتك
وفى الفردوس الأعلى أسكنك
وبصحبة نبيهمتعك
وفى بناء نهضة الأمة استعملك ...
وأقر عينى وعينك برؤية عيدناالأكبر
وما أجمل أن نختم ونحن نصغى للإمام البنا رحمه الله وهو يوصى الشبابفيقول :-
يا شباب:-
((إن عيدكم الأكبر يوم تتحرر أوطانُكم، ويَحكمُقرآنُكم..
فاذكروا في العيد ماضيَكم المجيد؛ لتتذكروا تبعاتكم، وأملكم لحاضركم،ورسالتكم لمستقبلكم، وجدِّدوا الآمال، وآمنوا، وتآخَوا، واعملوا، وترقَّبوا بعد ذلكالنصرَ المبين..
ولا تنسَوا أن ثمنَ النصر تضحيةٌ وفداءٌ؛ فاحرِصوا على تقديمهذا الثمن، ولا تهِنوا بعد ذلك ولا تحزنوا؛ فأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركمأعماكم، وما كان الله ليضيعَ إيمانكم.))
د/ عمرو الشيخ
منقول من موقع مركز المعلومات الإسلامي
www.islam-center.com
مواقع النشر (المفضلة)